نفرش ورود الحب والاعتزاز لكل اسرة مملكة القلوب من كل بقاع اوطاننا العربيه الشقيقه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نفرش ورود الحب والاعتزاز لكل اسرة مملكة القلوب من كل بقاع اوطاننا العربيه الشقيقه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+12
حلم العمر
طبعي الوفاا
عيون المها
طوق الياسمين
اميرة الاحساس
اميرة الورد
كاردينيا
♥الملك♥۩♥جولد♥
العندليب
البرنسيسة ناعومي
ذوالفقار علي
لؤلؤة
16 مشترك

    شرح ايات من القران

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء يناير 28, 2014 11:21 am

    اخوتى واخواتى الاعزاء 
    حفظكم الله 
           سوف اقدم لكم موضوع جديد اتمنى ان افيدكم بحسناتة وهو شرح بعض الايات القرانية كل يوم وربنا يجعلها حسنات جارية لى ولكم باذن الله وارجو المشاركة

      اختكم فى الله
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء يناير 28, 2014 11:29 am

    نبداء باذن الله تفسير سورة الفاتحة 



    {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2)الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)}



    علمنا الباري جلّ وعلا كيف ينبغي أن نحمده ونقدسه ونثني عليه بما هو أهله فقال {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي قولوا يا عبادي إِذا أردتم شكري وثنائي الحمد لله، اشكروني على إِحساني وجميلي إِليكم، فأنا الله ذو العظمة والمجد والسؤدد، المتفرد بالخلق والإِيجاد، رب الإِنس والجن والملائكة، ورب السماوات والأرضين، فالثناء والشكر لله رب العالمين دون ما يُعبد من دونه {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أي الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمَّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من الخَلْق والرَّزْق والهداية إِلى سعادة الدارين، فهو الرب الجليل عظيم الرحمة دائم الإِحسان {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي هو سبحانه المالك للجزاء والحساب، المتصرف في يوم الدين تصرّف المالك في ملكه {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار: 19].



    طلب حقيقة العون والاستعانة والهداية من الله تعالى



    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ(7)}.



    { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي نخصُّك يا الله بالعبادة، ونخصك بطلب الإِعانة، فلا نعبد أحداً سواك، لك وحدك نذلُّ ونخضع ونستكين ونخشع، وإِيَّاك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك، فإِنك المستحق لكل إِجلال وتعظيم، ولا يملك القدرة على عوننا أحدٌ سواك .

    اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي دلنا وأرشدنا يا رب إِلى طريقك الحق ودينك المستقيم، وثبتنا على الإِسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت به خاتم المرسلين، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي طريق من تفضّلت عليهم بالجود والإِنعام، من النبييّن والصدّيقين والشهداء والصالحين، وَحَسُنَ أولئك رفيقاً {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أي لا تجعلنا يا الله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، السالكين غير المنهج القويم، من اليهود المغضوب عليهم أو النصارى الضالين، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية، فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية، اللهم آمين.
    ذوالفقار علي
    ذوالفقار علي
    مشرف مميز
    مشرف مميز


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران Th?id=HN.608052565008779924&pid=15




    شرح ايات من القران 42


    شرح ايات من القران 9066


    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران IyG79437




    شرح ايات من القران 66



    رقم العضوية10
    الابراج : الحمل

    عدد المساهمات : 2170
    نقاط التميز : 3147
    تاريخ التسجيل : 28/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ذوالفقار علي الثلاثاء يناير 28, 2014 8:19 pm

    موضوع في غاية الروعه اختنا لؤلؤه جعلها الله في ميزان حسناتك ونتمنى من الاخ الجولد تثبيت الموضوع لاهميته
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء يناير 28, 2014 11:51 pm

    اشكرك اخى الكريم وبارك الله فيك واسعدنى مرورك
    إن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم

    حقا سعيتم فكان السعي مشكورا

    إن جف حبري عن التعبير يكتبكم

    قلب به صفاء الحب تعبيرا
    البرنسيسة ناعومي
    البرنسيسة ناعومي
    عضو محترف
    عضو محترف


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 2410
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران Abumhd10


    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM

    رقم العضوية29
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 757
    نقاط التميز : 1181
    تاريخ التسجيل : 11/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف البرنسيسة ناعومي الأربعاء يناير 29, 2014 12:37 am

     تفسير سورة الناس عدد آياتها 6 آية 1-6 )
    وهي مدنية
     
    { 1 - 6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }
    وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
    فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
    وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
    وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 42



    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران 13530665875




    شرح ايات من القران 3011



    شرح ايات من القران 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الأربعاء يناير 29, 2014 5:45 am

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcTTfrbqYjk2bDjjkJZBQzBKVmr00oHdpq59PcUeMk4_1ggp9vwBXw
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty تفسير سورة الإخلاص

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء يناير 29, 2014 8:40 am

    تفسير سورة الإخلاص 
    {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } 
    {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}. 
    البسملة سبق الكلام عليها. ( قد تكلم عليها الشيخ في بداية كتابه لذا ينصح بالرجوع اليه فأنه مفيد جدا )
    ذكر في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة(247)
    {قل} الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً و{هو الله أحد} {هو} ضمير الشأن عند المعربين. ولفظ الجلالة {الله} هو خبر المبتدأ و{أحد} خبر ثان. {الله الصمد} جملة مستقلة. {الله أحد} أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه {أحد} أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل. {الله الصمد} جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه {الصمد} أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، إلى آخر ما ذكر في الأثر(248). وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل، وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. {لم يلد} لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني»(249)، والله جل وعلا لا مثيل له، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل. والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل. وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [الأنعام: 101]. فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء فكل شيء منفصل عنه بائن منه. وفي قوله: {لم يلد} رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله: {لم يلد ولم يولد} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟! {ولم يكن له كفواً أحد} أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل ،
    وهذه السورة لها فضل عظيم . قال النبي صلى الله عليه وسلّم : « إنها تعدل ثلث القرآن»(250)، لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن. بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزىء عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزىء عنه. فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل»(251)، ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء. 
    هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر(252)، وفيسنة المغرب(253)، وفي ركعتي الطواف(254)، وكذلك يقرأ بها في الوتر(255)، لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص.
    البرنسيسة ناعومي
    البرنسيسة ناعومي
    عضو محترف
    عضو محترف


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 2410
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران Abumhd10


    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM

    رقم العضوية29
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 757
    نقاط التميز : 1181
    تاريخ التسجيل : 11/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف البرنسيسة ناعومي الخميس يناير 30, 2014 12:32 am

    من سور القران الكريم التي اعشق سماعها سورة سيدنا يوسف عليه السلام


     تفسير سورة يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام عدد آياتها 111 آية 1-29 )
    وهي مكية
    { 1 - 3 ْ} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ}
    يخبر تعالى أن آيات القرآن هي { آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ْ} أي: البين الواضحة ألفاظه ومعانيه.
    ومن بيانه وإيضاحه: أنه أنزله باللسان العربي، أشرف الألسنة، وأبينها، [المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة ]  وكل هذا الإيضاح والتبيين { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ} أي: لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه، وأوامره ونواهيه.
    فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم واتصفت قلوبكم بمعرفتها، أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه، و { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ْ} أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية، على أذهانكم،. فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.
    { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ْ} وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها، { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ْ} أي: بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك، وفضلناك به على سائر الأنبياء، وذاك محض منَّة من الله وإحسان.
    { وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ} أي: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.
    ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص، وأنها أحسن القصص على الإطلاق، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن، ذكر قصه يوسف، وأبيه وإخوته، القصة العجيبة الحسنة فقال:

    { 4 - 6 ْ} { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

    واعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله أحسن القصص في هذا الكتاب، ثم ذكر هذه القصة وبسطها، وذكر ما جرى فيها، فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو مستدرك على الله، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحا، فإن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير، من الأكاذيب والأمور الشنيعة المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير.
    فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم ينقل.
    فقوله تعالى: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ْ} يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام: { يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ْ} فكانت هذه الرؤيا مقدمة لما وصل إليه يوسف عليه السلام من الارتفاع في الدنيا والآخرة.
    وهكذا إذا أراد الله أمرا من الأمور العظام قدم بين يديه مقدمة، توطئة له، وتسهيلا لأمره، واستعدادا لما يرد على العبد من المشاق، لطفا بعبده، وإحسانا إليه، فأوَّلها يعقوب بأن الشمس: أمه، والقمر: أبوه، والكواكب: إخوته، وأنه ستنتقل به الأحوال إلى أن يصير إلى حال يخضعون له، ويسجدون له إكراما وإعظاما، وأن ذلك لا يكون إلا بأسباب تتقدمه من اجتباء الله له، واصطفائه له، وإتمام نعمته عليه بالعلم والعمل، والتمكين في الأرض.
    وأن هذه النعمة ستشمل آل يعقوب، الذين سجدوا له وصاروا تبعا له فيها، ولهذا قال:
    { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ْ} أي: يصطفيك ويختارك بما يمنُّ به عليك من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة،. { وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ْ} أي: من تعبير الرؤيا، وبيان ما تئول إليه الأحاديث الصادقة، كالكتب السماوية ونحوها، { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ْ} في الدنيا والآخرة، بأن يؤتيك في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، { كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ْ} حيث أنعم الله عليهما، بنعم عظيمة واسعة، دينية، ودنيوية.
    { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ْ} أي: علمه محيط بالأشياء، وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره، فيعطي كلا ما تقتضيه حكمته وحمده، فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها.
    ولما بان تعبيرها ليوسف، قال له أبوه: { يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ْ} أي: حسدا من عند أنفسهم، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم.
    { إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ} لا يفتر عنه ليلا ولا نهارا، ولا سرا ولا جهارا، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى، فامتثل يوسف أمر أبيه، ولم يخبر إخوته بذلك، بل كتمها عنهم.
     
    { 7 - 9 } { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ * إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ }
    يقول تعالى: { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ ْ} أي: عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة، { لِلسَّائِلِينَ ْ} أي: لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات.
    { إِذْ قَالُوا ْ} فيما بينهم: { لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ ْ} بنيامين، أي: شقيقه، وإلا فكلهم إخوة. { أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌْ} أي: جماعة، فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة، { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ْ} أي: لفي خطأ بيِّن، حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه، ولا أمر نشاهده.
    { اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ْ} أي: غيبوه عن أبيه في أرض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها.
    فإنكم إذا فعلتم أحد هذين الأمرين { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ْ} أي: يتفرغ لكم، ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة، فإنه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلا لا يتفرغ لكم، { وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ ْ} أي: من بعد هذا الصنيع { قَوْمًا صَالِحِينَ ْ} أي: تتوبون إلى الله، وتستغفرون من بعد ذنبكم.
    فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطا من بعضهم لبعض.

    { 10 } { قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ }

    أي: { قَالَ قَائِلٌ ْ} من إخوة يوسف الذين أرادوا قتله أو تبعيده: { لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ْ} فإن قتله أعظم إثما وأشنع، والمقصود يحصل بتبعيده عن أبيه من غير قتل، ولكن توصلوا إلى تبعيده بأن تلقوه { فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ْ} وتتوعدوه على أنه لا يخبر بشأنكم، بل على أنه عبد مملوك آبق منكم، لأجل أن { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ْ} الذين يريدون مكانا بعيدا، فيحتفظون فيه.
    وهذا القائل أحسنهم رأيا في يوسف، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية، فإن بعض الشر أهون من بعض، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل، .فلما اتفقوا على هذا الرأي.

    { 11 - 14 } { قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ }

    أي: قال إخوة يوسف، متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم: { يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي: لأي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف، من غير سبب ولا موجب؟ { وَ ْ} الحال { إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي: مشفقون عليه، نود له ما نود لأنفسنا، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها.
    فلما نفوا عن أنفسهم التهمة المانعة من عدم إرساله معهم، ذكروا له من مصلحة يوسف وأنسه الذي يحبه أبوه له، ما يقتضي أن يسمح بإرساله معهم، فقالوا:
    { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ْ} أي: يتنزه في البرية ويستأنس. { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ْ} أي: سنراعيه، ونحفظه من أذى يريده.
    فأجابهم بقوله: { إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ْ} أي: مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي، لأنني لا أقدر على فراقه، ولو مدة يسيرة، فهذا مانع من إرساله { وَ ْ} مانع ثان، وهو أني { أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ْ} أي: في حال غفلتكم عنه، لأنه صغير لا يمتنع من الذئب.
    { قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ْ} أي: جماعة، حريصون على حفظه، { إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ْ} أي: لا خير فينا ولا نفع يرجى منا إن أكله الذئب وغلبنا عليه.
    فلما مهدوا لأبيهم الأسباب الداعية لإرساله، وعدم الموانع، سمح حينئذ بإرساله معهم لأجل أنسه.
    { 15 - 18 } { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }
    أي: لما ذهب إخوة يوسف بيوسف بعد ما أذن له أبوه، وعزموا على أن يجعلوه في غيابة الجب، كما قال قائلهم السابق ذكره، وكانوا قادرين على ما أجمعوا عليه، فنفذوا فيه قدرتهم، وألقوه في الجب، ثم إن الله لطف به بأن أوحى إليه وهو في تلك الحال الحرجة، { لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أي: سيكون منك معاتبة لهم، وإخبار عن أمرهم هذا، وهم لا يشعرون بذلك الأمر، ففيه بشارة له، بأنه سينجو مما وقع فيه، وأن الله سيجمعه بأهله وإخوته على وجه العز والتمكين له في الأرض.
    { وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ } ليكون إتيانهم متأخرا عن عادتهم، وبكاؤهم دليلا لهم، وقرينة على صدقهم.
    فقالوا - متعذرين  بعذر كاذب - { يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } إما على الأقدام، أو بالرمي والنضال، { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا } توفيرا له وراحة. { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } في حال غيبتنا عنه في استباقنا { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } أي: تعذرنا بهذا العذر، والظاهر أنك لا تصدقنا لما في قلبك من الحزن على يوسف، والرقة الشديدة عليه.
    ولكن عدم تصديقك إيانا، لا يمنعنا أن نعتذر بالعذر الحقيقي، وكل هذا، تأكيد لعذرهم. { وَ } مما أكدوا به قولهم، أنهم { جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } زعموا أنه دم يوسف حين أكله الذئب، فلم يصدقهم أبوهم بذلك، و { قَالَ } { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا } أي: زينت لكم أنفسكم أمرا قبيحا في التفريق بيني وبينه، لأنه رأى من القرائن والأحوال [ ومن رؤيا يوسف التي قصَّها عليه ]  ما دلّه على ما قال.
    { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } أي: أما أنا فوظيفتي سأحرص على القيام بها، وهي أني أصبر على هذه المحنة صبرا جميلا سالما من السخط والتَّشكِّي إلى الخلق، وأستعين الله على ذلك، لا على حولي وقوتي، فوعد من نفسه هذا الأمر وشكى إلى خالقه في قوله: { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ } لأن الشكوى إلى الخالق لا تنافي الصبر الجميل، لأن النبي إذا وعد وفى.

    { 19 - 20 } { وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ }

    أي: مكث يوسف في الجب ما مكث، حتى { جَاءَتْ سَيَّارَةٌ } أي: قافلة تريد مصر، { فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ } أي: فرطهم ومقدمهم، الذي يعس لهم المياه، ويسبرها ويستعد لهم بتهيئة الحياض ونحو ذلك، { فَأَدْلَى } ذلك الوارد { دَلْوَهُ } فتعلق فيه يوسف عليه السلام وخرج. { قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ } أي: استبشر وقال: هذا غلام نفيس، { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } وكان إخوته قريبا منه، فاشتراه السيارة منهم، { بِثَمَنٍ بَخْسٍ } أي: قليل جدا، فسره بقوله: { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ }
    لأنه لم يكن لهم قصد إلا تغييبه وإبعاده عن أبيه، ولم يكن لهم قصد في أخذ ثمنه، والمعنى في هذا: أن السيارة لما وجدوه، عزموا أن يُسِرُّوا أمره، ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم، حتى جاءهم إخوته فزعموا أنه عبد أبق منهم، فاشتروه منهم بذلك الثمن، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب، والله أعلم.

    { 21 } { وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }

    أي: لما ذهب به السيارة إلى مصر وباعوه بها، فاشتراه عزيز مصر، فلما اشتراه، أعجب به، ووصى عليه امرأته وقال: { أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } أي: إما أن ينفعنا كنفع العبيد بأنواع الخدم، وإما أن نستمتع فيه استمتاعنا بأولادنا، ولعل ذلك أنه لم يكن لهما ولد، { وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ } أي: كما يسرنا له أن يشتريه عزيز مصر، ويكرمه هذا الإكرام، جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الأرض من هذا الطريق.
    { وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ } إذا بقي لا شغل له ولا همَّ له سوى العلم صار ذلك من أسباب تعلمه علما كثيرا، من علم الأحكام، وعلم التعبير، وغير ذلك. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } أي: أمره تعالى نافذ، لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب،{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } فلذلك يجري منهم ويصدر ما يصدر، في مغالبة أحكام الله القدرية، وهم أعجز وأضعف من ذلك.

    { 22 } { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }

    أي: { وَلَمَّا بَلَغَ } يوسف { أَشُدَّهُ } أي: كمال قوته المعنوية والحسية، وصلح لأن يتحمل الأحمال الثقيلة، من النبوة والرسالة. { آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } أي: جعلناه نبيا رسولا، وعالما ربانيا، { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } في عبادة الخالق ببذل الجهد والنصح فيها، وإلى عباد الله ببذل النفع والإحسان إليهم، نؤتيهم من جملة الجزاء على إحسانهم علما نافعا.
    ودل هذا، على أن يوسف وفَّى مقام الإحسان، فأعطاه الله الحكم بين الناس والعلم الكثير والنبوة.
    { 23 - 29 } { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }
    هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك، أن { رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ }أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر.
    { وَ } زادت المصيبة، بأن { غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } وصار المحل خاليا، وهما آمنان من دخول أحد عليهما، بسبب تغليق الأبواب، وقد دعته إلى نفسها { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي: افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ، ومع هذا فهو غريب، لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه، وهو أسير تحت يدها، وهي سيدته، وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك، وهو شاب عزب، وقد توعدته، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن، أو العذاب الأليم.
    فصبر عن معصية الله، مع وجود الداعي القوي فيه، لأنه قد هم فيها هما تركه لله، وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء، ورأى من برهان ربه - وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف، عن هذه المعصية الكبيرة، و { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي.
    فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة، وهذا من أعظم الظلم، والظالم لا يفلح، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه، وصيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه، وكذلك ما منَّ الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه، يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر، والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم، الذين أخلصهم الله واختارهم، واختصهم لنفسه، وأسدى عليهم من النعم، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه.
    ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة، ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب ليتخلص، ويهرب من الفتنة، فبادرت إليه، وتعلقت بثوبه، فشقت قميصه، فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال، ألفيا سيدها، أي: زوجها لدى الباب، فرأى أمرا شق عليه، فبادرت إلى الكذب، أن المراودة قد كانت من يوسف، وقالت: { مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا } ولم تقل "من فعل بأهلك سوءا" تبرئة لها وتبرئة له أيضا من الفعل.
    وإنما النزاع عند الإرادة والمراودة { إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: أو يعذب عذابا أليما.
    فبرأ نفسه مما رمته به، وقال: { هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي } فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم يعلم أيهما.
    ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات وأمارات تدل عليه، قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها، فمنَّ الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما، تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام، فانبعث شاهد من أهل بيتها، يشهد بقرينة من وجدت معه، فهو الصادق، فقال: { إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها، المراود لها المعالج، وأنها أرادت أن تدفعه عنها، فشقت قميصه من هذا الجانب.
    { وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ } لأن ذلك يدل على هروبه منها، وأنها هي التي طلبته فشقت قميصه من هذا الجانب.
    { فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ } عرف بذلك صدق يوسف وبراءته، وأنها هي الكاذبة.
    فقال لها سيدها: { إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ } وهل أعظم من هذا الكيد، الذي برأت به نفسها مما أرادت وفعلت، ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام، ثم إن سيدها لما تحقق الأمر، قال ليوسف: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } أي: اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد، طلبا للستر على أهله، { وَاسْتَغْفِرِي } أيتها المرأة { لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } فأمر يوسف بالإعراض، وهي بالاستغفار والتوبة.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس يناير 30, 2014 12:38 am

    بارك الله فيكى الاخت ناعومى واشكرك على مشاركاتك جعلها الله فى ميزان حسناتك
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس يناير 30, 2014 11:02 am


    سورة الشورى 22-23شرح ايات من القران 1625740_604224876319164_1186891191_n

    {22} تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ

    \"ترى الظالمين\" يوم القيامة \"مشفقين\" خائفين \"مما كسبوا\" في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها \"وهو\" أي الجزاء عليها \"واقع بهم\" يوم القيامة لا محالة \"والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات\" أنزهها بالنسبة إلى من دونهم

    {23} ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ

    \"ذلك الذي يبشر\" من البشارة مخففا ومثقلا به \"الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه\" على تبليغ الرسالة \"أجرا إلا المودة في القربى\" استثناء منقطع أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة\" \"ومن يقترف\" يكتسب \"حسنة\" طاعة \"نزد له فيها حسنا\" بتضعيفها \"إن الله غفور\" للذنوب \"شكور\" للقليل فيضاعفه

    #تفسير_سورة_الشورى
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة يناير 31, 2014 9:02 am

    110- تفسير سورة النصر عدد آياتها 3 آية 1-3 )
    وهي مدنية


    { 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }
    في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك.
    فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين  ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله  بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
    [ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
    وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
    وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
    فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
    فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".
    ذوالفقار علي
    ذوالفقار علي
    مشرف مميز
    مشرف مميز


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران Th?id=HN.608052565008779924&pid=15




    شرح ايات من القران 42


    شرح ايات من القران 9066


    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران IyG79437




    شرح ايات من القران 66



    رقم العضوية10
    الابراج : الحمل

    عدد المساهمات : 2170
    نقاط التميز : 3147
    تاريخ التسجيل : 28/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ذوالفقار علي الجمعة يناير 31, 2014 12:54 pm


    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

    بيان

    أمر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعوذ بالله من كل شر و من بعضه خاصة و السورة مدنية على ما يظهر مما ورد في سبب نزولها.

    قوله تعالى: «قل أعوذ برب الفلق» العوذ هو الاعتصام و التحرز من الشر بالالتجاء إلى من يدفعه، و الفلق بالفتح فالسكون الشق و الفرق، و الفلق بفتحتين صفة مشبهة بمعنى المفعول كالقصص بمعنى المقصوص، و الغالب إطلاقه على الصبح لأنه المشقوق من الظلام، و عليه فالمعنى أعوذ برب الصبح الذي يفلقه و يشقه و مناسبة هذا التعبير للعوذ من الشر الذي يستر الخير و يحجب دونه ظاهر.

    و قيل: المراد بالفلق كل ما يفطر و يفلق عنه بالخلق و الإيجاد فإن في الخلق و الإيجاد شقا للعدم و إخراجا للموجود إلى الوجود فيكون مساويا للمخلوق، و قيل هو جب في جهنم و يؤيده بعض الروايات.

    قوله تعالى: «من شر ما خلق» أي من شر من يحمل شرا من الإنس و الجن و الحيوانات و سائر ما له شر من الخلق فإن اشتمال مطلق ما خلق على الشر لا يستلزم الاستغراق.

    قوله تعالى: «و من شر غاسق إذا وقب» في الصحاح،: الغسق أول ظلمة الليل و قد غسق الليل يغسق إذا أظلم و الغاسق الليل إذا غاب الشفق.

    انتهى، و الوقوب الدخول فالمعنى و من شر الليل إذا دخل بظلمته.

    و نسبة الشر إلى الليل إنما هي لكونه بظلمته يعين الشرير في شره لستره عليه فيقع فيه الشر أكثر مما يقع منه بالنهار، و الإنسان فيه أضعف منه في النهار تجاه هاجم الشر، و قيل: المراد بالغاسق كل هاجم يهجم بشره كائنا ما كان.

    و ذكر شر الليل إذا دخل بعد ذكر شر ما خلق من ذكر الخاص بعد العام لزيادة الاهتمام و قد اهتم في السورة بثلاثة من أنواع الشر خاصة هي شر الليل إذا دخل و شر سحر السحرة و شر الحاسد إذا حسد لغلبة الغفلة فيهن.

    قوله تعالى: «و من شر النفاثات في العقد» أي النساء الساحرات اللاتي يسحرن بالعقد على المسحور و ينفثن في العقد.

    و خصت النساء بالذكر لأن السحر كان فيهن و منهم أكثر من الرجال، و في الآية تصديق لتأثير السحر في الجملة، و نظيرها قوله تعالى: في قصة هاروت و ماروت «فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله»: البقرة: 102 و نظيره ما في قصة سحرة فرعون.

    و قيل: المراد بالنفاثات في العقد النساء اللاتي يملن آراء أزواجهن إلى ما يرينه و يردنه فالعقد هو الرأي و النفث في العقد كناية عن حله، و هو بعيد.

    قوله تعالى: «و من شر حاسد إذا حسد» أي إذا تلبس بالحسد و عمل بما في نفسه من الحسد بترتيب الأثر عليه.

    و قيل: الآية تشمل العائن فعين العائن نوع حسد نفساني يتحقق منه إذا عاين ما يستكثره و يتعجب منه.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة يناير 31, 2014 9:14 pm

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcQ0Woa6SM0qZpVLlbQcE3DIc85K1gfZ8SVVexn4y-xGmlsFBBzO
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة السبت فبراير 01, 2014 11:15 pm

    ب

    سم الله الرحمن الرحيم

    تَفْسِيرُ آيَاتٍ قُرآنِيَّةٍ

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الأمين وبعد ،
    فليُعلم أن القـرءان الكريم فـيه ءاياتٌ محكمات وءاياتٌ مُتَشابِهات . قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ ءَايَـاتٌ مُّحْـكَماَتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتاَبِ وأُخَرُ مُتَشَبِهَاتٌ } [ سورة ءال عمران ] والآيات المـحكَمة هي ما عُرِف بوُضوح المعنى المرادِ منه كقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ } [ سورة الشورى ءاية/11 ].
    وأما المتشابِه فهو ما احتمل أوجُهاً عديدة واحتاج إلى النظر لحمله على الوجه المطابق . فلا يجوز أن يفسِّر إنسانٌ القرءانَ برأيه بلْ يسأل أهل المعرفة حتى لا يقع في التشبيه المُهْلِك . فيجب ردّ تفسير الآيات المتشابِهة إلى الآيات المحكمة .
     وبالمناسبة نورد بعض الآيات المتشابِهة ونذكر تفسيرها الذي يوافق الآيات المحكمة . قال الله تعالى : {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [ سورة فاطر ] . فالمقصود بكلمة " إليه " أي إلى محلّ كرامته وهو السّماء ، فهذا مطابقٌ ومنسجمٌ مع الآية المحكمة : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ } وهو تفسيرٌ صحيحٌ ليس فيه تشبيهٌ لله بِخَلْقِهِ .
     ويجوز أن يُقال في قوله تعالى : { الرَّحْمَـنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } [ سورة طه ] أي قهرَ وحفِظَ وأبقى العرش ، والفائدة من ذلك أن يُعْلَم أن الله مسيطرٌ على كلّ المخلوقات لأن العرش أكبر المخلوقات حَجْمًا . ولا يجوز تفسير الآية المتشابِهة على معنى لا يليق بالله عزَّ وجلَّ . فلا يجوز أن يقال استوى أي جلس لأن الجلوسَ لا يكون إلا من ذي أعضاء والأعضاء مستحيلةٌ على الله . قال الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : " إِنَّ الله خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ " .
     وليُعلَم أن الله تعالى خالقُ الروح والجسد فليس روحاً ولا جسداً . وأما إضافة الله تعالى روحَ عيسى إلى نفسه فهو على معنى المِلك والتشريف ، لا على معنى الجزئية . فقوله تعالى : { فَنَفْخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنا } [ سورة التحريم ] معناه أن الله أمر الملَكَ جبريل أن ينفخ في مريم رُوحَ عيسى التي هي مُشرّفة عنده ، لأن الأرواح قسمان : أرواحٌ مشرّفةٌ وأرواحٌ خبيثةٌ ، وأرواح الأنبياء من القسم الأول . فإضافة روح عيسى وروح ءادم إلى الله هي إضافة تشريف . ويقال مثل ذلك في قوله تعالى لإبراهيم وإسماعيل : { أَنْ طَهِّراَ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ } فالكعبة هي مكانٌ مشرّفٌ عند الله . أما قوله تعالى : { يَخَافُونَ رَبَّهمْ مِن فَوْقِهِمْ} [ سورة النحل ] فالمقصود به فوقيّة القهر دون المكان والجهة .
     ومعنى قوله تعالى في توبيخِ إبليسَ : { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ سورة ص ] فَيَجُوزُ أن يُقَالَ المُرادُ بِاليَدَيْنِ العِنَايَةُ والحِفْظُ . ومعنى قوله تعالى : { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } [ سورة الفجر ] جاء أمرُ ربِّك أي أثرٌ من آثار قدرتة حيث تظهر أهوالٌ عظيمة يوم القيامة .
    ويقال في قول الله تعالى :{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } [ سورة الحديد ] إنّ الله عَالِمٌ بكم أينما كنتم .
    وأمَّا قولُهُ تعالى : { وقِيلَ اليَومَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }[ سورة الجاثية ] فقد ذُكرَ على وجهِ المقابلةِ ومعناهُ تَرَكناكُم من رحمتِنا كما أنتم تركتم طاعةَ الله في الدنيا بالإيمان به .
    وكذلك لا يجوزُ أن يُؤخذَ من قولِ الله تعالى : { إنَّ الله لا يَسْتَحْيِى أن يَّضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً }[سورة البقرة / 26] جواز تسميةِ الله بالمستحيي ، ومعنى الآية أننا لا نترك استحياءً كما يترُكُ البشرُ الشىءَ استحياءً ، معناه أنَّ الله لا يُحِبُّ تركَ إظهارِ الحَقّ فلا يتركُهُ للاستحياءِ كما يفعلُ الخلقُ، وهذا مستحيلٌ على الله . وأما قولُهُ تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتىَّ نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ } [سورة محمد/31] فَلَيْسَ معنى ذلك أنّه سوف يعلم المجاهدين بعد أن لم يكن عالماً بِهم بالامتحانِ والاختبار، وهذا يستحيلُ على الله تَعَالَى، بل معنى الآيةِ حتى نُمَيِّزَ أي حتىَّ نُظْهِرَ للعباد المجاهدين منكم والصابرين من غيرهم . ويكفر من يقول إن الله تعالى يكتسب علماً جديداً . وقوَل الله تبارك وتعالى : { الله نُورُ السَّمَـوَاتِ وَالأرْضِ } [سورة النور] معناه أن الله هادي أهل السموات والمؤمنين من أهل الأرض لنور الإيمان . فالله تعالى ليس نورًا بمعنى الضوء بل هو الذي خلقَ النور . قال تعالى في سورة الأنعام : { وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ } أي خلق الظلمات والنور فكيف يمكن أن يكون نوراً كخلقه ؟! تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا . فلا يجوز اعتقاد أنَّ الله ذو لونٍ أو ذو شكلٍ . وأمّا ما ورد في الحديث أن الله جميلٌ فليس معناه جميل الشكل وإنما معناه جميل الصفات أومُحْسِن . وأما النُّزُولُ المذكورُ في حديثِ : (( يَنـزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا )) فأحسنُ ما يُقالُ في ذلك هو نزولُ المَلَكِ بأمرِ الله فينادي مُبلغاً عن الله تلك الكلمات : (( من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له من الذي يسألني فأُعطيَهُ )) فيمكثُ المَلَكُ في السماء الدنيا من الثلث الأخير إلى الفجر . أما من يقولُ ينـزلُ بلا كيفٍ فهو حقٌّ ، لأنه لما قال بلا كيفٍ نفى الحركة والانتقال من عُلوٍ إلى سُفلٍ . والله تعالى غنيٌّ عن العالمين أي مستغنٍ عن كلّ ما سواه أزلاً وأبدًا وتفتقر إليه كلّ الكائنات . فلا يحتاج الله تعالى إلى مكانٍ يقوم به أو يحلّ به أو إلى جهةٍ ، لأنه تعالى موجودٌ قبلَ المكان بلا مكان ، وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه .
    وليس المقصود بالمعراج الوصول بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه ، إنما القصد من المعراج هو تشريف الرسول صلى الله عليه وسلم بإطلاعه على عجائب في العالم العلوي وتعظيم مكانته ، ورؤيته صلى الله عليه وسلم لله بفؤاده من غير أن يكون الله تعالى في مكان . قال سيّدنا الخليفة الراشد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : " كَانَ الله وَلا مَكَان وهوَ الآنَ عَلَى ما عَليه كَان " .
    وليس محورُ الاعتقاد على الوهم بل على ما يقتضيه العقلُ الصحيحُ السليمُ الَّذي هو شاهدٌ للشرع ، ذلك لأنَّه لو كان لله تعالى مكانٌ لكانَ له مقدارٌ ، أبعادٌ وحدودٌ ومن كان كذلك كان مُحْدَثاً أي مَخْلُوقًا ولم يكن إلهاً . وكما صحّ وُجودُ اللهِ تعالى بلا مكانٍ قَبل خَلق الأماكن والجِهاتِ ، يَصِحُّ وجودُهُ بعد خَلْقِ الأماكنِ بلا مَكانٍ . وهذا لا يَكونُ نَفياً لوجودِهِ تعالى . قال الإمام ذو النُّون المصري : " مَهْمَا تَصَوَّرْتَ بَبَالِكَ فَالَّلهُ بِخِلاَفِ ذَلِكَ " .



    قال الله تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } . وقال رسول الله  : (( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ )) .
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 03, 2014 10:07 am

    الكافرون
    {2} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
    " لَا أَعْبُد " فِي الْحَال " مَا تَعْبُدُونَ " مِنْ الْأَصْنَام
    {3} وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
    " وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ " فِي الْحَال " مَا أَعْبُد " وَهُوَ اللَّه تَعَالَى وَحْده
    {4} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ
    " وَلَا أَنَا عَابِد " فِي الِاسْتِقْبَال " مَا عَبَدْتُمْ "
    {5} وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
    " وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ " فِي الِاسْتِقْبَال " مَا أَعْبُد " عَلِمَ اللَّه مِنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ , وَإِطْلَاق مَا عَلَى اللَّه عَلَى وَجْه الْمُقَابَلَة .
    {6} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
    " لَكُمْ دِينكُمْ " الشِّرْك " وَلِيَ دِين " الْإِسْلَام وَهَذَا قَبْل أَنْ يُؤْمَر بِالْحَرْبِ وَحَذَفَ يَاء الْإِضَافَة الْقُرَّاء السَّبْعَة وَقْفًا وَوَصْلًا وَأَثْبَتَهَا يَعْقُوب فِي الْحَالَيْنِ .
    النصر
    {1} إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
    " إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه " نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَعْدَائِهِ " وَالْفَتْح " فَتْح مَكَّة
    {2} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
    " وَرَأَيْت النَّاس يَدْخُلُونَ فِي دِين اللَّه " أَيْ الْإِسْلَام " أَفْوَاجًا " جَمَاعَات بَعْدَمَا كَانَ يَدْخُل فِيهِ وَاحِد وَاحِد , وَذَلِكَ بَعْد فَتْح مَكَّة جَاءَهُ الْعَرَب مِنْ أَقْطَار الْأَرْض طَائِعِينَ
    {3} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
    " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك " أَيْ مُتَلَبِّسًا بِحَمْدِهِ " وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد نُزُول هَذِهِ السُّورَة يُكْثِر مِنْ قَوْل : سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ , أَسْتَغْفِر اللَّه وَأَتُوب إِلَيْهِ , وَعَلِمَ بِهَا أَنَّهُ قَدْ اِقْتَرَبَ أَجَله وَكَانَ فَتْح مَكَّة فِي رَمَضَان سَنَة ثَمَان وَتُوُفِّيَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَبِيع الْأَوَّل سَنَة عَشْر .
    المسد
    {1} تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
    " تَبَّتْ " لَمَّا دَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمه وَقَالَ : إِنِّي نَذِير لَكُمْ بَيْن يَدَيْ عَذَاب شَدِيد , فَقَالَ عَمّه أَبُو لَهَب : تَبًّا لَك أَلِهَذَا دَعَوْتنَا , نَزَلَتْ " تَبَّتْ " خَسِرَتْ " يَدَا أَبِي لَهَب " أَيْ جُمْلَته وَعَبَّرَ عَنْهَا بِالْيَدَيْنِ مَجَازًا لِأَنَّ أَكْثَر الْأَفْعَال تُزَاوَل بِهِمَا , وَهَذِهِ الْجُمْلَة دُعَاء " وَتَبَّ " خَسِرَ هُوَ , وَهَذِهِ خَبَر كَقَوْلِهِمْ : أَهْلَكَهُ اللَّه وَقَدْ هَلَكَ , وَلَمَّا خَوَّفَهُ النَّبِيّ بِالْعَذَابِ , فَقَالَ : إِنْ كَانَ مَا يَقُول اِبْن أَخِي حَقًّا فَإِنِّي أَفْتَدِي مِنْهُ بِمَالِي وَوَلَدِي نَزَلَ " مَا أَغْنَى عَنْهُ مَاله وَمَا كَسَبَ "
    {2} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
    " مَا أَغْنَى عَنْهُ مَاله وَمَا كَسَبَ " أَيْ وَكَسَبَهُ , أَيْ وَلَده مَا أَغْنَى بِمَعْنَى يُغْنِي
    {3} سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ
    " سَيَصْلَى نَارًا ذَات لَهَب " أَيْ تُلَهَّب وَتُوقَد فَهِيَ مَآل تَكْنِيَته لِتَلَهُّبِ وَجْهه إِشْرَاقًا وَحُمْرَة
    {4} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
    " وَامْرَأَته " عَطْف عَلَى ضَمِير يَصْلَى سَوَّغَهُ الْفَصْل بِالْمَفْعُولِ وَصِفَته وَهِيَ أُمّ جَمِيل " حَمَّالَة " بِالرَّفْعِ وَالنَّصْب " الْحَطَب "الشَّوْك وَالسَّعْدَان تُلْقِيه فِي طَرِيق النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    {5} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
    " فِي جِيدهَا " عُنُقهَا " حَبْل مِنْ مَسَد " أَيْ لِيف وَهَذِهِ الْجُمْلَة حَال مِنْ حَمَّالَة الْحَطَب الَّذِي هُوَ نَعْت لِامْرَأَتِهِ أَوْ خَبَر مُبْتَدَأ مُقَدَّر .
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 42



    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران 13530665875




    شرح ايات من القران 3011



    شرح ايات من القران 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الإثنين فبراير 03, 2014 10:15 am

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcQpEB1uyOhcPlfS3ZJPW6bMVol1Euyl5ZPB6cu-w6QmzTfHNimPXQ  وياريت تكون شرح الايات متسلسل وكل 10 ايات في موضوع واحد ارى تكون الفائده اكثر وفقكم الله
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 03, 2014 10:22 am

    ملاحظة صحيحة اشكرك اخى واتمنى تعم الفائدة
    بس انزلتها مع بعض لانها سور قصيرة
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 62




    شرح ايات من القران Tag1




    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ الإثنين فبراير 03, 2014 11:26 am

    شرح ايات من القران 1252983625
    شرح ايات من القران 1264969018


    شرح ايات من القران 3241da3a82
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 62




    شرح ايات من القران Tag1




    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ الإثنين فبراير 03, 2014 11:28 am

    اميرتناااا الغاليه لؤلؤة واصلي كماا بداتي بالاول بسوره الفاتحه حتى يبقى منظم وتعم الفائده ولكي اطيب تحية
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 03, 2014 2:09 pm

    رووووووووعه لؤلؤتي  بارك فيكي وبكل من اشترك في شرح السور  الكريمة    Shocked  Shocked
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 03, 2014 2:18 pm

    تفسير سورة ياسين من الاية 1 الى الاية 30

     { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }

    هذا قسم من اللّه تعالى بالقرآن الحكيم، الذي وصفه الحكمة، وهي وضع كل شيء موضعه، وضع الأمر والنهي في الموضع  اللائق بهما، ووضع الجزاء بالخير والشر في محلهما اللائق بهما، فأحكامه الشرعية والجزائية كلها مشتملة على غاية الحكمة.
    ومن حكمة هذا القرآن، أنه يجمع بين ذكر الحكم وحكمته، فينبه العقول على المناسبات والأوصاف المقتضية لترتيب الحكم عليها.
    { إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } هذا المقسم عليه، وهو رسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وإنك من جملة المرسلين، فلست ببدع من الرسل، وأيضا فجئت بما جاء به الرسل من الأصول الدينية، وأيضا فمن تأمل أحوال  المرسلين وأوصافهم، وعرف الفرق بينهم وبين غيرهم، عرف أنك من خيار المرسلين، بما فيك من الصفات الكاملة، والأخلاق الفاضلة.
    ولا يخفى ما بين المقسم به، وهو القرآن الحكيم، وبين المقسم عليه، [وهو] رسالة الرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم، من الاتصال، وأنه لو لم يكن لرسالته دليل ولا شاهد إلا هذا القرآن الحكيم، لكفى به دليلا وشاهدا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، بل القرآن العظيم أقوى الأدلة المتصلة المستمرة على رسالة الرسول، فأدلة القرآن كلها أدلة لرسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم.
    ثم أخبر بأعظم أوصاف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، الدالة على رسالته، وهو أنه { عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } معتدل، موصل إلى اللّه وإلى دار كرامته، وذلك الصراط المستقيم، مشتمل على أعمال، وهي الأعمال الصالحة، المصلحة للقلب والبدن، والدنيا والآخرة، والأخلاق الفاضلة، المزكية للنفس، المطهرة للقلب، المنمية للأجر، فهذا الصراط المستقيم، الذي هو وصف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ووصف دينه الذي جاء به، فتأمل جلالة هذا القرآن الكريم، كيف جمع بين القسم بأشرف الأقسام، على أجل مقسم عليه، وخبر اللّه وحده كاف، ولكنه تعالى أقام من الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة في هذا الموضع على صحة ما أقسم عليه، من رسالة رسوله ما نبهنا عليه، وأشرنا إشارة لطيفة لسلوك طريقه، وهذا الصراط المستقيم { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } فهو الذي أنزل به كتابه، وأنزله طريقا لعباده، موصلا لهم إليه، فحماه بعزته عن التغيير والتبديل، ورحم به عباده رحمة اتصلت بهم، حتى أوصلتهم إلى دار رحمته، ولهذا ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين: العزيز. الرحيم.
    فلما أقسم تعالى على رسالته وأقام الأدلة عليها، ذكر شدة الحاجة إليها واقتضاء الضرورة لها فقال: { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } وهم العرب الأميون، الذين لم يزالوا خالين من الكتب، عادمين الرسل، قد عمتهم الجهالة، وغمرتهم الضلالة، وأضحكوا عليهم وعلى سفههم عقول العالمين، فأرسل اللّه إليهم رسولا من أنفسهم، يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، فينذر العرب الأميين، ومن لحق بهم من كل أمي، ويذكر أهل الكتب بما عندهم من الكتب، فنعمة اللّه به على العرب خصوصا، وعلى غيرهم عموما. ولكن هؤلاء الذين بعثت فيهم لإنذارهم بعدما أنذرتهم، انقسموا قسمين: قسم رد لما جئت به، ولم يقبل النذارة، وهم الذين قال اللّه فيهم { لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } أي: نفذ فيهم القضاء والمشيئة، أنهم لا يزالون في كفرهم وشركهم، وإنما حق عليهم القول بعد أن عرض عليهم الحق فرفضوه، فحينئذ عوقبوا بالطبع على قلوبهم.
    وذكر الموانع من وصول الإيمان لقلوبهم، فقال: { إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا } وهي جمع "غل" و "الغل" ما يغل به العنق، فهو للعنق بمنزلة القيد للرجل، وهذه الأغلال التي في الأعناق  عظيمة قد وصلت إلى أذقانهم ورفعت رءوسهم إلى فوق، { فَهُمْ مُقْمَحُونَ } أي: رافعو رءوسهم من شدة الغل الذي في أعناقهم، فلا يستطيعون أن يخفضوها.
    { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا } أي: حاجزا يحجزهم عن الإيمان، { فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } قد غمرهم الجهل والشقاء من جميع جوانبهم، فلم تفد فيهم النذارة. { وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } وكيف يؤمن من طبع على قلبه، ورأى الحق باطلا والباطل حقا؟!
    والقسم الثاني: الذين قبلوا النذارة، وقد ذكرهم بقوله: { إِنَّمَا تُنْذِرُ } أي: إنما تنفع نذارتك، ويتعظ بنصحك { مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ } [أي:] من قصده اتباع الحق وما ذكر به، { وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } أي: من اتصف بهذين الأمرين، القصد الحسن في طلب الحق، وخشية اللّه تعالى، فهم الذين ينتفعون برسالتك، ويزكون بتعليمك، وهذا الذي وفق لهذين الأمرين { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ } لذنوبه، { وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } لأعماله الصالحة، ونيته الحسنة.
    { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى } أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال، { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا } من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، { وَآثَارَهُمْ } وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.
    ولهذا: { من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة } وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما.
    { وَكُلَّ شَيْءٍ } من الأعمال والنيات وغيرها { أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } أي: كتاب هو أم الكتب وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ.
    { 13 - 30 } { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ } إلى آخر القصة.
     
    أي: واضرب لهؤلاء المكذبين برسالتك، الرادين لدعوتك، مثلا يعتبرون به، ويكون لهم موعظة إن وفقوا للخير، وذلك المثل: أصحاب القرية، وما جرى منهم من التكذيب لرسل اللّه، وما جرى عليهم من عقوبته ونكاله.
    وتعيين تلك القرية، لو كان فيه فائدة، لعينها اللّه، فالتعرض لذلك وما أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه، وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم، من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا دليل عليها، ولا حجة عليها ولا يحصل منها من الفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها.
    والشاهد أن هذه القرية جعلها اللّه مثلا للمخاطبين. { إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ } من اللّه تعالى يأمرونهم بعبادة اللّه وحده، وإخلاص الدين له، وينهونهم عن الشرك والمعاصي.
    { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } أي: قويناهما بثالث، فصاروا ثلاثة رسل، اعتناء من اللّه بهم، وإقامة للحجة بتوالي الرسل إليهم، { فَقَالُوا } لهم: { إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ }فأجابوهم بالجواب الذي ما زال مشهورا عند من رد دعوة الرسل: فـ { قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا } أي: فما الذي فضلكم علينا وخصكم من دوننا؟ قالت الرسل لأممهم: { إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ }
    { وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ } أي: أنكروا عموم الرسالة، ثم أنكروا أيضا المخاطبين لهم، فقالوا: { إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ }
    فقالت هؤلاء الرسل الثلاثة: { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } فلو كنا كاذبين، لأظهر اللّه  خزينا، ولبادرنا بالعقوبة.
    { وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } أي: البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها، وما عدا هذا من آيات الاقتراح، ومن سرعة العذاب، فليس إلينا، وإنما وظيفتنا -التي هي البلاغ المبين- قمنا بها، وبيناها لكم، فإن اهتديتم، فهو حظكم وتوفيقكم، وإن ضللتم، فليس لنا من الأمر شيء.
    فقال أصحاب القرية لرسلهم: { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي: لم نر على قدومكم علينا واتصالكم بنا إلا الشر، وهذا من أعجب العجائب، أن يجعل من قدم عليهم بأجل نعمة ينعم اللّه بها على العباد، وأجل كرامة يكرمهم بها، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، قد قدم بحالة شر، زادت على الشر الذي هم عليه، واستشأموا بها، ولكن الخذلان وعدم التوفيق، يصنع بصاحبه أعظم مما  يصنع به عدوه.
    ثم توعدوهم فقالوا: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } أي: نقتلنكم رجما بالحجارة أشنع القتلات { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
    فقالت لهم رسلهم: { طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ } وهو ما معهم من الشرك والشر، المقتضي لوقوع المكروه والنقمة، وارتفاع المحبوب والنعمة. { أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ } أي: بسبب أنا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم، قلتم لنا ما قلتم.
    { بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } متجاوزون للحد، متجرهمون في قولكم، فلم يزدهم [دعاؤهم] إلا نفورا واستكبارا.
    { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى } حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال [لهم]: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة، ثم ذكر تأييدا لما شهد به ودعا إليه، فقال: { اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا } أي: اتبعوا من نصحكم نصحا يعود إليكم بالخير، وليس [يريد منكم أموالكم ولا أجرا على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه.
    بقي] أن يقال: فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا الاحتراز بقوله: { وَهُمْ مُهْتَدُونَ } لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه.
    فكأن قومه لم يقبلوا نصحه، بل عادوا لائمين له على اتباع الرسل، وإخلاص الدين للّه وحده، فقال: { وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: وما المانع لي من عبادة من هو المستحق للعبادة، لأنه الذي فطرني، وخلقني، ورزقني، وإليه مآل جميع الخلق، فيجازيهم بأعمالهم، فالذي بيده الخلق والرزق، والحكم بين العباد، في الدنيا والآخرة، هو الذي يستحق أن يعبد، ويثنى عليه ويمجد، دون من لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا عطاء ولا منعا، ولا حياة ولا موتا ولا نشورا، ولهذا قال: { أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ }لأنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، فلا تغني شفاعتهم عني شيئا، وَلَا هُمْ يُنْقذون من الضر الذي أراده اللّه بي.
    { إِنِّي إِذًا } أي: إن عبدت آلهة هذا وصفها { لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } فجمع في هذا الكلام، بين نصحهم، والشهادة للرسل بالرسالة، والاهتداء والإخبار بِتعيُّن  عبادة اللّه وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره باطلة، وذكر البراهين عليها، والإخبار بضلال من عبدها، والإعلان بإيمانه جهرا، مع خوفه الشديد من قتلهم، فقال: { إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } فقتله قومه، لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به.
    فـ { قِيلَ } له في الحال: { ادْخُلِ الْجَنَّةَ } فقال مخبرا بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه، وناصحا لقومه بعد وفاته، كما نصح لهم في حياته: { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي } أي: بأي: شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات، { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } بأنواع المثوبات والمسرات، أي: لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم، لم يقيموا على شركهم.
    قال اللّه في عقوبة قومه: [ { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ] مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ } أي: ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم، فننزل جندا من السماء لإتلافهم، { وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ } لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار اللّه تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم أدنى شيء يصيبهم من عذاب اللّه يكفيهم { إِنْ كَانَتْ } أي: كانت عقوبتهم { إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي: صوتا واحدا، تكلم به بعض ملائكة اللّه، { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } قد تقطعت قلوبهم في أجوافهم، وانزعجوا لتلك الصيحة، فأصبحوا خامدين، لا صوت ولا حركة، ولا حياة بعد ذلك العتو والاستكبار، ومقابلة أشرف الخلق بذلك الكلام القبيح، وتجبرهم عليهم.
    قال اللّه متوجعا للعباد: { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي: ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال"

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 03, 2014 6:28 pm

    اشكركم جميعا واشكرك جدا الاخ عزام وبارك الله فيكوبصراحة مش عارفة اشكرك ازاى 
    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcQiuSAndXdjzZQrb9SlT9elZkUXg4zGegfhEfnD_3mDX7Mq6k4qOw
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 04, 2014 8:45 am

     

    تفسير سورة البقرة من الآية 1 إلى الآية 5
    شرح ايات من القران PrintButton | شرح ايات من القران EmailButton
    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة

    ـ سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، والثانية في الترتيب، وهي سورة مدنية بالإجماع.
    ـ عدد آياتها: 286.
    ـ عدد كلماتها: 6121.
    ـ عدد حروفها: 25500
    ـ تشتمل على:


    • 1000 نهي.
    • 1000 أمر.
    • 1000 خبر.
    • 100 حكم.


    1. تسميتها: سميت بهذا الاسم لورود قصة رجل من بني إسرائيل قُتل ولم يعرف قاتله، فذهب القوم إلى سيدنا موسى عليه السلام وعرضوا عليه الأمر فأوحى إليه الله تعالى يأمرهم بذبح بقرة وضرب الميت بجزء منها فترد إليه روحه بإذن الله، ويخبرهم عن قاتله، وهي معجزة حسية تبين قدرة الله عز وجل على إحياء الخلق بعد الموت.
    2. فضلها: قال النبي صل الله عليه و سلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم والترمذي].
    3. محتوياتها: احتوت على العديد من الأحكام التشريعية في:
    العقائد.
    العبادات.
    المعاملات.
    الأخلاق.
    كما تحدثت عن صفات: المؤمنين والكفار والمنافقين.
    وفصلت الحديث عن أهل الكتاب: اليهود والنصارى.

    من الآية 01 إلى 05

    ﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ﴾
    تتناول صفات المتقين.
    ﴿ الم ﴾ ثلاثة حروف مقطعة تقرأ: ألف، لام، ميم، قد وردت تسع وعشرون سورة مفتتحة بالحروف المقطعة، منها:
    - أحادية:
    ﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر ﴾ [سورة ص، الآية 1].
    ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [سورة القلم، الآية 1].
    ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [سورة ق، الآية 1].
    - ثنائية:
    ﴿ طه ﴾ [سورة طه، الآية 1]
    ﴿ يس ﴾ [سورة يس، الآية 1]
    - ثلاثية:
    ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [سورة يوسف، الآية 1]
    - رباعية:
    ﴿ المص ﴾ [سورة الأعراف، الآية 1]
    - خماسية:
    ﴿ كهيعص ﴾ [سورة مريم، الآية 1]
    روي عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهما، وسفيان الثوري أنهم قالوا: [الحروف المقطعة سر استأثر به الله عز وجل في علم الغيب]، وقال آخرون أن المراد بها تحدي الله عز وجل للعرب، وهم عمالقة البلاغة والبيان على أن يأتوا بمثله، وما يدعم هذا المعنى، أنه في كل مرة تذكر مقرونة بالقرآن الكريم:
    ﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ [سورة البقرة، الآيتان 1-2].
    ﴿ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [سورة هود، الآية 1].
    ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ [سورة يوسف، الآية 1].
    ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ "ذلك" في اللغة تستخدم للدلالة على أمر بعيد، والكتاب هو القرآن الكريم، والآية تعني علو شأن القرآن ورفعة قدره.
    ﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ ليس فيه أي شك، فهو كلام الله دون تحريف أو تزييف.
    ﴿ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ مرشد إلى طريق الخير والصلاح في الدارين، أما المتقون هم الذين يخافون عذاب الله الدنيوي والأخروي، فيسعون للنجاة منهما، بفقه السنن والسير وفقها للنجاة من العذاب الدنيوي، وبالإيمان والعمل الصالح للنجاة من العذاب الأخروي.
    الصفة الأولى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ التصديق الجازم بالغيب والذي يشمل الإيمان بالله تعالى وبالرسل وبالملائكة، وبالجنة والنار وهذه حقائق تعرف بالخبر دون النظر.
    الصفة الثانية: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ﴾ الصلاة يراد بها أداؤها على وجه أكمل بوضوئها وأركانها وشروطها وخشوعها.
    الصفة الثالثة: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ ينفقون مما آتاهم الله من مال وعلم وفهم، مما جعلهم الله مستخلفين فيه.
    الصفة الرابعة: ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ وهو الإيمان بالقرآن الكريم كتابا منزلا من عند الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    الصفة الخامسة: ﴿ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾ فلا يكفي الإيمان بالقرآن الكريم، بل لابد من الإيمان بالكتب السماوية السابقة مثل: الزبور والتوراة والإنجيل.
    الصفة السادسة: ﴿ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ وهو الإيمان اليقيني الذي لا شك فيه بدار القرار وما فيه من حساب وثواب وعقاب، أما الدنيا فهي دار الفناء.
    وبعد عرض الله تعالى لصفات المتقين، يقر أنهم مهتدون ﴿ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ وحرف على يفيد التمكن بمعنى تمكنوا من طريق الحق والاستقامة، فكانت خاتمتهم الفلاح ﴿ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.



    عدل سابقا من قبل لؤلؤة في الأربعاء فبراير 05, 2014 9:47 am عدل 2 مرات
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 05, 2014 9:40 am


    شرح سورة البقرة من الاية 5 الى الاية 10 


    من الآية 06 إلى 10
     
    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (Cool يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 
    وهي تتناول بالوصف صنفين من الناس وهم الكفار والمنافقون، وقد اكتفى الله بوصف الكفار في آيتين، أما المنافقون فقد أكثر من الآيات في وصفهم وتشريح طباعهم.
    صنف الكفار:
    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ وهم الذين عرفوا الحق وجحدوه، فيُقال ''كفر الفلاح زرعه'' أي غطاه، والكفر نقيض الإيمان، وهو على نوعين:
    - كفر النعمة: وهو جحودها وعدم شكر منعمها.
    - كفر الملة: وهو الكفر بالله تعالى أو إنكار أمر معلوم من الدين بالضرورة، وهذا يخرج صاحبه من ملة الإسلام.
    ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ والخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو البشير النذير، فالله عز وجل يواسيه لئلا يحزن على هؤلاء الكفار فليس عليه هداهم، فهم لن يهتدوا أبدا.
    ﴿ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾ والختم معناه الطبع والتغطية، فهؤلاء مطبوعون على الكفر، فقلوبهم موصدة عن الحق بل وحتى أسماعهم وأبصارهم، فهم لا يستجيبون أبدا لنداء الحق، لذلك استحقوا العذاب ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ﴾.
    صنف المنافقين:
    والنفاق هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر، إظهار الخير وإضمار الشر.
    ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ  بعض الناس وليس كلهم يدعون الإيمان ويتلفظونه بألسنتهم وتنكره قلوبهم فهم ليسوا مؤمنين ﴿وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴾.
    ﴿ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ ﴿ تقرأ "يُخادعُون" في رواية: في رواية: ورش، قالون، ابن كثير والدُّوري.﴾  فهم حين يدعون الإيمان يعتقدون أنهم يخدعون الله تعالى والمؤمنين، متجاهلين أن الله يعلم سرهم وجهرهم، هم لا يخدعون إلا أنفسهم.
    ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ﴾ والنفاق أخطر مرض يصيب القلب.
    ﴿ وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ تقرأ "يُكَذّبُون" في رواية: ورش، قالون، ابن كثير والدُّوري.
    جزاء لارتكابهم ثلاث جرائم: في حق الله حين لم يقدروه حق قدره، في حق الدين حين تلاعبوا به، وفي حق المؤمنين حين كذبوا عليهم.
    لقد بين الله مصيرهم في آيات أخرى منها:
    ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [سورة النساء، الآية 138].
    ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [سورة النساء، الآية 145].
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الأربعاء فبراير 05, 2014 2:42 pm

    تفسير سورة البقرة من الاية 11 الى الاية 20 اتعاون مع صديقتي العزيزة لؤلؤة 


    شرح ايات من القران Besmallah29


    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
    وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن الإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي, وإفشاء أسرار المؤمنين, وموالاة الكافرين, قالوا كذبًا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.


    أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
    إنَّ هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد, لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم لا يُحِسُّون.


    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)
    وإذا قيل للمنافقين: آمِنُوا -مثل إيمان الصحابة، وهو الإيمان بالقلب واللسان والجوارح-, جادَلوا وقالوا: أَنُصَدِّق مثل تصديق ضعاف العقل والرأي, فنكون نحن وهم في السَّفَهِ سواء؟ فردَّ الله عليهم بأن السَّفَهَ مقصور عليهم, وهم لا يعلمون أن ما هم فيه هو الضلال والخسران.


    وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
    هؤلاء المنافقون إذا قابلوا المؤمنين قالوا: صدَّقنا بالإسلام مثلكم, وإذا انصرفوا وذهبوا إلى زعمائهم الكفرة المتمردين على الله أكَّدوا لهم أنهم على ملة الكفر لم يتركوها, وإنما كانوا يَسْتَخِفُّون بالمؤمنين, ويسخرون منهم.


    اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
    الله يستهزئ بهم ويُمهلهم; ليزدادوا ضلالا وحَيْرة وترددًا, ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين.
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
    أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة, فأخذوا الكفر, وتركوا الإيمان, فما كسبوا شيئًا, بل خَسِروا الهداية. وهذا هو الخسران المبين.


    مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
    حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم كفروا, فصاروا يتخبطون في ظلماتِ ضلالهم وهم لا يشعرون, ولا أمل لهم في الخروج منها, تُشْبه حالَ جماعة في ليلة مظلمة, وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة, فلما سطعت النار وأنارت ما حوله, انطفأت وأعتمت, فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا, ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج.


    صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)
    هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر, بُكْم عن النطق به, عُمْي عن إبصار نور الهداية; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه, واستعاضوا عنه بالضلال.


    أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِ(19)
    أو تُشْبه حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة, ويشكون فيه تارة أخرى, حالَ جماعة يمشون في العراء, فينصب عليهم مطر شديد, تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض, مع قصف الرعد, ولمعان البرق, والصواعق المحرقة, التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم; خوفًا من الهلاك. والله تعالى محيط بالكافرين لا يفوتونه ولا يعجزونه.


    يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
    يقارب البرق -من شدة لمعانه- أن يسلب أبصارهم, ومع ذلك فكلَّما أضاء لهم مشَوْا في ضوئه, وإذا ذهب أظلم الطريق عليهم فيقفون في أماكنهم. ولولا إمهال الله لهم لسلب سمعهم وأبصارهم, وهو قادر على ذلك في كل وقتٍ, إنه على كل شيء قدير.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 05, 2014 2:43 pm

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcRCPWA2rZ5j0RaI1EubSwIkNkQxodVkr_vkDR6AFnJSBD4BkpEyGQ
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الأربعاء فبراير 05, 2014 2:50 pm

    تسلمي لؤلؤتي الغالية  Shocked  Shocked
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس فبراير 06, 2014 9:21 am


    من الآية 21 إلى 25

    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)

    بعد بيان صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، نادى الله الجميع بنداء جامع ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ نداء للبشرية قاطبة في كل زمان ومكان.

    وتتناول هذه الآيات عدة قضايا منها:

    1. التأكيد على وحدانية الله تعالى.
    2. الأمر بالعبادة.
    3. تعريف الناس ببعض نعم الله عز وجل ليشكروه.
    4. تقرير معجزة القرآن وإثبات صدق النبوة.
    5. تقريع الكافرين.
    6. تبشير المؤمنين.

    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ  نداء الله لعباده دليل على أن الأمر المنادى ذو شأن عظيم.

    ﴿ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ أمر بالعبادة، والعبادة غاية الخضوع لله مع غاية الحب له، وتأكيد على المقصد الأصلي من وجود الإنسان قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون﴾ [سورة الذاريات، الآية 56]. ويبين الله تعالى أنه المستحق للعبادة فهو المنعم على عباده نعما لا تحصى، منها:

    - الإيجاد من العدم وبلا مثال سابق: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ وهو خطاب شامل يفيد الاستغراق، يشمل جميع الخلق من الأول إلى الآخر.

    ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ وجزاء العابد لله حق عبادته النجاة من عذاب النار، إذ يجعل له الله تعالى بينه وبين عذابه وقاء.

    - توفير أسباب البقاء والحياة:

    ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً ﴾ إذ وفر الله تعالى أسباب الحياة قبل أن يخلقه، فجعل الأرض فراشا وبساطا وقرارا له ليتمكن من العيش والاستقرار والراحة.

    ﴿ وَالسَّمَاء بِنَاء ﴾ جعلها سقفا للأرض مرفوعا فوقها كهيئة القبة.

    وقد استضافه فوق أرضه وتحت أديم سماءه، وهي مقابلة بديعة عقدها الله بين السماء والأرض، وبين الفراش والبناء.

    الماء والرزق: ﴿ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ ْ﴾ ينبه الله عز وجل إلى أهم أسباب الحياة وهو الماء، حتى أن نسبته في جسم الإنسان تصل إلى 70%، وقال تعالى: ﴿... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 30]. وبالماء أخرج الرزق من الأرض، وفي هذا رباط وثيق بين السماء والأرض، فالماء ينزل من السماء والرزق يخرج من الأرض بفضل الله.

    ﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ بعد أن أحصى الله بعض نعمه، أمر الإنسان أن لا يتخذ نظيرا له فهو خالقه ورازقه ﴿...لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الشورى  ، الآية 11]. وأن يدرك ضعفه وضعف من يعبد من دون الله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [سورة الحج، الآية 73]. ويستغرب الله تعالى من هذا المخلوق الذي أنعم عليه، فبدل أن يعبده وهو المستحق لذلك يعبد غيره، وفي الحديث القدسي: (إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويشكر سواي...) [رواه أبو داود].

    ﴿ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ﴾ يخاطب الله تعالى المشككين في صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته ويتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن الكريم وهو تحدي مطلق، وقال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [سورة الإسراء، الآية 88].

    ﴿ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ يتحداهم الله أن يأتوا بأنصارهم وآلهتهم التي يدّعون أنها تشفع لهم عند الله إن كانوا صادقين

    ﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ ﴾ يؤكد الله على عجز الخلق عن هذا التحدي ولو تعاونوا فيما بينهم، وهذا العجز مطلق: في الماضي والحاضر والمستقبل.

    ﴿ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ يخوفهم الله بمصيرهم فهم حطب النار والأصنام التي كانوا يعبدونها من دونه:

    ﴿ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 98].

    ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً﴾ [سورة الجن، الآية 15].

    ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾ بشارة للمؤمنين الذين فعلوا الخيرات أي ترجموا إيمانهم إلى عمل.

    ﴿ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ  تجري أنهار من الماء والعسل واللبن... تتخلل أشجارها وقصورها.

    ﴿ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً  فحين تقدم لهم الملائكة في الآخرة رزقا يقولون: "رزقنا مثله" فهي متشابهة في الأسماء والأشكال والألوان فقط، يقول ابن عباس: إن ما في الجنة يتشابه مع ما في الدنيا ما عدا الذوق.

    ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ﴾ قال بعض العلماء أنه خطاب موجه للرجال، وقال بعضهم أنه يعني الجنسين، فالزوج يعني في اللغة الذكر والأنثى، وكلاهما صحيح، وهذه الأزواج مطهرة من العيوب الحسية والمعنوية.

    ﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  الجزاء الأكبر للصالحين هو الخلود في الجنة حيث السعادة الأبدية، وهو ما يطمئن المؤمنين، ولهم فيها ما لا يمكن تصوره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (لقد أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) [متفق عليه].
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الخميس فبراير 06, 2014 4:34 pm

    تفسر سورة البقرة من الاية 26 الى الاية 30


    إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26)

    إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما, قلَّ أو كثر, ولو كان تمثيلا بأصغر شيء, كالبعوضة والذباب ونحو ذلك, مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه, وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار, وتمييز المؤمن من الكافر; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه, ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.


    الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (27

    الذين ينكثون عهد الله الذي أخذه عليهم بالتوحيد والطاعة, وقد أكَّده بإرسال الرسل, وإنزال الكتب, ويخالفون دين الله كقطع الأرحام ونشر الفساد في الأرض, أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.


    كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28

    كيف تنكرون -أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى, وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة, ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم, ثم يعيدكم أحياء يوم البعث, ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.



    هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(29

    اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها, ثم قصد إلى خلق السموات, فسوَّاهنَّ سبع سموات, وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه -سبحانه- محيط بجميع ما خلق


    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30

    واذكر -أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء, مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك, ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس فبراير 06, 2014 7:26 pm

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcR6WNo4sSIufFDy7J5uyByI_rrcLaBbv3HsFB-oROl-YKjv0MK0IA
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الخميس فبراير 06, 2014 8:15 pm

    وفيك غاليتي لؤلؤة  Shocked  Shocked
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة فبراير 07, 2014 9:56 am


    من الآية 30 إلى 39

    ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ(35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(38) وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)﴾

    وهي تتناول بعض نعم الله على عباده، ومنها:

    - نعمة الاستخلاف في الأرض.
    - نعمة التكريم، إذ أمر الملائكة بالسجود له.
    - نعمة العلم والمعرفة.
    وتتناول عداوة الشيطان لبني آدم وعصيانه لله تعالى.

    ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ يخبر الله ملائكته ويعلمهم أنه سيخلق آدم عليه السلام وسيجعله خليفة له بعد أن هيأ له الأرض.
    ﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء﴾ استفسر الملائكة واستغربوا أن يخلق الله خلقا آخر سوف يفسدون ويعصون الله قياسا على خلق الجن الذي حصل منهم ذلك - وهم خلق آخر من نار- وهذا لا يعني اعتراضهم لأمر الله بل هو استفسار استعلام.
    ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ فالباء تفيد دوام حال التقديس والحمد والتسبيح، وعدم التواني في ذلك.
    ﴿قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فالله عز وجل لما خلق الإنسان وجعله خليفته من دون الخلق كان لحكم ومصالح يعلمها، ويجهلها الملائكة.
    ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾ فعل "علم" له مفعولان "آدم والأسماء"، والعلم نعمة أخرى لابد منها لبناء العمران وإقامة الحضارات، وهذا العلم مطلق، لأن كلمة "كلها" تفيد الاستغراق والشمول، فالله تعالى علم آدم كل أسماء المسميات: الجمادات، اللغات، الأجناس...
    ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ امتحن الله تعالى الملائكة أن يسموا تلك الأسماء.
    ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا﴾ يقول العلماء أن الملائكة اعترفوا بعلمهم المحدود، وذلك لحكمتين:

    - التأدب مع الله وتنزيهه من كل نقص.
    - عدم الإفتاء إلا في حدود المعرفة، وعدم الحياء بقول: لا أعلم، وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنة هادية، أو الله أعلم].

    ﴿ِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ اعتراف الملائكة بصفتين مطلقتين في الله تعالى وهما: العلم والحكمة [علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما لا يكون كيف كان يكون].
    ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾أمر الله آدم أن يسمي الأشياء فأجابه بالعلم الذي وهبه إياه، وهو تأكيد على علم الله المطلق، بغيب السموات والأرض، وهذا الخطاب موجه للملائكة لكنه يعني الإنسان أيضا، فكيف يعصي ربه وهو يراه حيثما كان؟
    ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ﴾ أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا ﴿...لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة التحريم، الآية 6].

    وهو سجود تكريم لا سجود عبادة و تأليه، فالله قد كرمه ﴿...وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ... [سورة الإسراء، الآية 70].

    ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ عصى أمر الله تعالى تكبرا وجحودا منه، والتكبر مذموم لقوله تعالى: ﴿...إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً [سورة الإسراء، الآية 37].

    ولقد اختلف العلماء في حقيقة إبليس، أهو من الجن أم من الملائكة: فقال بعضهم أنه من الملائكة ودليلهم هو أن الله تعالى لما أمر بالسجود أمر كل الملائكة فهو منهم، وقال آخرون - وهو القول الراجح - أنه من الجن ودليلهم قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ... [سورة الكهف، الآية 50].

    ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ خلق الله آدم من أديم الأرض، وآدم اللون من الأدمة أي السمرة، وخلق له زوجه حواء، وأسكنهما الجنة.
    ﴿وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ﴾ أمرهما الله أن يأكلا ما طاب لهما من خير الجنة ، ونهاهما فقط عن شجرة واحدة، فَفِعل "لا تقربا" يفيد المنع والتحريم، وفي هذا يؤكد الله تعالى أن دائرة الحلال أوسع نطاقا من دائرة الحرام.
    ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾ أغواهما الشيطان وزين لهما فعلهما ﴿فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ [سورة النحل، الآية 63]. ، فأكلا مما حُرما عليهما.
    ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ كانت نتيجة عصيان آدم وحواء لله أن طردهما من الجنة ومعهما إبليس، وأعلن الله عن العداوة الأبدية بين الإنسان والشيطان، هذا الأخير الذي قطع عهدا على نفسه أن يزل ببني آدم ويضلهم عن الصراط القويم ليكونوا في الجحيم سواء
    ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ يبين الله حقيقة الدنيا فهي حياة لا تدوم، فيها الطيبات والملذات، لكن إلى أجل يعلمه الله.
    ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ وهي نعمة أخرى إذ وهب الله عز وجل آدم الاستغفار فتاب عليه، والله غفور لمن استغفره ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [سورة الزمر، الآية 53]
    ﴿قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ هدى الله هو طريق النجاة المُبَيَن في الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء والمرسلين، فمن سلكه لن يناله الخوف ولا الحزن في الدنيا والآخرة.
    ﴿وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ نذير ووعيد لمن ينكر الوحي أن مصيرهم الخلود في جهنم وبئس المصير
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 62




    شرح ايات من القران Tag1




    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ الجمعة فبراير 07, 2014 1:03 pm

    شرح ايات من القران 18614_1220569899
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 13530665875




    شرح ايات من القران 42



    شرح ايات من القران 9066





    شرح ايات من القران IyG79437



    شرح ايات من القران 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الجمعة فبراير 07, 2014 9:44 pm

    شرح ايات من القران DEMw7
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة السبت فبراير 08, 2014 7:25 pm

    ت

    فسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 40 إلى 42

    ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ(40) وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(41) وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(42)﴾

    يخاطب الله تعالى بني إسرائيل بألوان من الخطاب، فمرة بخطاب ملاطفة أو بإقامة الحجة أو بالتقريع أو التوبيخ أو بتذكيرهم بنعمه عليهم... واختلاف الخطاب غرضه بيان حقيقتهم.

    ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ نداء الله تعالى لذرية إسرائيل، وإسرائيل كلمة أعجمية معناها عبد الله، وهو اسم سيدنا يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم السلام، فالله يوجه خطابه إلى ذرية النبي الصالح، بلون خاص من الخطاب وهو خطاب تذكير بالنعم ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾ فلقد أنعم الله تعالى عليهم الكثير من النعم. يقول أحد المفسرين أن الله تعالى لما يخاطب بني إسرائيل يذكرهم بالنعم ولما يخاطب الأمة المسلمة يذكرهم بالمنعم.

    ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ يأمرهم الله أن يوفوا بعهدهم معه، كما أمر كل المؤمنين بهذا الخُلق ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ...[سورة المائدة، الآية 1]. ولقد كان بنو إسرائيل أبرز مثال في نقض العهود. فأمرهم بالوفاء به لينالوا رضوان الله وحسن الثواب.

    ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ أمرهم أن يخافوه ويخشوه، فالخوف من الله تعالى عاصم من الوقوع في المعاصي والآثام ونقض العهود.

    ﴿وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ﴾ يأمرهم بالإيمان بما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "القرآن الكريم" ويؤكد على أن ما جاء فيه موجود في التوراة والإنجيل، فالكتب السماوية صدرت كلها من عند الله تعالى فالعهد واحد، وعلى كل مؤمن أن يستقبل الرسالات بالإيمان والتصديق.

    ﴿وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ﴾ كان من المفروض أن يكونوا أول المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم فهم أهل كتاب، يؤمنون بالتوراة كتابا من عند الله مبشرا بنبي يأتي بعد موسى وعيسى اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم.

    ﴿وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً﴾ ينهاهم الله أن يبيعوا دينهم ومقدساتهم مقابل عرض الدنيا الزائل.

    ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ يأمرهم الله سبحانه وتعالى بالتقوى، والتقوى هي الخوف من الجليل وهذا من شأنه أن يمنعهم من الظلم.

    ﴿وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ جملة حالية، فالله عز وجل يصور حالهم وهو حال كفر عناد وليس كفر جهل، فهم يعلمون الحق ولكن جحدوا به، ففضحهم الله، وغضب عليهم ﴿...غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ... [سورة الفاتحة، الآية 7]. ولقد حرفوا التوراة وجعلوها خمسة أسفار هي:

    1- سفر العدد.
    2- سفر التثنية.
    3- سفر الخروج.
    4- سفر التكوين.
    5- سفر اللاويين.

    كيف لا يغضب الله عليهم وهم قد نسبوا إليه أسوأ الصفات من التعب والبخل وكرسوا النزعة العنصرية باعتبارهم شعب الله المختار، وأباحوا التعدي على غيرهم كما جاء في التلمود "من قتل غير يهودي فقد قدم قربانا للرب".

    اميرة الاحساس
    اميرة الاحساس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 1010
    الجنسية : شرح ايات من القران 510
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14116616886






    شرح ايات من القران 9066




    شرح ايات من القران Abumhd10






    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    رقم العضوية26
    عدد المساهمات : 624
    نقاط التميز : 1067
    تاريخ التسجيل : 11/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الاحساس السبت فبراير 08, 2014 8:27 pm

    شرح سورة الزلزلة 


    99- تفسير سورة الزلزلة عدد آياتها 8 آية 1-8 )
    وهي مدنية
    { 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
    يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم  .
    فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.
    { وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } أي: ما في بطنها، من الأموات والكنوز.
    { وَقَالَ الْإِنْسَانُ } إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظمًا لذلك: { مَا لَهَا } ؟ أي: أي شيء عرض لها؟.
    { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ } الأرض { أَخْبَارَهَا } أي: تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، ذلك { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } [أي] وأمرها أن تخبر بما عمل عليها، فلا تعصى لأمره  .
    { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ } من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم { أَشْتَاتًا } أي: فرقًا متفاوتين. { لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } أي: ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا.
    { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، [وجوزي عليها] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا }
    وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة السبت فبراير 08, 2014 9:48 pm

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcT0yARANWFLC51Pu5e2uJF0z-w-IVJkhHIcjzl2wTxGYxRsa4jN
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأحد فبراير 09, 2014 11:50 pm


    [

    size=24]

    من الآية 43 إلى 48

    ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ(43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(44) وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ(45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(48)

    ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ يأمر الله تعالى اليهود بالصلاة فهي عماد الدين وهي صلة دائمة بالله عز وجل، وبالزكاة لتزكية الأنفس، وهم في كل هذا يعلمون أن المال مال الله ﴿...وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ...﴾ [سورة الحديد، الآية 7]. ثم أمرهم بعد ذلك بالركوع وهو مجاز مرسل يفيد تسمية الكل باسم الجزء، فأطلق الركوع ليفيد الصلاة.

    ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ وهذه الآية نزلت بشأن بعض أحبارهم الذين يدعون غيرهم إلى الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم و هم يكفرون به، والبر هو مطلق الخير وعلى رأسه الإسلام، فكيف يعرضون عن هذا الخير العظيم.

    إن كانت هذه الآية جاءت بشأن أخبار اليهود، إلا أنها تشمل كل المؤمنين، طبقا لما قرره علماء الشريعة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب".

    ويذكر الله تعالى اليهود بما جاء في التوراة التي بين أيدهم- قبل تحريفها- من بشارات بمجيء محمد عليه الصلاة والسلام بدين الحق، وهذا الأمر معروف لديهم، لكنهم أنكروه لذلك قال تعالى: ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ فالعاقل هو الذي يميز بين الحق والباطل، بين الهدى والضلال، بين النافع والضار.

    ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ أمرهم الله تعالى أن يطلبوا المعونة بالصبر والصلاة فهما وسيلتان لتخلية أنفسهم من الصفات السيئة، فالصبر حبس النفس عن الحرام وإلزامها بالحلال، والصلاة صلة العبد بربه وتكرارها في أوقات مختلفة تذكير للنفس بربها وتطهير للقلب.

    ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ فالصلاة ثقيلة إلا على العبد الخاشع الخاضع لله، الذي يجد راحته فيها كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجدها، لذلك كان يقول كلما حضرت الصلاة: (أرحنا بها يا بلال) [رواه الحاكم وغيره]. وفي حديث آخر: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)[رواه الطبراني].

    ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ الذين هم على يقين بلقاء ربهم: ﴿...فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. [سورة الكهف، الآية 110]. ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.[سورة البقرة، الآية 281].

    فالذين يؤمنون باليوم الآخر يطيعون الله ما أمرهم ويفعلون الخيرات.

    ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ يستخدم الله سبحانه وتعالى أسلوبا آخر فيخاطبهم بخطاب رقيق يذكرهم بنعمه عليهم وأنه فضلهم على العالمين في زمانهم، فأرسل إليهم الأنبياء وأنقذهم من ظلم فرعون وجنوده

    ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ يأمرهم الله أن يحتاطوا ليوم الآخرة فيتزودون له، يوم يحاسبون فردا فردا، فمن ذا الذي ينقذهم من العقاب ومن ذا الذي يشفع لهم.

    ﴿وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ لا ينصرهم الله ولا يمنعهم أحد من عذابه.




    [/size]
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 10, 2014 2:55 pm



    من الآية 49 إلى 59

    ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ(49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ(50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ(51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون(52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ(55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ(59)﴾

    تتناول هذه الآيات طبائع اليهود، وتبين حقيقتهم للعيان، وهذا للاعتبار من قصتهم، ومعرفة كيفية التعامل معهم.

    قبل هذه الآيات ذكّر الله بني إسرائيل ببعض نعمه عليهم، وفي كل مرة كان يفتتح ب "وإذ" فالمجال دائما للتذكير.

    ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ يذكرهم الله تعالى بنعمة عظيمة حيث أنجاهم من فرعون وشيعته، وفرعون هو صاحب سلطة وجبروت، عذب بني إسرائيل أشد العذاب، حتى أن الله قال ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ﴾ ومعناه يذيقونكم، وفي اللغة يقال: سامت الماشية أي هي ترعى على الدوام، وبنو إسرائيل كانوا باستمرار تحت وطأة العذاب.

    ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ﴾ لقد أمر فرعون بقتل كل أبناء اليهود، وذلك بعد أن رأى في المنام نارا مقبلة من بيت المقدس وفسره له الكهنة بميلاد ولد في بني إسرائيل يكون سببا لهلاكه وزوال ملكه، فعزم أن يقتل كل مولود جديد، وجعل نساءهم خادمات له ولجنوده.

    ﴿وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ بعد أن ذكر الله تعالى هذا العذاب الأليم بين أن كل ما يحدث لهم هو اختبار إلهي لهم ليعودوا إلى الله ويتبعوا سبيله ويطيعوا رسله.

    ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ لقد نجى الله عز وجل موسى عليه السلام وقومه، حين طاردهم فرعون وجنوده وصلوا إلى البحر أيقنوا بالهلاك فقالوا في آية أخرى: ﴿...إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [سورة الشعراء، الآية 61].  فالبحر أمامهم وفرعون وجنوده وراءهم، لكن سيدنا موسى عليه السلام المتوكل على ربه المستشعر بمعيته قال في رباطة جأش ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي [سورة الشعراء، الآية 62]. وكان الله عند حسن ظن نبيه فشق لهم طريقا في البحر حتى بانت الأرض اليابسة، فنجوا وهلك عدوهم أمام أعينهم، وهم شاهدون على نعمة الله وقدرته فكان من المفترض أن يستغفروا ربهم على عصيانهم وإفسادهم ويعاهدوه على أن لا يعصوه أبدا، لكنهم كعادتهم عادوا إلى العصيان والعناد.

    ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾ ترك موسى قومه أربعين ليلة لميقات ربه عز وجل، فخدعهم رجل يدعى السامري فصنع لهم عجلا من ذهب فاتخذوه إلها وارتدوا عن دين الله سبحانه، وهذا ظلم كبير لقوله تعالى: ﴿...إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [سورة لقمان، الآية 13].

    ﴿ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾ رغم كل هذا العصيان إلا أن الله تعالى عفا عنهم فهو الغفور الرحيم، لعلهم يشكرون الله و يعودون إلى رشدهم.

    ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ يذكرهم الله تعالى بالكتاب الذي أنزله على سيدنا موسى وهو التوراة، وسماه الفرقان لأن التوراة قبل أن تحرف تفرق بين الحق والباطل بين الهدى والضلال، وهي التسمية التي أطلقها الله على القرآن الكريم.

    ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ معناه أن بني إسرائيل لو اتبعوا الأحكام التي جاءت في التوراة فسوف يهديهم الله إلى الطريق المستقيم.

    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ﴾ البارئ معناه الخالق، والخالق الحقيقي هو المستحق للعبادة، وليس العجل الذي صنعوه فعبدوه قال تعالى: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [سورة لقمان، الآية 11]. فبني إسرائيل حين أشركوا بالله ظلموا أنفسهم، والشرك أكبر جريمة يرتكبها العباد، فأمرهم الله أن يقتلوا أنفسهم.

    قال المفسرون أن بني إسرائيل شعروا بذنب عبادتهم للعجل، فاستحقوا القتل إذ أن كل واحد يقتل الأخر فمات منهم سبعون ألف، إنه تاريخ مرير كانت نتيجته أن عفا الله عنهم.

    ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ أبواب التوبة مفتوحة دائما للعصاة.

    ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ حينما تاب اليهود من عبادة العجل أمر الله موسى أن يختار منهم سبعين رجلا يعتذرون إلى الله ﴿وَاخْتَار مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا...﴾ [سورة الأعراف، الآية 155]. فأمرهم موسى عليه السلام أن يتطهروا ويصوموا فذهبوا إلى جبل طور سيناء فأنزل الله الغمام على سيدنا موسى فلما سمع القوم صوت رب العزة فبدل أن يشكروا سيدنا موسى ويؤمنوا بالله كان الأمر غير ذلك فطلبوا أن يروا الله علانية، و هم بذلك قد بلغوا أعظم درجات الجحود.

    ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ عاقبهم الله تعالى أن انزل عليهم من السماء نارا محرقة فماتوا جميعا.

    حزن سيدنا موسى على مصيرهم وبكى عليهم، فناجى ربه، كيف سيعود إلى قومه وكيف سيخبرهم بالأمر، فأجرى الله تعالى معجزة أخرى فأعاد إليهم أرواحهم ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ وفي هذا ليعترفوا بقدرة الله تعالى ويؤمنوا به، لكنهم جحدوا فلما طلب منهم سيدنا موسى عليه السلام أن يجاهدوا معه ويدخلوا بيت المقدس قالوا ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [سورة المائدة، الآية 24]. وبعصيانهم هذا عاقبهم الله بالتيه في الصحراء أربعين سنة، لكن رحمة الله أدركتهم.

    ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ رزق الله بني إسرائيل غماما يحميهم من الشمس الحارقة تخفيفا عنهم، كما رزقهم المن والسلوى، فالمن كما قال المفسرون له ذوق يشبه العسل، أما السلوى فهو طائر يشبه السمانى له طعم لذيذ، وكلا من المن والسلوى يجدوه عندهم دون عمل أو جهد.

    ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ يأمرهم الله أن يأكلوا

    ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ فبنو إسرائيل ظلموا أنفسهم بخروجهم عن طاعة الله، وإشراكهم به وهم بهذا لم ينقصوا من شأن الله تعالى.

    ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّة﴾ لقد أمر الله بني إسرائيل أن يدخلوا بيت المقدس وأن يتمتعوا بخيراته، لكن يدخلوها وهم سجود تواضعا لرب العزة وحمدا له، وأن يطلبوا الغفران على ذنوبهم، فحطة تعني أن يدعوا الله بأن يحط عنهم سيئاتهم.

    ﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ يعدهم الله بالغفران والثواب الجزيل للمحسنين.

    ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ عصوا الله فيما أمرهم فدخلوا الباب زاحفين مرددين غير الذي أمروا به.

    ﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ كان عقاب الظالمين أن أرسل الله عليهم طاعونا قضى على سبعين ألفا منهم في ساعة واحدة، وكان عقابا على فسوقهم وخروجهم عن طاعة الله.



    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 42



    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران 13530665875




    شرح ايات من القران 3011



    شرح ايات من القران 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الإثنين فبراير 10, 2014 3:23 pm

    شرح ايات من القران 9k=
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 10, 2014 3:48 pm

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcQ3KeCuNff8LnZpzDxfZtXYU7jEXkL4oKuQeGnkbdrKb6CfYmbkqQ
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 10, 2014 9:02 pm

    تفسير سورة البقرة من{60-70}

    وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

    واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش في التِّيْه- حين دعانا موسى -بضراعة- أن نسقي قومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر, فضرب, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا, بعدد القبائل, مع إعلام كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى لا يتنازعوا. وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله, ولا تسعوا في الأرض مفسدين.

    وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
    واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي تؤكل, والعدس, والبصل. قال موسى -مستنكرًا عليهم-: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما اشتهيتم كثيرًا في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.

    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

    إن المؤمنين من هذه الأمة, الذين صدَّقوا بالله ورسله, وعملوا بشرعه, والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود, والنصارى, والصابئين- وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه- هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا, وبيوم البعث والجزاء, وعملوا عملا مرضيًا عند الله, فثوابهم ثابت لهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة, فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به, وهو الإسلام.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) 

    واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة, ورفعنا جبل الطور فوقكم, وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه, وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.

    ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64)

    ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى, بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة, والتجاوز عن خطاياكم, لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.

    وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)

    ولقد علمتم -يا معشر اليهود- ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت ، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله قردة منبوذين.

    فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) 

    فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى, يبلغهم خبرها وما حلَّ بها, وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب, وجعلناها تذكرة للصالحين; ليعلموا أنهم على الحق, فيثبتوا عليه.

    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67)

    واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم, وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام, حين قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف؟ فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير بالله أن أكون من المستهزئين.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)

    قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة, فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة, ولا صغيرة فَتِيَّة, وإنما هي متوسطة بينهما, فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) 

    فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول: إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة, تَسُرُّ مَن ينظر إليها.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)

    قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق; لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 10, 2014 9:05 pm

    شرح ايات من القران 2Q==
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 10, 2014 9:11 pm

    تسلمي لؤلؤتي وبكي عزيزتي    Shocked
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 11, 2014 7:32 pm


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 67 إلى 74

    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(67) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ(68) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ(71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(74)﴾

    تتناول هذه الآيات قصة حدثت لليهود في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وهي أن رجلا منهم كان يملك ثروة طائلة، ولم يكن له إلا ابنة واحدة، فأراد ابن أخيه أن يستولي على الثروة ويتزوج ابنته، فقتله وحمل جثته إلى قرية مجاورة متهما أهلها بقتله، وطالبهم بديته، لكنهم تبرؤوا منها، فكان الخصام وكادت تكون فتنة بينهم، فاحتكم الجميع إلى سيدنا موسى فكان الحل يتضمنه وحي من الله تعالى.

    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ لقد أوحى الله تعالى إلى سيدنا موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة إن أرادوا الخروج من محنتهم، ولقد اختار الله البقرة لأن بني إسرائيل اعتادوا ذبحها تقربا لله تعالى.

    ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ﴾ (تقرأ "هُزُؤًا" في رواية: ورش، قالون، ابن كثير والدُّوري).استغرب اليهود هذا الأمر وحسبوا أن موسى عليه السلام يستهزئ بهم وبالدين، فهم يستفتونه في جريمة وهو يطالبهم بذبح بقرة، لكن موسى أكد لهم أنه ليس كذلك، وأنه ليس من الجاهلين، بل هو أمر الله عز وجل.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾ طلب اليهود منه أن يدعو ربه – وهو رب موسى وربهم أجمعين – ليبين لهم ما هي، وهو رعونة وسوء أدب مع الله، بدؤوا بالتشديد والتضييق على أنفسهم في أمر قد وسّعه الله عليهم.

    ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ﴾ أجابهم الله أنها بقرة لا فارض ليست مسنة هرمة، ولا بكر، صغيرة لم تنجب، بل هي عوان بين ذلك أي وسط بينهما، فأمرهم أن ينفذوا الأمر.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ استفسروا أيضا عن لونها، فأجابهم موسى عليه السلام أنها ذات صفرة شديدة، تعجب كل من يراها.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ طلبوا من رسولهم أن يوضح أكثر، فقد التبس عليهم الأمر لتشابه البقر، وأنهم سيهتدون إلى معرفتها بمشيئة الله تعالى.

    ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا﴾ أجابهم أنها ليست بالهزيلة التي استخدمت في الحرث والسقاية، ولا عيب فيها، ولا يختلط صفرتها لون آخر.

    ﴿قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾ بعد كل هذه الاستفسارات أعلن اليهود لموسى عليه السلام أنه قال الحق أخيرا، وكأنه لم يقل الحق إلا في هذه المرة، وهذا انتقاص من قدر موسى عليه السلام.

    ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ أي حين وجدوا البقرة كما وصفها الله تعالى لهم وجدوا مشكلة هي أن صاحبها رفض تقديمها لهم، فقد كان فقيرا ولا يملك سواها، وأمام إلحاحهم اشترط أن يكون ثمنها وزنها ذهبا، وهذا أمر عسير لكنهم هم من جنوا على أنفسهم بتشددهم فلبوا طلبه.

    ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ فالذي قتل عمه وأخفى جريمته متهما آخرين بذلك فكانت فتنة كبيرة بينهم، لكن الله تعالى أنقذهم منها، إذ فضح القاتل الحقيقي.

    ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ أمرهم الله أن يضربوا بجزء من البقرة القتيل فارتدت إليه روحه ونطق باسم قاتله.

    إن هذه المعجزة بين الله من خلالها قدرته على إحياء الموتى، فالقادر على إحياء روح واحدة قادر على إحياء الناس جميعا.

    ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ رغم كل هذه الآيات إلا أن بني إسرائيل زادوا عصيانا وإفسادا، فوصفهم الله تعالى بقسوة القلوب، وشبهها بالحجارة التي لا حياة فيها.

    ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ﴾ يبين الله أن قسوة قلوب اليهود لا حدود لها، لأن من الحجارة ما تفجرت منه عيون الماء كما حدث مع سيدنا موسى، ومنها ما يتفتت من خشية الله.

    ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ يعقب الله تعالى على كل ما يفعله اليهود أنه يعلمه وهو غير غافل عن كفرهم وعصيانهم، ونقضهم لميثاقه...

    ومن هذه الآيات نستخلص بعض الفوائد، منها:

    1. إن موسى عليه السلام استثمر كل جهده وقوته مع اليهود ليهتدوا لطريق الحق، لكنهم أبوا إلا أن يتبعوا سبيل الغي.
    2. إن اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق، فهم لم يقدروا الله حق قدره، فكيف يقدرون قدر المسلمين؟
    3. إن يوم البعث حق لا ريب فيه، وإن الله يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير.
    4. إن القلوب المتحجرة لا يرجى منها إلا الفساد العريض، فهي لا تعرف إلا إنكار الحق، وظلم الناس...
    5. بيان عظمة الوحي حتى أن الحجر يتشقق منه، وقد قال تعالى ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾[سورة الحشر، الآية 21].
    6. الابتلاء سنة الله في خلقه، فقد ابتلى رسله عليهم السلام فلم ييأسوا وصبروا، وموسى عليه السلام نموذج لهؤلاء، وهو من أولي العزم من الرسل، لقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ...﴾ [الأحقاف، الآية 35].

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 11, 2014 7:33 pm




    من الآية 75 إلى 82

    ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(76) أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ(77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ(78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ(79) وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(82)﴾

    سبب النزول: نزلت هذه الآيات في شأن بعض الأنصار من المسلمين، كان لهم جيران من اليهود طمعوا أن يهديهم الله إلى الإسلام، فجاءت هذه الآيات داحضة لذلك.

    وكذلك لسبب ادعاءات اليهود أن الله لن يعذبهم إلا سبعة أيام أو أربعين يوما... فأبطل الله هذا الادعاء.

    ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ﴾ يخاطب تعالى المؤمنين و ينكر عليهم طمعهم في اهتداء اليهود فهم حطب جهنم فالله أعلم بما في قلوبهم.

    ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ فقد سمعوا الآيات ووجدوا الأدلة في التوراة، لكنهم حرفوها عمدا لا غفلة، وهذه من كبريات جرائم اليهود.

    ﴿وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا﴾ فالمنافقون من اليهود يعترفون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عند اجتماعهم بالمسلمين، ويقرون بصدق نبوته.

    ﴿وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ فحينما يجتمعون فيما بينهم يلوم بعضهم البعض على إخبارهم المسلمين بما بشرت به التوراة من مجيء المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيتخذونها حجة عليهم يوم القيامة.

    ﴿أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ فالله عز وجل يعلم ما يبطنون وما يظهرون، و يعلم السر وأخفى.

    ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ من اليهود أميون لم يطلعوا على ما جاء في كتابهم المقدس، لا يعلمون إلا ما أخبروهم به أحبارهم من أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، لذلك فهم لن يدخلوا النار إلا أياما معدودة، فالله يبين زيفها وعدم صحتها.

    ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ والويل هو غضب ودمار لهؤلاء الذين يحرفون كتاب الله فجعلوا التوراة خمسة أسفار، ونسبوا ذلك إلى الله افتراء وبهتانا، طمعا في متاع الدنيا وعرضها الزائل.

    ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ توعدهم الله بالمقت والعقاب بسبب تحريفهم وما كسبوه من سحت.

    ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً﴾ يدعون أنهم لن تمسهم نار جهنم إلا أياما قليلة، أربعين يوما بعدد أيام عبادتهم للعجل.

    ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ استفهام على سبيل الإنكار والتوبيخ، على أن الله لم يعاهدهم على هذا فلن يخلفه إبرازا لكذبهم وزورهم.

    ﴿بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ يؤكد الله أن العصاة الغارقين في ذنوبهم وكفرهم لا مجال لنجاتهم ومصيرهم الخلود في جهنم.

    ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ وعد الله المؤمنين الذين ترجموا إيمانهم إلى أعمال صالحة بملازمتهم للجنان وخلودهم فيها.


    [/size]

    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران 42



    شرح ايات من القران 9066






    شرح ايات من القران 13530665875




    شرح ايات من القران 3011



    شرح ايات من القران 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الأربعاء فبراير 12, 2014 5:29 am

    شرح ايات من القران Images?q=tbn:ANd9GcQs2eV_l0DI5zE8jc-xkCBEDXBAkdXPID63-fYYJxlzEAPAIFfUbQ
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 12, 2014 1:05 pm

    اشكرك عادل بارك الله فيك
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 9066



    شرح ايات من القران 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الأربعاء فبراير 12, 2014 1:30 pm

    تفسير سورة البقرة من ايه 81 الى ايه 90

    بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
    فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.

    وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)
    وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا: أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا, وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله التي أوحاها إلى رسله, هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) 
    واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له, وأن تحسنوا للوالدين, وللأقربين, وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم, وللمساكين, وأن تقولوا للناس أطيب الكلام, مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة, ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
    واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة: يحرم سفك بعضكم دم بعض, وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم, ثم اعترفتم بذلك, وأنتم تشهدون على صحته.

    ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
    ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا, ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم, ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا. وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر, بدفع الفدية, مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم. ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.

    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86)
    أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة, فلا يخفف عنهم العذاب, وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.

    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)
    ولقد أعطينا موسى التوراة, وأتبعناه برسل من بني إسرائيل, وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات, وقوَّيناه بجبريل عليه السلام. أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم, استعليتم عليه, فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟

    وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88)
    وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.

    وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
    وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه, وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب, ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان, وسنتبعه ونقاتلكم معه. فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه. فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكتابه الذي أوحاه الله إليه.

    بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
    قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم; إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم, بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران 611
    الجنسية : شرح ايات من القران Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران 14052

    شرح ايات من القران 14116618496


    شرح ايات من القران Fe971910





    شرح ايات من القران 42




    شرح ايات من القران Abumhd10



    شرح ايات من القران 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 12, 2014 1:49 pm

    شرح ايات من القران Fdghdfhh

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:34 pm