أهمية العقل في الإسلام
خلق الله الإنسان وفضّله على سائر المخلوقات وجعله مكرّما منذ الأزل إذ نفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة وجعله خليفة في الأرض وسيّدا عليها وسخّر له هذا الكون لخدمته، وزاده تشريفا وتكريما بالعقل قال تعالى في سورة الإسراء الآية 70: {{ ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا }}، فالعقل أداة فهم سرّ الوجود والخلق فقد عرّفه العلماء بأنّه: ""نور في الصّدر به يبصر القلب عند النّظر في الحجج""، وهنا تكمن أهميته في الإسلام فهو آلة للتدبّر والتفكّر في النّفس والكون وهو طريق الإيمان بالله، فكثرة التدبّر والنّظر تورث العلم والعلم يورث الإيمان، فالعلم أساس الإيمان والعبادة فلا يعبد الله بالجهل، وللعقل دور في إدراك واستخراج الأحكام الشرعية قال تعالى: {{ وفي الأرض آيات للموقنين أفلا تبصرون }} سورة الذاريات / 20 ـ 21، كما أنّه أساس التكليف وبه يتميّز الإنسان عن الحيوان فلا تكليف على مجنون أو فاقد عقل، وهو وسيلة الاجتهاد في أمور الدّين وغيرها من أمور الدّنيا.
لذلك أولاه الإسلام عناية بالغة لما له من شأن عظيم، فالمتدبّر للقرآن الكريم يلاحظ كثرة الآيات الّتي تدعوا إلى التدبّر والنّظر: (أفلا يتدبّرون...)، (أفلا تعقلون...)، (لقوم يعقلون...)، (أفلا ينظرون...)، وقد تكرّر ذلك بأسلوب يلفت الانتباه في العديد من الآيات الّتي تثيره وتحرّكه للوصول إلى حقيقة وجود خالق مدبّر حكيم لهذا الكون.
ومن هنا نستخلص أنّ العقل وسيلة لتثبيت العقيدة الإسلامية واستقامة الفكر على الدّين الحق. ونظرا لأهميته فقد أوجب الإسلام المحافظة عليه ومنع تعطيله فلهذا جعل التفكير والنظر والتدبّر عبادة كما حرّم الإسلام كل ما من شأنه أن يعطّل العقل كشرب الخمر بل وجعل له حدّا زاجرا.
فماهي الأسباب الّتي تجعل الملحد والكافر يجنحان عن الحق؟؟؟ هل هي غفلة أم كِبْرٌ؟