[right][right]
بغداد عاصمة الجمهورية العراقية ، وأكبر مدنها على الإطلاق إذ يناهز عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، تقع على نهر دجلة الذي يشطرها شطرين اثنين، واحد غربي، ويطلق عليه اسم الكرخ، والآخر شرقي، ويطلق عليه اسم الرصافة. وهي في وسط البلاد تقريبا وتبعد عن الموصل شمالا، والبصرة جنوبا البعد نفسه تقريبا، وهي مركز تجاري وثقافي ومالي وصناعي مهم، وأشهر صناعاتها الصناعات الإلكترونية والكهربائية وصناعة الحديد والصلب، والغزل والنسيج. فيها مطار دولي حديث، وجامعة وطنية علمية متطورة تضم جميع أنواع التخصصات. وفي بغداد الكثير من المرافق الحياتية، والمعالم التاريخية والحضارية، وأهمها المدرسة المستنصرية، والمساجد الإسلامية القديمة، والقصور الأثرية، والمتحف الوطني الذي يضم أهم الآثار العربية والبابلية والفارسية، وبها عدد من المقامات الدينية التي يقصدها الزوار للتبرك والتضرع، أهمها مقاما الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد بالكاظمية من بغداد، ومقام أبي حنيفة النعمان ، ومقام الشيخ عمر بن حفص السهروردي. ومن أشهر مساجد بغداد مسجد الإمامين الكاظم والجواد، ومسجد الشهيد على الطراز الأندلسي، وهو من أحدث مساجد بغداد، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة، وجامع الحيدر خانه وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاما. وبغداد أطلق عليها في القديم اسم الزوراء، واسم مدينة السلام، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا، ومركز الخلافة الإسلامية،بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب هي باب خراسان، وكان يسمى باب الدولة، لإقبال الدولة العباسية من خراسان، وباب الشام، وهو تلقاء الشام، ثم باب الكوفة، هو تلقاء الكوفة، ثم باب البصرة، وهو تلقاء البصرة، وكان المنصور قد اختار لها هذه البقعة من الأرض على ضفتي دجلة نهر العراق العظيم. البصرة ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد ( حوالي 650 الف نسمة) وهي مركز محافظة البصرة أو لوائها، وتبعد عنها أكثر من 500 كلم، والبصرة ميناء العراق الرئيسي على الطرف الشمالي من شط العرب، ملتقى دجلة، والفرات والمؤدي إلى مياه الخليج العربي. وهي من أهم المراكز الزراعية والتجارية والصناعية، وحولها بساتين النخيل التي تقدر أشجارها بالملايين. وأهم صناعات البصرة صناعة الحديد والصلب، واستخراج البترول وتصفيته، وفيها الكثير من معامل الأسمدة وإنتاج الورق، وتوضيب التمور وتعليبها، وإنتاج الأنابيب الحديدية، وصفائح الألمنيوم، وسواها من الصناعات، فيها مطار داخلي، وجامعة علمية والعديد من المدارس والمعاهد. الموصل ثالث أكبر المدن العراقية بعد بغداد والبصرة ( حوالي 400 الف نسمة) تقع في شمال العراق على نهر دجلة، وهي مركز محافظة نينوى، وإحدى أهم المدن العراقية تجارة وصناعة، وأهم صناعاتها صناعة الموسلين، وهو نوع من الثياب المصنوعة من خيوط الحرير، وثمة صناعات أخرى تتمثل بإنتاج السكر، وصناعة الكبريت، وبالموصل أهم حقول النفط في العراق، وفيها مصافي عين زالة المشهورة. وبالقرب منها آثار نينوى المدينة التاريخية القديمة. وفيها مطار مدني، وحركة تجارية نشطة كونها على الخط الحديدي العريض الذي يصل بغداد بالمدن السورية الشمالية القامشلي ودير الزور وحلب. وهي تتصف بصحة هوائها وعذوبة مائها، وعلى العموم فهي حارة صيفا، باردة في الشتاء. والموصل مدينة قديمة، اعتبرت ذات يوم باب العراق، ومفتاح خراسان، ومنها كان يقصد إلى أذربيجان، وقديما قالوا: بلاد الدنيا العظام ثلاثة: نيسابور، باب الشرق، ودمشق باب الغرب، والموصل لأن القاصد إلى الجهتين قلما لا يمر بها، حتى أنها سميت بالموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل لأنها تصل بين دجلة والفرات، وقيل لأن الملك الذي بناها اسمه الموصل، وهو راوند بن بيوارسف، وأول من ساوى طرقات الموصل في العهد العربي الإسلامي، وبنى عليها سورا مروان بن محمد بن مروان بن الحكم. ومن أبرز معالم الموصل اليوم مئذنة الجامع النوري المائلة، وتعرف باسم الحدباء، وهي من أشهر معالم المدينة، ومن أقدم المآذن في العالم الإسلامي، وسور نينوى القديم، وقد أعيد بناؤه من جديد، وهي القليعات، وهو من بقايا مدينة نينوى الآشورية، وباب السراي، والسرج خانه، وسوق الصغير، ودار التوتنجي التي أعيد ترميمها من جديد، وهي من أقدم الدور الموصلية، وقباب جامع النبي يوسف المخروطية الشكل، والملاك المجنّح، حكيم آشور وطبيبها الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ومعبد آلهة الشمس حيث الأعمدة والتماثيل الآشورية، وآثار النمرود جنوب غرب الموصل، وكانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية الثانية. النجف الـأشرف النجف، لغةً، المكان المرتفع المستطيل الذي لا يعلوه الماء. والنجف التي بالعراق مدينة إسلامية مقدسة فيها ضريح الإمام علي بن ابي طالب، (عليه السلام )وهي تقع على مقربة من نهر الفرات، وإلى الجنوب من كربلاء وبغداد، وعلى بضعة اميال من الكوفة حتى أن هذه والنجف تشكلان اليوم شبه مدينة واحدة يتصل بناؤهما بعضهما بالبعض الآخر. والنجف مدينة جامعة كبيرة يناهز عدد سكانها نصف المليون نسمة، وهي مدينة تجارية وثقافية، وفيها أكبر جامعة دينية إسلامية خرّجت كبار العلماء والفقهاء والمجتهدين. وبها الكثير من المكتبات التي تضم أنفس المخطوطات الإسلامية النادرة المثيل. كربلاء المقدسة مدينة كبيرة إلى الجنوب من بغداد، وعلى الطريق الممتدة من هذه الأخيرة إلى النجف باتجاه الجنوب، وهي على الجانب الغربي من الحسينية المتفرع من الفرات وليس يفصلها عنه إلا المسيّب والهندية المعروفة بسدّها المائي الكبير. وإلى الغرب من كربلاء يقع بحر الملح الذي يتصل ببحيرة الحبانية شمالا بقناة مائية تبلغ عشرات الكيلومترات. وكربلاء مركز محافظة تعرف باسمها، وفيها ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهمــآ الســلام )وهو من أعظم المزارات وأشهرها، كما أن فيها عددا آخر من المزارات تضم النخبة من الشهداء الذين سقطوا معه في واقعة الطفّ المعروفة سنة 60 ه. عدد سكان كربلاء 150 الف نسمة، ويرتفع العدد في مواسم الزيارات ليصل إلى حوالي مليون نسمة. وكربلاء موضع قديم اختلف في اشتقاق اسمه فقيل هو من الكربلة، أي الرخاوة في القدمين لأن الأرض التي تقوم عليها كربلاء أرض نقية مصفّاة من الدّغل والحصى، وقيل هو من الكربل، اسم نبات مشهور يشبه الحمّاض، وهذا الصنف يكثر وجوده هناك. وقد يكون الاسم من الكرب والبلاء، وذلك لأن بها كان مصرع الإمام الحسين كما بينا أعلاه. الناصرية مركز محافظة ذي قار الواقعة بين محافظات المثنى والقادسية والكوت وميسان والبصرة. وهي مدينة كبيرة واقعة على شط نهر الفرات، ولا يفصلها عن البصرة إلى الجنوب الشرقي سوى الشيوخ. وثمة، في النهر بإزاء الديوانية، سدود وقنوات مائية كثيرة. وبها تزهر الزروع، وتنتشر حقول الأرز وبساتين النخيل والكروم. عدد سكانها 75 الف نسمة، وفي الجنوب الغربي منها توجد أطلال «أور السومرية» التي ينسب اليها سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام. كركوك مركز محافظة كركوك، على الطريق الشمالي الشرقي المنطلق من بغداد إلى السليمانية، وهي من كبريات مدن العراق الشمالية (حوالي 300 الف نسمة) فيها حقول النفط الشهيرة حيث يتم استخراجه وتكريره، ومن كركوك يتجه خط أنابيب النفط إلى بانياس في سورية، وطرابلس في لبنان. وثمة خط ثالث كان يتجه من كركوك إلى حيفا بفلسطين، هو الآن متوقف عن الضخ. الكوت مركز محافظة واسط إلى الجنوب الشرقي من بغداد، تقع على نهر دجلة، وهي تشتهر بمعمل نسيجها الوطني الذي يعد من أضخم المشاريع الصناعية لأنه يقوم في منطقة زراعية عرفت بزراعة القطن منذ أمد بعيد وبدأ الإنتاج فيه عام 1970 . وبالكوت السد المائي المعروف باسمها، وهو من أكبر السدود المائية في العراق. الكوفة مركز قضاء الكوفة في محافظة النجف، وهي قريبة جدا منها، عدد سكانها 35 الف نسمة، على شاطئ نهر الفرات، بأرض بابل، تشتهر ببساتين النخيل والزروع والكروم. وبها أقدم مسجد، وهو المسجد الجامع، ويعرف بمسجد الكوفة. والكوفة أول عاصمة إسلامية كانت للحكومة خارج المدينة المنورة، وثاني مدينة بناها المسلمون بعد البصرة، أنشأها الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص سنة 17 ه. وهي عاصمة الدولة الإسلامية أيام خلافة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. ومن أشهر معالم الكوفة مسجدها الجامع، وهو أحد المساجد الأربعة المشهورة بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، إذ أن في زاويته، كما ذكر القدماء، فار التنّور زمن نوح عليه السلام، وعند إسطوانته الخامسة صلى إبراهيم عليه السلام، وقالوا إن فيه عصا موسى، والشجرة واليقطين، وفيه مصلّى نوح. وهو ما زال يحتفط بذات سوره القديم حيث استشهد الإمام علي رضي الله عنه وبالقرب من منزله الذي عاش فيه وبالكوفة مسجد السهلة المشهور وهو مقصد للعبّاد والمتنسكين. خرج من الكوفة، جماعة من العلماء منهم محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، روى عنه البخاري ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبدالرحمن النسائي وابن ماجة القزويني. السماوة مركز محافظة المثنّى في الجنوب العراقي، تقع على نهر الفرات قريبا من تخوم البادية المعروفة باسمها والتي هي بين الكوفة وبلاد الشام. والسماوة قديمة العهد سميت بهذا الاسم لأنها أرض مستوية لا حجر بها، وكانت خضعت في القديم لحكم المناذرة اللخميين، حتى أن أم النعمان، ملك المناذرة، سميت بها فكان اسمها ماء فسمتها العرب ماء السماء. الفلّوجة مركز قضاء بمحافظة الأنبار، عدد سكانها 40 الف نسمة، بالقرب منها كانت معركة كونكسا التي انتصر فيها ارتحششتا الثاني على أخيه قورش الأصغر ثم قتله سنة 401 ق.م وكان جيش قورش من المرتزقة اليونان بقيادة كسينوفون الذي وصف مسيرة التقهقر لجيشه في رحلة مشهورة تسمى «أناباز». والفلوجة، لغةً، الأرض المستصلحة للزراعة، وجمعها فلاليج، وبها سميت الفلوجة العراقية من أرض السواد. الرطبة مدينة تقع في أقصى الغرب العراقي على الحدود العراقية السورية، ويغلب عليها طابع البداوة والصحراء، وبها تمر أنابيب النفط العراقي الآتية من آبار كركوك في شمال العراق باتجاه حيفا في فلسطين، وهي متوقفة عن الجريان. وهي مركز قضاء بمحافظة الأنبار. سامرّاء مدينة في وسط العراق إلى الشمال من بغداد على الضفة الشرقية من نهر دجلة، وبالقرب من سدّ الثرثار الذي اقيم من أجل السيطرة على مياه الفيضانات، وحماية للمدن العراقية الأخرى الواقعة على النهر، ثم من أجل الاستفادة من هذه المياه في ري الاراضي الزراعية وتوليد الكهرباء. وسامراء مدينة تجارية وصناعية مرموقة تتمثل أكثر ما تكون بصناعة الأدوية التي يقوم بها معمل صمم كي يسد حاجة البلاد من المواد والمستحضرات الطبية، ومن اجل هذه الغاية، ومن أجل توفير احتياجات المعمل من الأعشاب الطبية أنشئت مزرعة خاصة في أبي غريب لهذا الغرض. ومن أبرز معالم سامراء السياحية والأثرية مئذنة الملويّة، وهي مئذنة الجامع الذي بناه الخليفة المعتصم. وفيها مقام الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وهو مقصد للزيارة. الرمادي مركز محافظة الانبار الواقعة قرب الحدود مع سورية والاردن والمملكة العربية السعودية وهي اول مدينة كبيرة على نهر الفرات والى الجنوب منها تقع بحيرة الحبانية وفي الشمال منها سد الرمادي على الفرات الذي يروي مئات الآلاف من الهكتارات من الاراضي الزراعية المستصلحة. السليمانية مركز محافظة السليمانية في أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة كبيرة معظم أهاليها من الأكراد، تقع في منطقة جبلية قريبا من الحدود العراقية الإيرانية على سفوح جبال كردستان الجنوبية، وتشتهر بمصانع طحن الحبوب، وإنتاج السكر، وصنع السجائر على اختلاف أنواعها. الشطرة مدينة عراقية بمحافظة ذي قار، مركز قضاء. عدد سكانها 30 الف نسمة. علي الغربي مركز قضاء بمحافظة ميسان، على شط دجلة الغربي، تشتهر بزراعتها وصناعاتها الحرفية. العمارة مركز محافظة ميسان على الطريق المعبدة الرئيسية بين بغداد شمالا والبصرة جنوبا، وهي تقع على نهر دجلة جنوب شرق العراق، الى الشمال من البصرة، وفي الجهة المقابلة لها تقع منطقة الأهوار المشهورة بمستنقعاتها، وفي العمارة حقول النفط، ومعامل تكرير السكر، وتعليب التمور. الفاو مركز قضاء بمحافظة البصرة العراقية، عدد سكانها 35 الف نسمة، وهي مرفأ نفطي مهم على شط العرب والخليج العربي، في جنوب العراق، وتعتبر من أهم مراكز تصدير التمور. أخطار تهدد تراث العراق وسياحته تعتبر آثار العراق التاريخية ذات أهمية عظيمة للاستدلال على تراث بلاد الرافدين وحضاراته التي شهدها منذ سبعة آلاف عام، وعلى هويته الثقافية التي تشكلت مع تراكمات تلك الحضارات، وأيضا تعتبر بوابة رئيسية للتعرف على حضارات العالم القديم وما خلفته من نصوص وأنظمة وابداعات واساليب عيش في السلم والحرب وفي الحياة والموت. ولقد كانت تلك الآثار، ممثلة في أثمن مقتنيات المتاحف العراقية، أهدافا لتداعيات وسلوكيات الحرب التي شنت على العراق في التاسع من ابريل 2003، سواء بشكل مقصود ومنظم او على نحو عشوائي قام به الغوغاء تعبيرا عن حالة عايشوها وافرزت تلك السلوكيات بعد زوالها. لقد حلت كارثة رهيبة بالتراث والآثار والهوية التاريخية القديمة للعراق فقد استبيحت المتاحف والمكتبات ودور المخطوطات تحت سمع وبصر قوات التحالف التي شنت الحرب على العراق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تواردت شهادات ممن عايشوا ورأوا وتابعوا فصول هذه الكارثة الحضارية التاريخية أدانوا فيها قوات الاحتلال بالمشاركة المباشرة، فضلا عن غير المباشرة، في نهب كنوز العراق الأثرية والثقافية وغضوا الطرف عن تدميرها واحراقها. ان الحديث عن كارثة الآثار العراقية المنهوبة والمدمرة يأتي في سياق الحديث عن قطاع السياحة العراقية والذي «كان » يعتبر قطاع الانتاج الأهم بعد النفط العراقي على صعيد الدخل الذي يتحقق للاقتصاد الوطني. وعليه فمن البديهي القول ان قطاع السياحة العراقي أصيب في مقتل بعمليات النهب والتدمير والاحراق التي طالت اهم عناصر الجذب في القطاع السياحي العراقي. ومن المسلم به أن مفكري وفلاسفة ومخططي شن الحروب يضعون في رأس قائمة أهدافهم المصالح الاقتصادية التي سيؤمنونها من خلال الحرب غير ان الصبغة التي تتلون بها صراعات مطلع القرن الحادي والعشرين تشير الى دخول عناصر الجذور التاريخية والحضارية والعرقية والدينية كمحركات اضافية بل ربما احيانا اساسية ولكن مختفية وراء الخطاب الانساني او الاقتصادي او الأمني. وليس من المستهجن والحالة هذه الذهاب إلى الشك في ان هنالك مصلحة لاصحاب هذه المحركات في محاولة تدمير او محو أو طمس اجزاء من تراث العراق واجزاء من هويته الثقافية واجزاء من تراثه او استخدام المنهوب منها في تحريف وتزوير اصول الحقائق التاريخية القديمة التي لا تلبي مصالح تلك الجهات المعاصرة او مشاريعهم القادمة. لقد جرت في العراق حملة بحث محمومة عن مخطوطة يزعم بأنها «اقدم نسخة من التلمود في العالم» ويفترض انها كانت موجودة في مقر الاستخبارات العراقية وقامت بالبحث مجموعة من الجنود الاميركيين من «فريق ميت - ألفا»، الذي كان يبحث عن «اسلحة الدمار الشامل»، برفقة اعضاء من «المؤتمر الوطني العراقي». ولم تعثر الفرقة إلا على كتب دينية يهودية، من بينها نسخة تلمود مطبوعة في فيلنا، ليتوانيا، تعود الى القرن التاسع عشر، إلا أن التقرير الذي كتبته جوديث ميللر من ال «نيويورك تايمز»، لافت في اكثر من جانب. ف«فريق ميت - ألفا» كان مترددا في بادئ الأمر في قبول طلب البحث عن النسخة التلمودية، تلبية لطلب اعضاء من «المؤتمر الوطني العراقي» لأن مهمته تنحصر في «إثبات وجود اسلحة غير تقليدية، وليس انقاذ الكنوز الحضارية والدينية». لذا فمن المؤكد ان هناك من يقف وراء هذا الاهتمام الزائد بنسخة من التلمود حتى يقوم بالبحث عنها «فريق ميت - ألفا». وفي مقال له في ال «وول ستريت جورنال» دعا هيرشل شانكس الى شراء القطع المنهوبة تعبيرا عن رفضه لموقف «المؤسسة الأميركية للآثار» التي تدين بيع جميع التحف الأثرية، وبحسب تعبيره فإنها تشوه بذلك سمعة هواة جمع التحف، وتنظر الى تجار التحف كوسطاء بين اللصوص والهواة، الذين يشملون، كما يقول، «متحف ميتروبوليتان للفنون» (نيويورك) و «متحف الفنون الجميلة» (بوسطن). وبالنظر الى أن قطعا ثمينة جدا قد نهبت من «المتحف العراقي» فإن شانكس يرى انها ستصل يوما ما الى السوق السوداء. ولئلا يكون مصير تلك القطع هواة جمع التحف، فإنه يدعو المؤسسات العامة الى المشاركة في عملية شرائها الآن ( قبل ان تصبح اسعارها باهظة جدا) حتى « تستعيد القطع مكانها في مؤسسات عامة، وربما يوما ما، في المتحف العراقي». واذا كان فيما يقوله شانكس تكريس لنهب الآثار والتحف والمتاجرة بها، فإنه لا يمانع بأن تنتهي القطع الى مكان عام، غير مكانها الأصلي ويمكن أن يؤخذ هذا الكلام على محمل الجد لو لم يكن كاتبه هيرشل شانكس، محرر «مجلة آثار الكتاب المقدس» الأميركية. فهذه المجلة هي الواجهة الرئيسية في العالم خارج اسرائيل، التي تستغل الآثار الفلسطينية في دعم المقولة الزائفة بالحق التاريخي لليهود بأرض فلسطين، وهي مجلة موجهة الى الجمهور العام، بمقالات مبسطة يكتبها آثاريون ومؤرخون من «اسرائيل» وخارجها. وإن كان يبدو ان لشانكس، في مقاله، موقفا سلبيا من هواة جمع التحف القديمة «الذين يخبئون هذه القطع لمتعتهم الخاصة» فهو لا يبدي هذا الموقف في مجلته مع هؤلاء بالذات، ومن بينهم الثري اليهودي، جامع التحف القديمة، شولوم موساييف، غير البعيد عن موضوع سرقة آثار العراق. ففي عام 1998 رفعت الحكومة العراقية دعوى ضد موساييف، اليهودي البريطاني، في محاولة لاسترجاع منحوتة تبين انها سرقت من موقع نينوى الأثري. وتفاصيل القضية ان موساييف كان يحاول «تصدير» هذه القطعة الى «اسرائيل»، فتوجه الى «متحف بلاد الأرض المقدسة» في القدس للاستفسار حول ما اذا كان هذا المتحف «يرغب بعرض هذه المنحوتة»، وقدم طلبا الى السلطات البريطانية للحصول على تصريح بالتصدير، ولإتمام شكليات الصفقة ارسل المتحف الاسرائيلي صورة من هذه القطعة الى جون مالكولم راسيل، خبير الآثار الرافدية، وبخاصة آثار نينوى، للتأكد من ان القطعة لم تسرق. غير ان الأخير أكد أنه كان صور المنحوتة في موقعها، في نينوى، عام 1989 ، مما يعني ان القطعة مسروقة. وكان موساييف اقتنى القطعة من تاجر تحف في سويسرا «بنية حسنة» بحسب اقوال محاميه، الذي نفى ان يكون موكله يتاجر بالتحف الفنية. والقضية هنا تتعدى التجارة بالتحف القديمة وتشير الى التورط بإدخال آثار مسروقة الى «اسرائيل». ولم تغب آثار العراق عن أذهان الدوائر التي خططت للحرب، وقبل وقوعها بأشهر نبهت مجموعات من الآثاريين ومديري المتاحف في الولايات المتحدة الادارة الاميركية الى ضرورة حماية الأماكن الحضارية والآثارية في العراق. غير أن الوقائع على الارض حسبما جاءت في روايات العديد من الشهود الاميركيين والعراقيين اظهرت استهتارا او اهمالا كبيرا في حماية الآثار العراقية منذ اليوم الأول لسقوط بغداد في ايدي القوات الاميركية وعلى مدى ستة ايام متواصلة تمت خلالها عمليات النهب والتدمير والاحراق. لقد جاء على لسان الاميركيين ما يوجد العذر لقواتهم تذرعا بوجود مقاتلين في المتحف العراقي مثلا حتى اليوم السادس حينما تمكنوا من القضاء عليهم ثم بسط حمايتهم للموقع ولكن جاء على لسان موظفي المتحف انفسهم ما يدحض الرواية الاميركية. وهنالك وقائع وتفاصيل كثيرة يمكن للمهتم الرجوع لكتاب الباحث الاكاديمي الدكتور خالد الناشف والذي وضعه تحت عنوان «تدمير التراث الحضاري العراقي - فصول الكارثة». والمقصد هنا ليس ادانة او ابراء طرف ما بالتسبب في الكارثة التي لحقت بالآثار العراقية وان كان الاطار العام لهذا السبب لا يحتاج الى دليل ولا برهان فالحرب التي شنت على العراق عصفت بتراثه وتاريخه وآثاره والقضية الآن كيف يمكن انقاذ مايمكن انقاذه واسترجاع ما يمكن استرجاعه؟ لقد ترك المتحف العراقي ستة ايام كاملة أمام الناهبين والمدمرين وبوجود القوات الاميركية ومضى على سقوط بغداد اكثر من ثمانية أشهر ولم تتحرك اية جهة عربية حتى لمجرد السؤال عن حال العراق اللهم الا ما تقوم به وسائل الاعلام والصحافة العربية من محاولات لنقل صورة ما حدث وما يحدث هناك. فيما عدا ذلك فقد كانت اول مبادرة عربية لتفقد حال المتحف العراقي تلك التي قام بها وفد الامانة العامة لجامعة الدول العربية في 20 ديسمبر 2003 والذي وضع من بين مهماته زيارة المتحف بالاضافة الى تفقد عدد من دور الصحة والتعليم، وكانت منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اولى المنظمات التي طالبت بالحفاظ على التراث العراقي باعلانها عقد اجتماع لحوالي ثلاثين خبيرا عراقيا ودوليا في السابع عشر من ابريل 2003 لاجراء تقويم اولي لوضع هذا التراث وتحديد تدابير طارئة ينبغي اتخاذها لحمايته. ورغم ذلك فقد ظل دور اليونسكو سطحيا باستثناء مهمات تدريبية وتقديم الدعم الفني في مجالات الترميم والحفاظ على الصروح المعمارية من دون ايضاح حجم هذا العمل. من جانب آخر يعاني العراق - في السنة الاولى من الاحتلال على الأقل- من نزيف آخر في موارده السياحية، ونعني بذلك السياحة الدينية. فقد كان عشرات الآلاف من السياح يزورون الاماكن الدينية التاريخية في النجف وكربلاء بشكل منظم وباشراف السلطات العراقية مما يعود بفائدة اقتصادية كبيرة على القطاع السياحي العراقي، الا انه ومنذ سيطرة قوات الاحتلال على المنافذ الحدودية للعراق أصبح آلاف الزوار يعبرون تلك المنافذ دونما رقيب. وقد حذر قحطان العزاوي رئيس اتحاد شركات السفر والسياحة في العراق من ان هذا الانفلات ادى الى ارباك الأمن السياحي وتهديد موارد السياحة الوافدة. وكانت الحكومة السابقة قد سمحت بفتح بوابة السياحة الدينية في منتصف التسعينيات وسهلت قدوم الزوار من الدول الاسلامية الى المزارات العراقية،وانشأت لهذا الغرض دائرة خاصة باسم «شركة الهدى» لتتولى الاشراف على نقل الزوار واسكانهم واطعامهم. اما في الوضع الحالي فإن هؤلاء الزوار يدخلون بشكل غير مبرمج الامر الذي يحرم الشركات العراقية من فرص الاستفادة من حصتها من العملة الصعبة بغداد _الموصل(من قرية باعذرا ناحية الشيخان محافضة الموصل) مناره عانه الاثريه تعود الى الاف السنين(العاني) الجسر العباسي في مدينة زاخو في دهوك نهر دجلة وقت الغروب الاثار البابلية القديمة في مدينة بابل المأذنة الملوية في سامراء كربلاء منارة المعمورة سد دوكا 3-شمال العراق صوره للامامين الكاضميين مدينة الرمادى جامع الامام الاعظم ابو حنيفة النعمان في منطقة الاعظمية في بغداد - صورة قديمة |
[/right]