أنـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــا
الليلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولففتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضي البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ من أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَل يحجُبُه سراب
وأظلّ أحسبُهُ دنا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ
ن/الملائكة
أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء وأنا نبض عروقى كبرياء
أنسانة
أكتب بأحساس عميق
أعمل ضجة بكلماتي
أصور الاحداث بقلمي
أدندن .. ولكن بطريقتي
أعزف ايقاعآ بمشاعري
أقطع السكون بصخب افكاري
أقتحم البيوت والاسرار بكتبي
أصرخ بدون صوت
أركض في دوائر اولها آخرها واخرها اولها
أرتد الى المناطق المجهولة التي تسكنني
أبحث عن نقطة ضوء
أسير في وحل لزج
أهرب ممن اعشق، لكي أبلغ ما أعشق
يلاحقني هاجس الكتابة ويقض مضجعي ولااستطيع اللحاق بما يصطخب في رأسي, وصدري
أنا ، من أنا يا ترى في الوجود؟ وما هو شأني، وما موضعي؟
أنا قطرة لمعت في الضحى قليلا على ضفّة المشرع
سيأتي عليها المساء فتغدو كأن لم ترقرق ولم تلمع
أنا نغمة وقّعتها الحياة لمن قد يعي ولمن لا يعي
سيمشي عليها السكوت فتمسي كأن لم تمرّ على مسمع
أنا شيخ راكض مسرع مع الزمن الراكض المسرع
سيرخى عليه الستار ويخفي كأن لم يجدّ ولم يهطع
أنا موجة دفعتها الحياة إلى أوسع فإلى أوسع
ستنحلّ في الشطّ عمّا قليل كأن لم تدّفع ولم تدفع
فيا قلب لا تغترر بالشباب ، ويا نفس بالخلد لا تطمعي
فإنّ الكهولة تمضي كما تولّى الشباب ولم يرجع
ولكنّ فيها جمالا بديعا وفيها حنين إلى الأبدع
ومن لا يرى الحسن في ما يراه فما هو بالرجل الألمعي
بني وطني من أنا في الوجود وما هو شأني وما موضعي؟
أنا أنتم إن ضحكتم لأمر ضحكت ، وأدمعكم أدمعي
ومطرب أرواحكم مطربي وموجع أكبادكم موجعي
أما نحن من مصدر واحد؟ ألسنا جميعا إلى موجع؟
رفعتم مقامي وأعليتموه لما قد صنعت ولم أصنع
أحقّ بإكرامكم طائر يغرّد في الرّوض والبلقع
وأولى به كوكب طالع على سهّد وعلى هجّع
أنا واحد منكم ، يا نجوم بلادي ، متى تسطعوا أسطع
فمن قام يمدحني بينكم فقد تمدح الكفّ بالإصبع
وما الغيث غير الخضمّ، وليس الغدير سوى السحب الهمّع
فلولاكم لم أكن بالخطيب ولا الشاعر الساحر المبدع
أنا الآن في سكرة لا أعي فيا ليتني دائما لا أعي
فذي ليلة بجميع الزمان إذا كان في الدهر من أجمع
فيا أيّها الليل باللّه قف ، ويا لأيّها الصبح لا تطلع
إذا كنت قد بنت عن مربعي فإنّي وجدت بكم مربعي
يمينا سأحمل في أضلعي هواكم ما بقيت أضلعي
وأشكركم بلسان النسائم والروض والجدول المترع
فلا عذر للطير إمّا رلأى جمال الربيع ولم يسجع
إذا لم أكن معكم في غد فإنّي سأمضي وأنتم معي
إليا ابو ماضي
بدأتها بكلمات لنازك الملائكة
و أنهيتها بكلمات لإيليا أبو ماضي
ربما يكون هذا كله انا
او بعضا مني انا
و قد تمر اوقات لا اكون حتى انا
و دمتم سالمين