من طرف ذوالفقار علي الجمعة سبتمبر 19, 2014 9:09 am
اخواني امراء واميرات مملكتنا الاعزاء يزخر تاريخ وطننا العربي بالعديد من قراء القران الكريم الذين باصواتهم العذبه رتلوا ايات القران والبعض منهم ساعد بصوته الرنان بنشر الاسلام في ارجاء العالم. وامتنانا منا وعرفانا لهم بماقدموه اعرض عليكم نشر سير حياتهم مع نماذج من قراءتهم . وارجوا من الاخوان والاخوات المشاركه بقراء بلدانهم فقط اي عدم المشاركه بسيرة قارئ من بلد اخر حتى يطلع الجميع على القراء من مختلف ارجاء وطننا العربي الحبيب ومقدما اشكر جميع المشاركين.....
من طرف ذوالفقار علي الجمعة سبتمبر 19, 2014 9:15 am
[size=32]بسم الله الرحمن الرحيم [/size]
[size=24]هذهِ سيرة الحافظ خليل اسماعيل القارئ العراقي المعروف [/size]
الشيخ المقرئ الحافظ خليل اسماعيل
ولد الشيخ المقرئ الحافظ خليل اسماعيل العُمر في سنة (1920م) في مدينة بغداد/ جانب الكرخ وفي محلة سوق حمادة ومن ابوين مسلمين عربيين عراقيين ومن عائلة دينية معروفة بتقواها وتقاليدها الاسلامية، ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم باتقان وتجويد كبيرين، تتلمذ على يد الملا محمد ذويب الذي كان امام مسجد السويدي القريب من مسكنه (محلة خضر الياس) كما تعلم واتقن علوم التلاوة والتجويد كما اشرف عليه واحتضنه الملا جاسم سلامة كثيراً لذكائه الخلاق والاخذ بتوجيهاته السديدة.
مقرئ الإذاعة الأول وفي سنة (1937م) عين الشيخ المقرئ الحافظ خليل اسماعيل في جامع السراي وشغل رئاسة محفل القراء في جامع الامام ابي حنيفة النعمان واخذ ينتقل الى عدة جوامع منها جامع الشيخ صندل وجامع عمر السهروردي وكان آخر المطاف في جامع البنية وفي مدرسة نائلة خاتون الدينية مقرئاً ومتعلماً في آن واحد وفي تلك السنة التي كان يشرف عليها فضيلة العلامة نجم الدين الواعظ حيث كان له مرشداً ومعلماً ومربياً وموجهاً وكان يتلقى دروساً يومية ومنظمة في النحو والصرف والتجويد وكان له الفضل الاكبر لمسيرة الشيخ المقرئ المرحوم إعداد : خضير عمير.. الحافظ خليل اسماعيل في شهرته وسمعته في عالم التلاوة- والتجويد وفي سنة (1941م) تقدم الشيخ المقرئ المرحوم خليل اسماعيل ليكون مقرئاً في دار الاذاعة- حيث أختبر واختير مقرئاً في دار الاذاعة وكانت اول تلاوة له في يوم (9/11/1941) وكانت من سورة المؤمن، حيث كان البث في دار الاذاعة على الهواء مباشرة.
لقب الحافظ وفي عام (1942م) وجه الاستاذ الكبير نشأت السنوي دعوة الى دار الاذاعة يدعوهم فيها الى الرعاية والعناية بالمقرئين في دار الاذاعة والى توجيه الدعوى لجميع المقرئين في الاذاعة للحضور الى ديوان مديرية الاوقاف لاجراء الاختبار والامتحان لمن يستحق ان يلقب بلقب الحافظ لأن كلمة الحافظ تعني معرفته لعلوم القرآن الكريم.. وبعد اجراء الاختبار والتمحيص لم يكن موفقاً بذلك سوى الشيخ المقرئاً المرحوم الحافظ سيد الجوادي وهو موصلي الذي كان مقرئاً آنذاك في دار الاذاعة. لذا فان الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ خليل اسماعيل الذي نحن بصدده لم ينل لقب الحافظ اعتباطاً او مجرد صدفة بل ناله بجدارة واستحقاق عاليين وقد وصفه الاستاذ الكبير القبانجي بان الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ خليل اسماعيل (بستان الانغام العراقية الاصيلة) حيث ان نغم ومقام الزنكران لم يجرؤ احد من المقرئين ان يقرأه ابداً الى يومنا هذا لصعوبة أدائه وترتيله في احسن حاله، ولكن الشيخ المقرئ المرحوم الحافظ اسماعيل يقرؤه بكل اتقان ودقة متناهية. وفي عام (1951م) عندما زار شيخ المقرئين عبد الفتاح الشعشاعي، قال بحقه اني لم اطرب ولم اكن اسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل وهذا التصريح مثبت في الصحف البغدادية التي نشرت هذا القول للشيخ الشعشاعي. وفي عام (1961م) سافر الشيخ المقرئ المرحوم الى القدس الشريف، وقد قرأ في حرم القدس الشريف ونال اعجاب المستمعين هناك.
مرضه العضال وفي عام (1979م) وجهت له دعوة من وزارة الاوقاف العراقية للسفر الى الكويت لقراءة القرآن الكريم خلال شهر رمضان وهناك أجريت له مقابلات تلفزيونية وصحفية كثيرة وكان المقرئ الوحيد الذي مثل العراق أحسن تمثيل ونال استحسان كل من معه هناك لأن القراءة العراقية ذات شجون في عالم التلاوة القرآنية. وفي مطلع عام (2000) اشتد عليه مرضه ولم يمهله طويلاً، فدخل دار التمريض الخاص في 23/1/2000 واجريت له عملية غسل لكليته، وبقي على هذه الحالة الى يوم 3/7/2000عندما دخل المستشفى لغسل الكلية للمرة السادسة والاخيرة، وقد وافاه الاجل المحتوم بعد ظهر يوم الاربعاء 5/7/2000 وفي صباح اليوم التالي شيعت بغداد فقيدها الغالي من جامع المعز تشييعاً مهيباً الى مثواه الاخير في مقبرة الكرخ في ابي غريب، يتقدمهم اصحاب الفضيلة العلماء والاحباب والكتاب والشعراء ولفيف من المقرئين وجمع غفير من المواطنين الذين أتوا ليشاركوا مصابهم الاليم وهكذا انتقل الفقيد الى الرفيق الاعلى واقيم مجلس العزاء على روحه الطاهرة من قبل اسرته في جامع عادلة خاتون في بغداد، فهنيئاً لمن افنى حياته في ظل كتاب الله كما قال الله تعالى ((وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)) .
عمر القزابري (4 أغسطس 1974) إمام مسجد الحسن الثاني،تلقى القرآن في صغره على يد والده الشيخ أحمد القزابري وهو من علماء مراكش، وختم القرآن في سن 11 سنة، حصل على شهادة الثانوية العامة في التعليم الأصيل من مدرسة ابن يوسف بمراكش، توفي والده وترك فيه ألم عميق، جعله يسافر بعدها إلى السعودية حيث حضر دروسا بالمعهد الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1997، وتولى إمامة مسجد الجامعة بجدة، تلقى خلال تلك الفترة القرآن على يد عدد من كبار المشايخ، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر، والشيخ الفاه الموريتاني، قبل أن يعود إلى المغرب ويتولى الخطابة في مسجد باب الريان بحي الألفة بمدينة الدار البيضاء حيث كانت خطبه تستقطب آلاف المصلين، بعد ذلك قرر الشيخ عمر العودة إلى تعميق دراساته القرآنية، حيث أقام في القاهرة دورة دراسية لختم القراءات العشر على يد الشيخ أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم القراء بمصر. والشيخ حاليا يشغل منصب إمام مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء ويتولى أيضا الخطابة في مسجد النسيم بمدينة الدار البيضاء أيضا. مسيرته يقول الشيخ عمر القزابري في مقابلة له مع قناة اقرأ عن مسيرته انه حفظ القرآن دون الحادية عشر من عمره على يد السيد الوالد و الذي ترك الأثر الأعظم في حياته، الذي كان قمة في التواضع مع علمه وفهمه. رحلته إلى السعودية كان له صديق يعرف شيخا سعوديا لديه منزل بالدار البيضاء واسمه عبد الرحمن نصيف، معروف عنه ولعه بالقرآن والعلم ولديه شغف كبير بالكتب لدرجة أن لديه واحدة من أضخم المكتبات في السعودية، تقع في جدة، تضم نفائس المؤلفات والمخطوطات النادرة (والتي انحرقت بداية 2009). التقى به ذات مرة على طعام الغذاء فطلب إليه أن يتلوا عليه شيئا من القرآن، وأعجب بقراءته كثيرا لدرجة أنه اقترح عليه السفر معه إلى السعودية. استضافه في السعودية عبد الرحمن نصيف، في بيته مدة خمس سنوات، كان برنامجه اليومي يبدأ مع صلاة الفجر حيث يأم الناس في مسجد المعمار بمدينة جدة تتبع ذلك جلسة قرآنية، ثم يقوم بعدها إعطاء دروس في المنزل نفسه، في علوم التجويد والقراءات والتفسير لمدة ثلاث ساعات كاملة. وبعد يلتحق بمسجد الجامعة في المدينة نفسها ليصلي بالناس صلاتي المغرب والعشاء والتراويح في رمضان، تتلوها دروس مماثلة في أحكام التجويد والقراءات. كذلك كان يأم الناس في مكة المكرمة في ثاني أكبر مسجد بها بعد بيت الله الحرام. العودة إلى المغرب بعد قضاء 5 سنوات كاملة بالسعودية عاد إلى الوطن. بعد التفجيرات التي ضربت الدار البيضاء يوم 16 ماي 2003 طلب منه التوقف عن إمامة المصلين بمسجد الألفة، حيت كان المسجد يمتلئ عن آخره وكان المصلون يقدمون إليه من كل حدب وصوب فتقطع الشوارع وتمتلئ جنبات المسجد والأماكن القريبة منه بالمصلين. وفي السنة الموالية جاءته دعوة من المملكة العربية السعودية لإمامة الناس في مسجد ابن باز في مكة المكرمة، سافر وفي تلك الفترة تزوج، وبعد زواجه بثلاثة أشهر تقريبا اتصل به مندوب من وزارة الأوقاف المغربية يعلن له اختياره لممارسة الإمامة في مسجد الحسن الثاني. وبدأ الإمامة في رمضان سنة 2005. سافر إلى ألمانيا برعاية مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج لافتتاح مسجد بمدينة أوفنباخ قرب فرانكفورت. سافر بعدها إلى فرنسا حيث قضى حوالي 20 يوما، افتتح خلالها مؤتمرا حول النبي تحت شعار «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ألقى خلال هذا اللقاء محاضرة بعنوان «كان خلقه القرآن» لقيت تجاوبا ملفتا من طرف الحضور.
عدل سابقا من قبل صمتي شموخي في الإثنين أكتوبر 27, 2014 11:17 pm عدل 1 مرات
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في قرية ميت غزال محافظة الغربية في 17 يونيو 1905م من أسرة كان ذات شأن في تلك القرية. ألحقه والده بكُتَّاب القرية وعمره خمس سنوات، وأتم حفظ القرآن ولما يتجاوز الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الأحمدي للقرآن، بنصيحة من الشيخ محمد رفعت، وتعهده الشيخ محمود حشيش بالمتابعة والتوجيه.
أصدر الملك فاروق أمراً ملكياً بتكليف الشيخ مصطفى إسماعيل ليكون قارئاً للقصر الملكي لإحياء ليالي رمضان بقصري رأس التين والمنتزه بالإسكندرية سنة 1943م، بعدما نقلت له الإذاعة تلاوة من مسجد الحسين؛ ورغم ذيوع صيت الشيخ في مصر وخارجها إلا أن الشيخ محمد رفعت كان يعترض أحياناً على قراءته لكثرة أخطائه، ونصحه بضرورة القراءة مرة أخرى على الشيخ عبد الفتاح القاضي شيخ عموم المقارئ المصرية ومعلم القراءات.
وكان الشيخ مصطفى يسعد بتوجيهات الشيخ محمد رفعت، ولزمه الشيخ القاضي أينما ذهب ليبين له أوجه القصور في قراءته، فحسن أداؤه حتى أطمأن الشيخ القاضي إلى قراءته وطمأنه عليها فشكر له وللشيخ محمد رفعت حبهما وتقديرهما وغيرتهما عليه.
وعينته وزارة الأوقاف قارئاً لسورة الكهف بالجامع الأزهر؛ فاعترض القراء المقيدون بالإذاعة؛ لأنه غير مقيد بها، فأرسلت إليه الإذاعة وحددت موعدًا واستمع إليه أعضاء اللجنة وكان بينهم الشيخ الضباع والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وأجازته اللجنة قارئا بالإذاعة.
ودعي الشيخ إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، منها: سوريا والسعودية ولبنان والعراق وإندونيسيا وباكستان والقدس، كما قرأ في مساجد ميونخ وباريس ولندن.
الوفاة
وبعدما أتم آخر قراءة له يوم الجمعة 22 ديسمبر سنة 1978م، أصيب بانفجار في المخ ونقل إلى المستشفى في غيبوبة تامة وفشل الطب في إنقاذه، وانتقل إلى جوار ربه، عليه رحمة الله.
من طرف اميرة الورد الجمعة سبتمبر 19, 2014 12:50 pm
[rtl]نبذة عن حياة الشيخ محمد رفعت[/rtl] [rtl]15/04/2009[/rtl]
[rtl]ولد الشيخ محمد رفعت في القاهرة سنة 1882م. وعندما بلغ السنتين من العمر فَقَدَ بصره. ولمَّا آنس منه والده توجُّهًا لكتاب الله، دفع به إلى أحد الكُتَّاب ليعلمه تجويد القرآن، وفرغه لذلك،..[/rtl]
ولد الشيخ محمد رفعت في القاهرة سنة 1882م. وعندما بلغ السنتين من العمر فَقَدَ بصره. ولمَّا آنس منه والده توجُّهًا لكتاب الله، دفع به إلى أحد الكُتَّاب ليعلمه تجويد القرآن، وفرغه لذلك، وحفظ كتاب الله، ولمَّا يبلغ العاشرة من عمره. عندما بلغ الخامسة عشرة من العمر، عُيِّن قارئًا في أحد مساجد القاهرة، فذاع صيته وانتشر. امتاز الشيخ - علاوة على ما كان عليه من عذوبة صوت - بأنه كان صاحب مبدأ سامٍ وخلق رفيع؛ فكان عفيف النفس، زاهدًا بما في أيدي الناس؛ فكان يأبى أن يأخذ أجرًا على قراءة القرآن. ولم يقبل أن يقرأ في الإذاعة المصرية إلا بعد أن استفتى لجنة الإفتاء في الأزهر الشريف، فأفتوه بمشروعية ذلك. عُرِف عن الشيخ العطف والرحمة بالآخرين، فكان يجالس الفقراء والمحتاجين. وقد شاء الله سبحانه أن يصاب الشيخ ببعض الأمراض التي ألزمته الفراش، وحالت بينه وبين تلاوة القرآن، وبقي ملازمًا لفراشه حتى وافته المنية سنة 1950م، بعد أن أمضى جُلَّ حياته قارئًا لكتاب ربه، وحاملاً لراية قرآنه، ومسهماً في إبلاغ رسالة الإسلام.
من طرف طوق الياسمين الجمعة سبتمبر 19, 2014 2:19 pm
سيرة القارئ عبط الباسط عبد الصمد
ولد القارىء الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر . حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا ..فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام , .. والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد , كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدأ .
أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا. عبدالباسط , وهو في السادسة من عمره .. كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن ما يكون الإستقبال , لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة وأصيلا. لاحظ الشيخ (( الأمير )) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب , ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع .. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار.
يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته : (( .. كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات , وكان جدي من العلماء .. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (( محمد سليم )) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً . ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر , وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (( أرمنت )) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن , وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب .. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (( بأصفون المطاعنة )) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات . فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع .
بعد أن وصل الشيخ عبدالباسط الثانية عشرة من العمر إنهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه .. وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً .
زيارته للسيدة زينب في ذكرى مولدها : في عام 1950م ذهب ليزور آل بيت رسول الله (ص) وعترته الطاهرين وكانت المناسبة التي قدم من أجلها مع أحد أقربائه الصعايدة هي الإحتفال بمولد السيدة زينب .. والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير كالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة. بعد منتصف الليل والمسجد الزينبي يموج بأوفاج من المحبين لآل البيت القادمين من كل مكان من أرجاء مصر كلها .. إستأذن أحد أقارب الشيخ عبدالباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب .. عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارىء الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء .. ولكن ما هي إلا لحظات وانتقل السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد (( الله أكبر )) , (( ربنا يفتح عليك )) إلى آخره من العبارات التي تصدر من القلوب مباشرة من غير مونتاج.. وبدلاً من القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف خيل للحاضرين أن أعمدة المسجد وجدرانه وثرياته انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية تتلى بصوت شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان بهيبة ورهبة وجلال.
انا اموت على ترتيله و ما اقدر امسك نفسي عن البكاء لما اسمعه الله يرحمه
[rtl]«شيخ القراء في زمانه ومن المتقنين لفن القراءة وعلوم القرآن»، هكذا يُعرّف المتخصصون في علم القرآن الشيخ محمود خليل الحصري، شيخ عموم المقارئ المصرية، بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر في 1961.[/rtl]
[rtl]وُلد الشيخ محمود الحصري في 17 سبتمبر عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية بمصر، وأتم حفظ كتاب الله في الثامنة من عمره، وانضم إلى المعهد الديني في طنطا، وأجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر بعد التحاقه بالأزهر الشريف.[/rtl]
[rtl]للشيخ «الحصري» 8 محطات مهمة تميزه عن غيره من قراء القرآن الكريم، المحطة الأولى، أنه أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم في عام 1961.[/rtl]
[rtl]المحطة الثانية، أول من سجل القرآن برواية ورش عن نافع، في عام 1964.[/rtl]
[rtl]المحطة الثالثة، أول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري، في 1968.[/rtl]
[rtl]المحطة الرابعة، أول من سجل القرآن المعلم (طريقة التعليم)، في 1969.[/rtl]
[rtl]المحطة الخامسة، أول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر، في 1975.[/rtl]
[rtl]المحطة السادسة، في عام 1977، أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة.[/rtl]
[rtl]المحطة السابعة، في عام 1978، أول من رتل القرآن في القصر الملكي بلندن.[/rtl]
[rtl]المحطة الثامنة، أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونجرس الأمريكي.[/rtl]
[rtl]حصل الشيخ محمود الحصري في 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم، وله العديد من المؤلفات أبرزها، أحكام قراءة القرآن الكريم، والقراءات العشر من الشاطبية والدرة، والنهج الجديد في علم التجويد، ورحلاتى في الإسلام.[/rtl]
[rtl]أوصى الشيخ محمود الحصري في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كل وجوه البر.[/rtl]
[rtl]وتوفي مساء يوم الاثنين 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من 55 عامًا.[/rtl]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نبدا بحمد لله اخوتى الافاضل فى رفع الابتهالات للشيخ نصر الدين طوبار رحمه الله فهى ابتهالات تخاطب الروح والعقل الانسان ابتهال حين تسمعه تحس بانك فى عالم الخشوع تميز الشيخ نصر الدين طوبار بالحس المرهف والمشاعر الصادقة مما جعله ينفرد عن سابقيه ومعاصيره على الاستحواذ القلبى والفكر العقلى وقبل ان نبدأ فى سرد روائع الشيخ رحمه الله نبدا اولا التعريف به نبدأ على بركة الله فى سرد الموضوع تابعوا معى حيث سيتم جمع نوادر وابتهالات الشيخ ولا سيما من الاخوة الذى قد سجلوا ومن الخارج ان شاء الله
ما بين العام الذي ولد فيه 1920 وبين التحاقه بالإذاعة عام 1956 واعتماده قارئا ومبتهلاً، تكمن رحلة تكوين وإعداد الشيخ "نصر الدين طوبار" التي بدأت من الدقهلية مسقط رأسه، وفيها بدأ بحفظ القرآن الكريم شأن كل كبار المبدعين من هذا الجيل والذين قبلهم، ولأن الشيخ كان حسن الصوت فكان أصدقاؤه بالدقهلية يلحون عليه في أن يكون قارئًا بالإذاعة، ولا يكتفي بالقراءة في البيت وسرادقات المعارف في المناسبات، إلى أن تقدم بالفعل للإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، حتى ضجر، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الديني للمرة السادسة، وكان أن نجح في السابعة. نصائح المشايخ
وقد ظل المشايخ وقتها ينصحونه بضرورة الاهتمام بالعلم الموسيقي ودراسة المقامات الصوتية، مثل "البياتي والصبا والنهاوند والحجاز والسيكا" على أيادي متخصصين، فظل يواصل الشيخ الدراسة حتى ينجح، مؤكدًا أن الابتهال أو الغناء ليس مجرد صوت حسن بل هو تدريب صوتي على القراءة الصحيحة المتمكنة فترات طويلة. قدم الشيخ "نصر الدين طوبار" ما يقرب من مائتي ابتهال؛ منها "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و"ما بين زمزم"، و"من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، و"هو الله"، و"يا ديار الحبيب"، و"قف أدبا"، و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل"، و"يحق طاعتك". أوكان الشيخ قد اكتسب مقدرة فائقة في القراءة بفضل العلم الذي كان يحصله وبقربه من المشايخ الكبار أمثال "مصطفى إسماعيل" و"علي محمود" وإلمامه بعلوم اللغة العربية، فهو حين كان صغيرًا كان يدرس بالمدرسة الخديوية، فحوله أبوه إلى المدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، وقد ظهر ذلك بالطبع عليه في إحساسه بالنص الشعري الذي يؤديه، وقدرته على تجسيد المعاني واختيار المقامات الموسيقية الملائمة لها، فكان في الحزن الشديد يقرأ من مقام "الصبا"، وفي حالة الوجد يقرأ من مقام "النهاوند" أو "البيان" أو"الحجاز" وفقًا للمعاني وللحالة المزاجية التي يكون عليها في أثناء القراءة. أماكن تعبق بصوته عمل الشيخ -رحمه الله- مشرفًا وقائدًا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر عام 1980، وهو في ذلك يشبه فضيلة الشيخ "محمود خليل الحصري" الذي ظل حتى بعد أن ذاع صيته يردد في كورال إحدى الفرق الدينية الإنشادية. جاب الشيخ "نصر الدين طوبار" العديد من دول العالم، وغنى على قاعة "ألبرت هول" بلندن وذلك في احتفال المؤتمر الإسلامي العالمي، ونال الشيخ إعجاب كل من استمع إلى صوته في البلاد التي زارها، فمثلا كتبت عنه الصحافة الألمانية "صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب"، كما كرمته كل الدول التي زارها إعجابًا وتقديرًا لصوته العذب. مر على مساجد فعبقت بأنغامه السماوية، مثل مسجد "الخازندارة" بشبرا الذي شهد فترة من حياة الشيخ الجليل حيث تم تعيينه قارئًا للقرآن الكريم ومنشدًا للتواشيح به. اخترق بصوته أجواء بيت المقدس يوم أن أنشد في حفلة بالمسجد الأقصى الذي زاره مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في رحلته إلى القدس، وكان بصحبته الشيخ مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد وشعبان الصياد، وكان ذلك يوم العيد من عام 1977، وكان الشيخ "نصر الدين طوبار" يكبر للعيد بنفسه بينما يردد بعده المصلون بالمسجد الأقصى. وقد ظل الشيخ على مقدرته الصوتية، وكان دائم القراءة بالإذاعة والتليفزيون المصري حتى رحلت روحه الطاهرة إلى ربها في السادس من شهر نوفمبر عام 1986.
من طرف اميرة الورد الثلاثاء سبتمبر 23, 2014 8:33 am
القارئ محمد محمود الطبلاوي ولادتـــه ولد القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي نائب نقيب القراء وقارئ مسجد الجامع الأزهر الشريف، يوم 14/11/1934م في قرية ميت عقبة مركز (إمبابة) الجيزة أيام كانت ميت عقبة قرية صغيرة قريبة جداً من ضفاف نيل مصر الخالد. كان أهم ما يميز ميت عقبة آنذاك.. انتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم بصورة لم نعهدها الآن. ذهب به والده الحاج (محمود) رحمه الله إلى كتاب القرية ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل لأنه ابنه الوحيد. عرف الطفل الموهوب محمد محمود الطبلاوي طريقه إلى الكتاب وهو في سن الرابعة مستغرقاً في حب القرآن وحفظه فأتمه حفظاً وتجويداً في العاشرة من عمره. كانت بداية شاقة وممتعة في نفس الوقت بالنسبة للفتى المحب لكتاب الله عز وجل والذي لم يرض عنه بديلا.. يقول الشيخ الطبلاوي وهو يسترجع ذكريات لا تنسى مع كتاب الله عز وجل: وكان والدي يضرع إلى السماء داعياً رب العباد أن يرزقه ولداً ليهبه لحفظ كتابه الكريم وليكون من أهل القرآن ورجال الدين. استجاب الخالق القدير لدعاء عبده الفقير إليه ورزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها. لا لأنه رزق ولداً فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم، لأن والدي كان يوقن أن القرآن هو التاج الذي يفخر كل مخلوق أن يتوج به لأنه تاج العزة والكرامة في الدنيا والآخرة. وهذه النعمة العظيمة التي منّ الله علي بها وقدمها لي والدي على طبق من نور تجعلني أدعو الله ليل نهار أن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسنات والدي يوم القيامة وأن يجعل القرآن الكريم نوراً يضيء له ويمشي به يوم الحساب لأن الدال على الخير كفاعله ووالدي فعل خيراً عندما أصر وكافح وصبر وقدم لي العون والمساعدة ووفر لي كل شيء حتى أتفرغ لحفظ القرآن الكريم. رحم الله والدي رحمة واسعة إنه على كل شيء قدير. بعد أن حفظ الفتى الموهوب محمد محمود الطبلاوي القرآن كاملاً بالأحكام ولم يتوان لحظة واحدة في توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه فلم يترك الكتّاب أو ينقطع عنه وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزام شديد ليراجع القرآن مرة كل شهر. يقول الشيخ الطبلاوي: فبدأت قارئاً صغيراً غير معروف كأي قارئ شق طريقه بالنحت في الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب والذكرى السنوية وبعض المناسبات البسيطة، كل ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري وكنت راضيا بما يقسمه الله لي من أجر والذي لم يزد على ثلاثة جنيهات في السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أنني بلغت المجد ووصلت إلى القمة. الموهبة وبداية الشهرة لم ينس الشيخ الطبلاوي كل من قدم له نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً.. ودائماً يذكر من تسببوا في إثقال موهبته في الحفظ والتجويد بكل خير فيقول: دائماً أتحين الفرصة التي أخلو فيها مع نفسي وأتذكر بدايتي مع القرآن ونشأتي وأول خطواتي على درب الهدى القرآني وما وصلت إليه الآن فأشعر أنني مدين بالكثير والكثير لكل من هو صاحب فضل عليّ بعد ربي العلي القدير فأدعو لوالدي ولسيدنا رحمهما الله ولزملائي الذي شجعوني واستمعوا إلي وأنا صغير وجعلوني أشعر بأنني قارئ موهوب وأتذكر قول شيخي الذي حفظني القرآن: (يا محمد أنت موهوب وصوتك جميل جداً وقوي معبر). ولأن سيدنا كان خبيراً بالفطرة أستطاع أن يميز الأصوات بقوله: محمد الطبلاوي صوته رخيم وفلان صوته أقرع والآخر صوته نحاسي، وكان دائماً يحثني على الاهتمام بصوتي وأولاني رعاية واهتماماً خاصاً على غير ما كان يفعل مع زملائي من حيث التحفيظ بدقة والمراجعة المستمرة. قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية، وأصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظراً لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق. بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقاً للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.. ساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته مع المواظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ رفعت والشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامه والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة. الالتحاق بالإذاعة يعد الشيخ محمد محمود الطبلاوي أكثر القراء تقدماً للالتحاق بالإذاعة كقارئ بها وقد يحسد على صبره الجميل الذي أثبت قيمة ومبدءاً وثقة في نفس هذا القارئ المتين بكل معاني هذه الكلمة. لم يتسرب اليأس إلى نفسه ولم تنل منه أي سهام وجهت إليه. وإنما تقبل كل شيء بنفس راضية مطمئنة إلى أنّ كل شيء بقدر وأنّ مشيئة الله فوق مشيئة البشر. تقدم تسع مرات للإذاعة ولم يأذن الله له. وفي المرة العاشرة اعتمد قارئاً بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية، وحصل على تقدير (الامتياز) وكانت اللجنة منصفة في ذلك والذي لم يعرف عدد مرات تقدم الشيخ الطبلاوي للإذاعة كان عليه أن يقف مع نفسه وقفة تجبره على السؤال عن سر هذا القارئ الذي ترجم كل شيء وفك رموزاً وشفرات في برهة قصيرة. إنه القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة ينطلق فيها صوته عبر الإذاعة من ينكر هذه الشهرة التي عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية بعد انطلاق صوت صاحبها بعشر دقائق فقط.. إنني أسجل هنا حقيقة يعلمها الملايين وهي أن الشيخ الطبلاوي سجل الرقم القياسي من حيث سرعة الشهرة والصيت والانتشار وكأنه أراد أن يتحدث إلى من يهمه الأمر بلغة قرآنية وإمكانات صوتية فرضت على الدنيا اسماً جديداً أراد أن يترجم الصبر إلى فعل وعمل فحقق من الشهرة خلال نصف ساعة ما لم يحققه غيره في ثلاثين عاماً لأنه صبر 9 سنوات نصف صبر أيوب الذي صبر 18 عماً فجاءه الشفاء مرة واحدة بعد أن تفجر الماء الشافي تحت قدميه وبمجرد أن وضع قدميه تحقق له من الشفاء ما كان يحتاج إلى عشرات السنين. كانت الفترة ما بين 1975 وحتى 1980 بمثابة غزو مفاجئ من الشيخ الطبلاوي فاحتل المقدمة مع المرحوم الشيخ عبدالباسط الذي أعطاه الجمهور اللقب مدى حياته. مواقف في حياة الشيخ محمد محمود الطبلاوي يقول : إنني تعرضت لموقف شديدة المرارة على نفسي وكان من الممكن أن يقضى علي كقارئ ولكن الله سلّم. هذا الموقف أنقذتني منه عناية السماء وقدرة الله. وهذا الموقف حدث عندما كنت مدعواَ لإحياء مأتم كبير بأحد أحياء القاهرة المهتم أهله باستدعاء مشاهير القراء وكان السرادق ضخماً والوافدون إليه بالآلاف، وكان التوفيق حليفي والنفحات مع التجليات جعلتني أقرأ قرآنا وكأنه من السماء... وأثناء استراحتي قبل تلاوة الختام جاءني القهوجي وقال تشرب فنجان قهوة يا شيخ محمد؟ قلت له : إذا ما كنش فيه مانع. وبعد قليل أحضر القهوة ووضعها أمامي على الترابيزة.. فانشغلت ونسيتها.. فقال لي صاحب الميكروفون القهوة بردت يا شيخ محمد فمددت يدي لتناولها فجاءني صديق وسلم عليّ وبدلاً من وضع يدي على الفنجان صافحت الرجل وانشغلت مرة ثانية وأردت أن أمد يدي فشعرت بثقل بذراعي لم يمكنني من تناول الفنجان وفجأة جاءني صاحب المأتم وطلب مني القراءة فتركت القهوة ولكن صاحب الميكرفون شربها وبعد لحظات علمت أنه انتقل بسيارة الإسعاف إلى القصر العيني وبفضل من الله تم إسعافه ونجا بقدرة الله. وهكذا تدخلت عناية السماء مرتين الأولى عندما منعتني القدرة من تناول القهوة والثانية نجاة الرجل بعد إسعافه بسرعة. وهذا الموقف حدث لي بعد إلتحاقي بالإذاعة ووصلت إلى المكانة التي لم يصل إليها أحد بهذه السرعة. وهناك موقف لن ينسى وسيظل محفوراً بذاكرتي وهو: أراد أحد القراء أن يشن حرباً عليّ لا لشيء إلا لأنني أخذت حظاً وفيراً من الشهرة بفضل الله تعالى.. فقال هذا القارئ الذي لا داعي لذكر اسمه. بعد التحاقه بالإذاعة بشهور: أريد الفرصة لكي أمسح الطبلاوي وأمثاله!! فأعطي الفرصة كاملة وأخذ إذاعة خارجية بعدها استبعد ستة شهور لأنه لم يتقن التلاوة!! فهذه جرأة على قدرة الله. أراد الله أن يشعره بأن الله يسمع ويرى وبيده ملكوت كل شيء هو المعز وهو المذل وهو على كل شيء قدير. موقف خارج مصر يقول الشيخ الطبلاوي: سافرت إلى الهند ضمن وفد مصري ديني بدعوة من الشيخ أبو الحسن الندوي. وكان رئيس الوفد المرحوم الدكتور زكريا البري وزير الأوقاف في ذلك الوقت.. وحدث أننا تأخرنا عن موعد حضور المؤتمر المقام بجامعة الندوة بنيودلهي، وكان التأخير لمدة نصف ساعة بسبب الطيران.. وبذكاء وخبرة قال الدكتور البري: الوحيد الذي يستطيع أن يدخل أمامنا هو الشيخ الطبلاوي لأنه الوحيد المميز بالزي المعروف ولأنه مشهور هنا وله مكانته في قلوب الناس بما له من مكانة قرآنية، وربما يكون للعمة والطربوش دور في الصفح والسماح لنا بالدخول. وحدث ما توقعه الدكتور البري وأكثر.. والمفاجأة أن رئيس المؤتمر وقف مرحباً وقال بصوت عال: حضر وفد مصر وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الطبلاوي.. فلنبدأ احتفالنا من جديد.. كانت لفتة طيبة أثلجت صدر الوزير لأن الندوة كانت تجمع شخصيات من مختلف دول العالم. وبعد انتهاء الجلسة التف حولي كل الموجودين على اختلاف ألوانهم وأجناسهم يأخذون معي الصور التذكارية.. فقال لهم الدكتور الوزير : كلكم تعرفون الشيخ الطبلاوي؟ فردوا وقالوا: والشيخ عبدالباسط أيضاً وكثير من قراء مصر العظماء. وفي الحقيقة عاد السيد الوزير إلى مصر بعد انتهاء المؤتمر وأعطاني عدة مسئوليات.. منها شيخ عموم المقارئ المصرية.. وعضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. وعضو بلجنة القرآن بالوزارة ومستشار ديني بوزارة الأوقاف.. ففوجئت بقيام مجموعة من مشاهير القراء بالاحتجاج على هذه الامتيازات.. تحسب لقراء القرآن كلهم وفي مصلحتنا جميعاً، ويعد هذا نجاحاً للقراء، وكسباً لنا جميعاً.. وواجب علينا أن نفرح بهذا. المصحف المرتل يقول الشيخ الطبلاوي: والحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملاً مرتين.. مجوداً ومرتلاً. وهذا هو الرصيد الذي أعتز به وهو الثروة التي منّ الله عليّ بها في الدنيا والآخرة. أما بالنسبة للمصحف المرتل فهو مسجل بصوتي ويذاع بدول الخليج بناء على رغبة إذاعاتها.. وإذا طلبت إذاعتنا الغالية هذا المصحف فلن أتأخر عن إهدائه لمستمعيها فوراً وبدون مقابل مادي لأن الإذاعة صاحبة فضل على جميع القراء. بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينيات بالمساجد الكبرى في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية. السفر والبعثات المتعددة إلى الخارج سافر إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية. بدعوات خاصة تارة ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى ممثلاً مصر في العديد من المؤتمرات ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم. ومن الدعوات التي يعتز بها، هي الدعوة التي تلقاها من مستر جون لاتسيس باليونان ليتلو القرآن أمام جموع المسلمين لأول مرة في تاريخ اليونان.. وكذلك الدعوة التي وجهت إليه من قبل المسئولين بإيطاليا عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة (روما) لأول مرة أمام جموع غفيرة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك. ولم ينس الشيخ الطبلاوي دعوة القصر الملكي بالأردن لإحياء مأتم الملكة (زين الشرف) والدة الملك حسين، حيث أقيم العزاء الرسمي بقصر رغدان بعمان. وهناك مئات الأسفار التي جاب خلالها الشيخ الطبلاوي معظم دول العالم لتلاوة كتاب الله عز وجل. ونتج عن هذا العمر القرآني للشيخ الطبلاوي كثير من التسجيلات التي سجلت بالاحتفالات الخارجية وهي موجودة لدى شركة (إبراهيم فون) لصاحبها الحاج إبراهيم محمد محمود الطبلاوي. تكريم الشيخ الطبلاوي حصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم.. ورغم السعادة والفرحة التي لا يستطيع أن يصفها بهذا التقدير إلا أنه يقول: إني حزين لأنني كرمت خارج وطني ولم أكرم في بلدي مصر أم الدنيا ومنارة العلم وقبلة العلماء.
المقرئ الضرير المصطفى غربي ل "التجديد": حفظت القرآن عن طريق السمع في ظرف أربع سنوات رغم ضعف بصره الشديد، استطاع بصوته الشجي وتلاوته العطرة أن يحشد خلفه آلاف المصلين في صلاة التراويح بمسجد الشهداء بالدار البيضاء، الذي ارتبط باسمه طيلة سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. قبل أن يبرز مشاهير القراء الشباب في العاصمة الاقتصادية والمغرب.. إنه المقرئ الضرير المصطفى غربي، الذي يوصف في المغرب بشيخ القراء. في هذا الحوار نسلط الضوء على كثير من جوانب حياة إمام مسجد الشهداء..، عن طفولته، حفظه للقرآن الكريم، إمامته، حادثة سجنه... كيف تقدم نفسك لقراء التجديد؟ اسمي الكامل المصطفى غربي، ولدت بقبيلة الشراكي قيادة أولاد أمراح دائرة ابن احمد إقليم سطات سنة ,1964 كما هو متبث بشهادة الميلاد، وإن كنت حقيقة أكبر ذلك بحوالي أربع أو خمس سنوات. ولدت ضريرا، لكن والحمد لله لم أحس يوما بأي مركب نقص، وما كنت قد قمت به من فحص لعيني بأمريكا، لم يكن إلا إرضاء لأصدقائي الذين أرغموني على إجرائه أملا في إبصاري، ولكنني تكيفت والحمد لله مع وضعي، وأنا في أحسن حال لأنني أرى ظلال بعض الأشياء. تمكنت من حفظ القرآن عن طريق السمع في ظرف أربع سنوات في سن الثانية عشرة من عمري، وبنفس الطريقة ساعدت ابني يونس غربي وهو أيضا كفيف، على إتمام حفظ القرآن الكريم وهو ابن الحادية عشرة من عمره. أدخلك والدك إلى المسيد لتكون مؤنسا لأخيك الذي هو من كان معنيا بحفظ القرآن الكريم، كيف جاء انخراطك في مسيرة حفظ كتاب الله، بدلا عنه؟ أخي الذي يكبرني سنا، هو من أدخله والدي إلى الكتاب بداية، لغاية حفظ القرآن الكريم، حيث كان يأمل والدي رحمة الله عليه، أن يكون أحد أبنائه حافظا للقرآن الكريم، جريا على عادة أهل القبيلة، حيث كان التنافس على تقديم أبنائهم لهذه الغاية، حرصا منهم على أن يكون في كل بيت ابن حافظ لكتاب الله، لأن ذلك كان مدعاة للفخر بين سكان القبيلة. وحين دفع بي والدي لمرافقة أخي كان ذلك على سبيل الاستئناس فقط، فكان أخي معني بالحفظ، أما أنا فكنت أسمعه وهم يتلو على مسامع الفقيه ما حفظه من آيات، ولا أرى رسمها على اللوح الذي كان يحفظ منه. لكن عندما كنت أعود إلى البيت، صرت أنافس أخي في تلاوة ما بقي عالقا بذهني من آيات كما سمعتها بين يدي والدي، الذي كان يراجع أخي في حفظه كل يوم، فتطييبا لخاطري كان يسمع مني حفظي. كما كنت ألح على الفقيه الحاج المحجوب الصويري، بأن يراجعني فيما حفظته كباقي الطلبة، فكان رحمة الله عليه يضحك من طلبي، ظنا منه أنني لا أستطيع الحفظ دون الاستعانة باللوح، سيما وأنني لست معنيا بالحفظ. ما الذي دفعه للاستجابة لطلبك، وأنت لست ضمن الطلبة، الذين يشرف على تحفيظهم القرآن الكريم؟ إلحاحي في الطلب..، كنت في كل مرة يتقدم فيها أخي بين يدي الفقيه ليراجعه في حفظه، أتوسل إليه بشدة والدموع تغالبني، لكي يسمع مني أنا أيضا. فما كان منه إلا أن ذعن أمام إصراري المتواصل. سمع مني ما حفظته بداية على مضض، لكن سرعان ما أحس بملكة الحفظ السريع التي منحني الله، إذ تفوقت على الطلبة المعنيين بالحفظ بشكل أذهله، حينها بدأ يهتم بي والتفت لموهبتي في الحفظ بالمتابعة والتوجيه.وتصادف بعد ذلك، أن توقف أخي عن متابعة حفظ القرآن الكريم، لمساعدة عائلتي في أشغال الفلاحة، والعمل في الحقول الزراعية، فالفقر والحاجة دفعا والدي مكرها إلى الاستغناء عن حلمه في أن يرى أخي وقد أتم حفظ كتاب الله، فيما بقيت أنا بالمسجد لأنني لست معنيا بالانخراط في أي عمل، لكوني كفيفا. وعندما وصلت في الحفظ إلى الحزب ,13 صار الفقيه رحمة الله عليه يوليني اهتماما خاصا، إلى أن تمكنت من حفظ القرآن كاملا سنة .1973 حققت حلم والديك على غير موعد، إذن، كيف عبرا عن فرحتهما بك؟ كانت فرحة والدي لا توصف، عندما تمكنت من حفظ كتاب الله، إذ أقاموا على عادة قبيلتي ما يسمى ب عرس القرآن، احتفاء بي، وهو في نفس الوقت يسمى حفل الفصال، أي يعني فك الشرط مع الفقيه، بشراء بهيمة له، وكسوته وكسوة أبنائه مقابل الفصال معه، بعد أن يكون قد أنهى مهمته بحفظ الطالب للقرآن حفظا كاملا متقنا. بعد أن كنت مستمعا، حقق لك الفقيه رغبتك في أن تكون من الطلبة الذين يراجعهم في حفظهم، لماذا صرت تدعو عليه فيما بعد؟ (يضحك)، كنت شغوفا باللعب، ولئلا أحرم منه بذهابي ل المسيد، كنت أدعو على شيخي بأن تلدغه أفعى لكي أتحرر منه، تشوقا للعب مثل الأطفال الذين هم في سني. فميلي للعب كاد يوقف مسيرة حفظي لكتاب الله، لولا حرص والدي، وخاصة الوالدة عائشة رحمة الله عليها، كنت أصغر أبنائها من أصل تسعة أبناء، ورغم أنها كانت تحبني جدا، وكنت أحس بعطفها الزائد علي، إلا أنها كانت تشدد علي عندما يتعلق الأمر برفضي الذهاب ل المسيد، كانت رحمة الله عليها تقول لي أطلب مني أي شيء أنفذه لك، إلا أن أسمح منك عدم الذهاب إلى المسيد، فما دمت حية لن أفارقك إلا بعد أن تكمل حفظ القرآن. لماذا حرص الوالدة على أن تكمل حفظ كتاب الله، كان أشد من الوالد؟ جزى الله والدتي عني خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتها، حرصت على أن أحفظ كتاب الله، فكان لها ما أرادت، فبعد أن أتممت الحفظ، كانت فرحة جدا بذلك، وكانت كلما رأتني أقرأ القرآن مع الطلبة، تطلق الزغاريد تعبيرا عن فرحتها. وكان من توجيهها الدائم، قولها لي : لا يصلح لك يا بني إلا حفظ كتاب الله تعالى، لأن فيه عزك في الدنيا والآخرة. وما أنا فيه من نعم بالقرآن، هو من الله وجهود والدي ووالدتي على الخصوص. خوأنت تتلمس أولى خطواتك، في رحلة البحث عن موقع لموهبتك( وقد حباك الله بصوت متميز)، قلدت مقرئين وأيضا فنانين كبار، بل كنت أميل إلى عالم الغناء، كيف اخترت مسارك مع القرآن مقرئا وإماما؟ الله سبحانه وتعالى اختارني لهذا المسار. لقد كنت شابا عندما بدأت أتردد على مدينة الدار البيضاء عام ,1975 أحل بها ضيفا بين الفينة والأخرى عند أخواتي اللواتي كن متزوجات وكن يقطن بكاريان سيدي عثمان. هناك نسجت علاقات مع العديد من الأقران بهذا الكاريان، وفي لقاءات السمر التي كانت تجمعنا، بدأت أحس بأن لي صوتا متميزا، فبدأت أعمل بداية على تقليد القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وغيره من القراء المشارقة البارزين، وأيضا على تقليد كبار الفنانين مثل محمد عبد الوهاب الذي كنت معجبا به بشكل كبير، وأم كلثوم، ووديع الصافي، ورياض السنباطي...، فنصحني أصدقائي بالمشاركة في برنامج مواهب، الذي كان يعده عبد النبي الجيراري، وتذيعه الإذاعة الوطنية. لكن الأقدار شاءت أن لا أشارك في البرنامج، بعد أن كنت عازما كل العزم على ذلك، لا أدري ما الذي أخرني، هكذا، وبدون أي سبب عزفت عن المشاركة. بعدها أصبحت أصلي بانتظام، وبدأت أتلمس الطريق إلى الالتزام بتعاليم القرآن الذي كنت أحفظه، وبدأت أحضر حلقات الدروس الدينية في التربية، في اللغة، في علم التجويد... فيما ظلت جلسات السمر، محطة متواصلة نتنافس من خلالها أنا و أصدقائي على تجويد آيات الله، بتقليد أبرز القراء. وأذكر من هؤلاء الأصدقاء، عبد العزيز درويش وهو يشتغل بإدارة السجون الآن، كنت أستفيد منه كثيرا، ومحمد الإدريسي المعروف بالصواف رحمة الله عليه، وحسن الكشاف وكنا نسميه مصطفى إسماعيل المغرب، كونه كان يقلده تقليدا تاما... كيف جاءت تجربتك مع الإمامة بالصلاة ؟ بدأ اسمي بكوني أحسن تلاوة آيات كتاب الله، يتردد بين أبناء الحي، قبل أن أقدم للصلاة بالناس بمسجدي الشباب العشوائي بكاريان سيدي عثمان بلوك 20 زنقة ,8 ومسجد المحسنين ببلوك 2 بالكاريان ذاته، وذلك على نحو غير منتظم، كان سني آنذاك لا يتجاوز 15 سنة. ولكن بشكل رسمي مارست الإمامة سنة 1980 بمسجد طريق بورنازيل، وأنا أبلغ من العمر حوالي 20سنة، وأذكر أنني كنت ببيت أحد المشايخ بكاريان ابن امسيك، نتابع مقابلة في كرة القدم لنهائي كأس العرش، فطرق الباب شخص لا أعرفه، جاء يسأل عني، ولما قابلته، قال لي بأنه سمع عن رغبتي في إمامة المصلين بأحد المساجد، ولما أكدت له تلك الرغبة أخذني معه على دراجته النارية إلى هذا المسجد، فكان الاتفاق على الإمامة بالصلاة بمسجد طريق بورنازيل طريق ابن سليمان (دوار ولد هرس)، مقابل مبلغ شهري كان بسيطا جدا، ولكن كان له بالغ الأثر في حياتي، إذ كنت أبحث عن الاستقلالية في تدبير حالي المعيشي. دام هذا الحال لمدة سنتين، قبل أن انتقل مباشرة إلى مسجد الشهداء بمنطقة الصخور السوداء عام 1982 ، كان القراء في تلك الفترة قليلون، فتمت المناداة علي لأكون إماما بهذا المسجد، ومن هنا، بدأ الإشعاع والحمد لله، وبدأت أشارك في المسابقات على الصعيدين المحلي والدولي. وفي خضم ذلك كنت أمارس الإمامة بمسجد الحسن الثاني لمدة 7سنوات. هل كان التفاعل مع أجواء مسجد الشهداء بالنسبة لك، سهلا؟ لا، لم يكن سهلا، لكن أعتقد أن ما ساعدني على التفاعل مع أجواء مسجد الشهداء بسرعة، والحمد لله، أنني كان لي حظ من الجرأة والشجاعة، اكتسبتها مند صغر سني. إذ لم أكن أتهيب حين يطلب مني أن أم أهلي وعشيرتي وأصدقائي في الصلاة. كما اكتسبت بعض التجربة من إمامتي بالمصلين بمسجدي كاريان سيدي عثمان، كما سبق إلى ذلك القول. كما كانت تدفعني إرادة قوية، في أن أكون أهلا لهذا المقام الرفيع..الذي أنعم الله به علي بمسجد الشهداء. من كلمك في موضوع الإمامة بهذا المسجد؟ كان أول من كلمني في هذا الموضوع أستاذي سيدي محمد زحل، وكان آنذاك خطيبا لمسجد الشهداء، وأذكر أنني وافقت على العرض دون تردد، وقبلت رأسه. ما هو الشرط الذي وافقت عليه لتكون إماما للمسجد؟ كنت لا زلت أعزبا عندما تمت المناداة علي للإمامة بمسجد الشهداء، ولكن قبل أن أبدأ الإمامة به، أكد لي بانيه ومنشأه الشريف مولاي علي الكتاني على ضرورة أن أكون متزوجا. وافقت على هذا الشرط الذي لم يكن من مانع إلى تحقيقه، سوى عدم توفري على مسكن. فاقترح علي رحمة الله عليه بأن يكون سكن المسجد هو بيت الزوجية، وسلمني على الفور مفاتيحه. وفعلا تزوجت بأم عبد الرحمن عن طريق الشيخ محمد زحل، وهي عندي مع أهلي بمثابة ما كانت عليه عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم، هي أعز الناس وأحب الناس. كنت تتوقع حجم الإقبال الذي صادفته بمسجد الشهداء؟ لم أكن أتوقع الإقبال الكثير من المصلين على هذا المسجد، الذي فاجأني صراحة. كنت أتوقع إلى حد ما إقبال بالكاد يفوق ما عشته من أجواء بمسجد الشباب. فالحمد لله، إمامتي صادفت صحوة إسلامية مشهودة بمدينة الدار البيضاء بشكل خاص، وبالموازاة عرف المسجد حركية غير مسبوقة، بحيث كان مزدهرا بدروس وجمع الأستاذ محمد زحل، فتفاعلت مع هذه الأجواء. أحيانا لا يعرف الإنسان قدر نفسه، وقد ينعكس عليه مثل هذا التجاوب إيجابا أو سلبا، وأحمد لله، كان له الفضل في أن ينعكس علي ذلك إيجابا، فما استكبرت، ولا أخذني العجب والغرور، أسأل الله الإخلاص في القول والعمل. ما هو الحدث الذي عكر صفو هذه الأجواء، بعد أن ذاع صيت المسجد؟ أذكر أنه كانت قد وقعت ضجة، بسبب ترويج مقولة مفادها أن مسجد الشهداء لا تجوز فيه الصلاة، كونه يقع بمقبرة، ولكن المسجد زكي من مشايخ كبار من خارج المغرب وداخله، أمثال الشيخ التفراوتي رحمة الله عليه وكان من أكبر العلماء، وقاضيا يقضي بالحق والعدل، كما كانت له مواقف جد إيجابية على الدعوة والدين. بهذا المسجد الذي أصبح اسمك مرتبطا به، استطعت أن تستقطب عشرات الآلاف من المصلين في التراويح، ماذا جلب لك هذا النجاح ؟ جلب لي كل الخير، والحمد لله، وبما أن لكل نعمة حسود كما يقال، فقد عشت مضايقات شديدة، ومشوشات في طريقي، لكن مع صدق الإنسان وصبره يضمحل كل ذلك، وكثير ممن كانوا مصدر ذلك اعتذروا لي، تجاوز الله عني وعنهم. ماذا أضافت المشاركة في المسابقات القرآنية لمسارك؟ بعد مرور حوالي شهر على إمامتي بمسجد الشهداء، كانت أول مشاركاتي في مسابقة لقدماء تلاميذ الدار البيضاء، حصلت فيها على الرتبة الأولى، ثم شاركت في المسابقة الوطنية وكنت فيها الأول لثلاث مرات على التوالي، ومن تم جاء مشاركتي بالسعودية لتمثيل المغرب. وفي عام 1987 وقع علي الاختيار، بأن أقرأ المسيرة القرآنية، قبل أن أمثل المغرب في مسابقة قرآنية بباكستان سنة ,1994 ثم بإيران سنة ,,.1995 حينها بدأت أشعر أنني أحاول أن أكون متميزا، وأنني أتلمس طريق القراء الكبار. ما ذا تذكر من أول رحلة لك خارج المغرب؟ أول سفر لي خارج المغرب كان إلى السعودية، بل أول عهدي بركوب الطائرة حتى. ولا زالت هذه الرحلة عالقة بذهني بكل تفاصيلها. كان سني صغيرا، وكنت حديث عهد بالسفر، ولكن الله يسر أعباءه بفضل الحظوة التي كنت أتمتع بها بين زملائي، الذين كانوا يتسابقون، كلا يريدني أن أكون ضيفه ورفيقه بمقامه. خأين صرفت قيمة الجائزة ؟ كانت قيمة الجائزة التي حصلت عليها تساوي حوالي 11 مليون سنتيم، عندما عدت إلى بلدي اشتريت بهذا المبلغ قطعة أرضية بنيت عليها منزلا جديدا، قبل أن أبيعه لأشتري مسكنا آخر. هل كانت الإمامة أقصى طموحك؟ لا، انخرطت في محاولات متنوعة لإثراء معارفي، لأن حفظ القرآن وحده لا يكفي. فكان أن تنقلت بين حلق العلم، واللقاءات العلمية، وأخذت من أفواه العلماء داخل المغرب وخارجه ولا زلت، لأن العلم لا حدود له، وأنا الآن بصدد الدخول إلى مجال القراءات القرآنية - ابن كثير، مكي ابن عامر الشامي، عاصم حمزة، والكسائي وغيرهم.. هل هناك تلمذة مباشرة على يد شيخ أو مشايخ معينين؟ نعم، هناك تلمذة مباشرة ولكن سيأتي بيانها في وقتها إن شاء الله. دخلت مجال الاستثمار، كيف جاءت فكرة إنشائك لوكالة للأسفار ؟ لم تعد الأجرة التي أتقاضاها مقابل إمامتي بمسجد الشهداء، تكفيني إزاء مسؤولياتي الأسرية، فجاءت فكرة إنشاء وكالة للأسفار، وكان العزم مني أن أحقق بها فكرة كانت تراودني، إذ كنت ألح في الدعاء بأن يبسط الله لي رزقا يربطني بالحرم المكي، لخدمة حجاج بيت الله. وفعلا يسر الله لي ذلك، فأنشأت وكالة للأسفار بشراكة مع أحد أصدقائي، قبل أن أستقل بمشروعي. في سنة ,2006 عشت على وقع حدث أدخلك السجن، كيف جاء ذلك ؟ (يسكت قليلا)، قبل أن يستطرد معلقا (الحديث في هذا الموضوع يثير شجوني)، المهم، جاءني شخص إلى الوكالة، وطلب مني أن أنقل له حقيبة عبر وكالتي، ولأنه لم تكن مبرمجة لي أية رحلة في تلك الفترة، أشرت عليه بوكالة أخرى كان في برنامجها رحلة بالفترة المطلوبة من الزبون، هذا ما حصل. لم يتم القبض علي وأنا مسافر بالحقيبة في مطار محمد الخامس كما راج عند الناس، وإنما تم القبض على موظف الوكالة الذي كان مكلفا بنقل الحقيبة، إلى أحد زبنائها، ليحملها إلى حيث أراد صاحب الحقيبة. وأثناء التحقيق معه ذكر اسمي، ولما علمت بالأمر توجهت من تلقاء نفسي إلى الشرطة على اعتبار أنني برئ، فتم اعتقالي وسلمت لوكيل الملك تم إلى قاضي التحقيق بتهمة المساهمة في ترويج المخدرات وتهريبها على المستوى الدولي. في الوقت الذي تمكن صاحب الحقيبة الفعلي من الهرب. ما هي التطورات التي عرفتها وقائع المحاكمة ؟ حكمت ب 5 سنوات سجنا نافذا، وكان أن نسي القاضي أن يصدر الحكم باسم جلالة الملك، فأبطل الحكم، وفتح الملف من جديد لكن القاضي الذي أوكل إليه النظر في القضية في المرة الثانية، لم يزد على منطوق الحكم إلا عبارة باسم جلالة الملك، التي لم يصدر بها الحكم في المرة الأولى، غير أنه في مرحلة الاستئناف قيض الله هيئة حكم دققت في حيثيات المحاكمة، فنطقت بالحق الذي كان هو البراءة. كنت مؤمنا ببراءتك ؟ نعم، لقد كان أصدقائي يقولون لي لا تطمع بالبراءة، إذ لا يعقل أن ينتقل الحكم من 5 سنوات إلى الحكم بالبراءة، لكني جوابي على قولهم، وأنا واثق مما أقول :إن الله على كل شيء قدير. أقول لكم ولا تطلبوا مني المزيد رجاء..، قبل أن تزف إلي بشرى براءتي، رأيت في منامي رؤيا ببشرى خروجي من السجن(تحفظ على بسط مضمونها)، وفي الصباح كنت أردد دعاء خاصا بشكل متواصل، إلى أن جاء الفرج، والحمد لله. صدمتك بعض المواقف إزاء محنتك؟ نعم، سلبا وإيجابا. فمن يكون في مثل هذا الابتلاء، يكون في أشد الحاجة إلى من يقف إلى جانبه لدعمه، من يتصل، من يبادر بموقف، من يتفضل بزيارة في السجن...، وكان مما أثلج صدري كما أخبرت من قبل أحد المحامين، بأن نقيب المحامين آنذاك (خالد الناصري)، مستعد للدفاع عني من غير أجر، وإن كنت قد بلغته شكري مع اعتذاري، كوني كنت مؤازرا من طرف عدد لا حصر له من المحامين، في المقابل حز في نفسي تنكر من توسمت منهم السند والدعم، بل إن بعضهم عندما طلب منه أن يرافع في قضيتي، كان اعتذاره بطعم الاعتراف ضمنيا بأنني أتاجر في المخدرات. لقد صنفت الناس إزاء هذه المحنة إلى ثلاثة أصناف: صنف يحبني ويدود عني، وصنف مغرر به رغم أنه يحبني، وصنف يصطاد في الماء العكر وجد فرصة لفعل فعلته وقول قولته والله سيجازي عن كل ما نطق به فمه... كيف كانت ظروف الاعتقال ؟ كانت ظروف اعتقالي في أحسن الأحوال، كنت أعامل معاملة حسنة من قبل موظفي السجن، وكان وجودي بالسجن طيلة المدة التي قضيتها إيجابيا..، تمكنت والحمد لله من ربط علاقات طيبة مع السجناء ومع موظفي السجن، بل كنت أتدخل لإيقاف تمرد وعنف بعض السجناء، بسبب احترامهم لي، كما كنت أأم السجناء وأصلي بهم صلاة العيد وأمارس الدعوة فيهم بالتي هي أحسن. كنت لا أنام إلا بعد صلاة الصبح، جل فترة الاعتقال والحمد لله، كنت أعيش فيها مع آيات القرآن الكريم، ورغم كل ذلك، ألوم نفسي الآن، على أنني ضيعت الكثير من الوقت داخل السجن، دائما أقول ليتني قرأت أحزابا من القرآن أكثر، ليتني صليت أكثر، ليتني صمت أكثر... ما قصة الدعاء الذي رفعت أكفك به بقاعة المحكمة ؟ كنا عند قاضي التحقيق وأتوا بي كشاهد بعد أن تم القبض على صاحب الحقيبة الفعلي، الذي كان يصر على أنه بريء وبأنني كذبت عليه. قلت له هؤلاء الحكام هم حكام الدنيا وليس حكمهم كحم الله فاتق الله، فأصر على أقواله، حينها طلبت من القاضي أن يسمح لي بالدعاء على من كان سببا في هذه المحنة. لبى القاضي لي هذا الطلب رغم اعتراض دفاع المشتكى به، فلما بدأت بالدعاء، بدأ صاحب الحقيبة يرتعش، وأخذ ينعتني بأنني كذاب، فقلت له حينها إن كنت كذابا كما تقول، هذه فرصة فأنا أدعو على من كان السبب في كل هذا، فقل آمين. فظل يحتج وهو يردد إنه كذاب، إنه كذاب... من كان أول المهنئين لك على البراءة؟ ط لما صدر الحكم ببراءتي، أرسل المدير في طلبي بمكتبه، فهنأني مباشرة، بل وطلب من كاتب الضبط أن يسرع في إجراءات إخراجي، لأن الفضاء الخارجي أمام بوابة السجن كان ممتلئا بالأصدقاء والأهل والأحباب... كيف كان وقع محنة السجن على حياتك؟ لقد استأنفت حياتي الآن بشكل عادي، رغم أنني لا زلت أعاني من مرارة هذه المحنة. عانيت ماديا ومعنويا، فالمدة التي قضيتها بالسجن وهي سنة و19 يوم، لم تمر دون مخلفات، لقد أغلقت وزارة السياحة وكالتي، ونال الناس من سمعتي..وتضررت صورتي وصورة عائلتي... هل رفعت دعوى للتعويض على وزارة السياحة، بعد الحكم ببراءتك ؟ أدعوا من تعمد أن يوقع بي هذه المحنة إلى الله، فعلا، لقد طلبت مني بعض الجهات (رفض تسميتها)، أن أرفع دعوى للتعويض على وزارة السياحة، لكنني عزفت عن الأمر. رغم أن إغلاق وكالتي، كان قد تسبب لي في أضرار مادية، إذ تراكمت علي ديون، ولكن الحمد لله قيد الهم من ساعدني لأتجاوز محنتي...ومنحني سلف إلى أجل غير مسمى، لا زلت أؤديه الآن بشكل مريح. كيف ردت إليك حقوقك؟ بعثت برسالة ونسخة من الحكم ببراءتي إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن طريق المندوبية الجهوية، فصدر قرار بعودتي للإمامة بمسجد الشهداء، وكذلك بعثت إلى وزير السياحة، فتم فتح وكالة الأسفار التي أملكها.. ما هي الدروس التي استفدتها من هذه المحنة ؟ الله يبتلي ولا يظلم، وكوني سجنت ليس ظلما من الله وإنما هو ابتلاء، أسأل الله أن يتقبل مني. مؤكد، أنني استفدت من هذه التجربة أن كل الناس محكوم عليها بالسجن في أية لحظة، قد تظلم وتدخل للسجن، وهذا ليس معناه أن القضاء قد ظلمك، وإنما هو ينفذ أحكاما وفق مساطر معينة... استفدت أيضا وهذا هو المهم في التجربة، أن قاعدة التعامل مع الناس هي الاحتياط، لكن دون إفراط ولا تفريط.
الشيخ العيون الكوشي إمام وخطيب بمسجد "الأندلس" في حي أناسي بمدينة الدار البيضاء.ولد بمدينة آسفي بالمغرب سنة 1967م. حفظ القرآن وعمره لا يتجاوز تسع سنوات,حصل على بكالوريا شعبة الآداب العصرية. تميز الشيخ بصوت شجي وخاشع في القراءة,و هو من كبار القراء المغاربة للقرآن الكريم برواية ورش عن نافع.
من طرف صمتي شموخي الأربعاء ديسمبر 17, 2014 2:30 pm
الشيخ المقرئ عبد الرحمن بن موسى السلاوي هو: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن البشير بنموسى الهمساسي الحسناوي السلاوي، من مواليد سنة 1908 بمدينة سلا، بها نشأ وترعرع وتعلم، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأخذ العلم عن كبار علماء العدوتين وخصوصا علماء المسجد الأعظم بسلا، كما صاحب جهابذة الصوفية والعارفين في جميع أنحاء المغرب وأخذ عنهم، وكان من بين ما ورثه عن أبيه الفقيه العلامة المحدث أحمد بنموسى المتوفى سنة 1911م رحمهما الله – على الرغم من عدم الأخذ عنه مباشرة لوفاته وهو لايزال صبيا – سرعة الحفظ الحسن والخط الجميل، والشغف الكبير بقراءة القرآن وترتيله وتجويده. مارس الكتابة الشرعية بمحكمة الاستئناف وفي المجلس الأعلى كما تشرف بإلقاء الدروس ببعض المساجد والزوايا بمدينة سلا وكان مشفعا بالمسجد الأعظم، ويرجع الفضل كل الفضل في اكتشاف هذه الموهبة النادرة والصوت الرخيم إلى أب الأمة المغربية ومحررها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه وذلك سنة 1936 عندما كان يعالج بمصحة ديبوارو كبير حينما استمع إلى ترتيله حتى أعجب به وأثنى عليه وطالب معاودة الاستماع إليه، ومنذ هذا التاريخ تبوأ المقرئ لدى جلالة محمد الخامس المكانة العظمى فقربه منه وأدناه وجعله مشفعه وإمامه وأستاذا لأنجاله الأمراء وفي مقدمتهم سمو ولي عهده آنذاك جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله. ولما اعتلى جلالته العرش المغربي زاد في تقريب المرحوم بنموسى ورعايته واتخذه أستاذا لأنجاله الأمراء والأميرات، فأصبح الفقيه هو القارئ الرسمي في افتتاح المؤتمرات العربية والإسلامية التي تعقد في بلادنا وفي افتتاح دورات مجلس النواب وفي جميع الاحتفالات الرسمية التي كان يترأسها العاهل الكريم رحمه الله. كان المقرئ الفقيه بنموسى من المؤسسين لجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بمعية شخصيات مرموقة كالمرحوم علال الفاسي والمرحوم محمد الفاسي والمرحوم الحاج أحمد بلافريج وقاسم الزهيري وغيرهم في يناير 1958 ، كما كان له شرف المشاركة في عدة لجن وطنية ومحلية لمباريات حفظ وتجويد القرآن الكريم وكذا جمعيات فن المديح والسماع. وقد كانت حياته رحمه الله كلها مليئة بتلاوة القرآن ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ أشعار الصوفية ومختلف المتون والنصوص اللغوية والدينية. حيث وافاه قضاء الله المحتوم يوم الاثنين 17 شوال 1417هـ الموافق ل 24 فبراير 1997 عن سن تناهز التاسعة والثمانين أطال الله عمر الإسلام والمسلمين أجمعين. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ورحم جميع أموات المسلمين وغفر لهم وهدى هذه الأمة إلى سواء السبيل.