نفرش ورود الحب والاعتزاز لكل اسرة مملكة القلوب من كل بقاع اوطاننا العربيه الشقيقه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نفرش ورود الحب والاعتزاز لكل اسرة مملكة القلوب من كل بقاع اوطاننا العربيه الشقيقه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+12
حلم العمر
طبعي الوفاا
عيون المها
طوق الياسمين
اميرة الاحساس
اميرة الورد
كاردينيا
♥الملك♥۩♥جولد♥
العندليب
البرنسيسة ناعومي
ذوالفقار علي
لؤلؤة
16 مشترك

    شرح ايات من القران


    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    عدد المساهمات : 857
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 10, 2014 9:02 pm

    تفسير سورة البقرة من{60-70}

    وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

    واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش في التِّيْه- حين دعانا موسى -بضراعة- أن نسقي قومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر, فضرب, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا, بعدد القبائل, مع إعلام كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى لا يتنازعوا. وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله, ولا تسعوا في الأرض مفسدين.

    وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
    واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي تؤكل, والعدس, والبصل. قال موسى -مستنكرًا عليهم-: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما اشتهيتم كثيرًا في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.

    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

    إن المؤمنين من هذه الأمة, الذين صدَّقوا بالله ورسله, وعملوا بشرعه, والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود, والنصارى, والصابئين- وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه- هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا, وبيوم البعث والجزاء, وعملوا عملا مرضيًا عند الله, فثوابهم ثابت لهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة, فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به, وهو الإسلام.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) 

    واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة, ورفعنا جبل الطور فوقكم, وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه, وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.

    ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64)

    ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى, بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة, والتجاوز عن خطاياكم, لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.

    وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)

    ولقد علمتم -يا معشر اليهود- ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت ، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله قردة منبوذين.

    فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) 

    فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى, يبلغهم خبرها وما حلَّ بها, وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب, وجعلناها تذكرة للصالحين; ليعلموا أنهم على الحق, فيثبتوا عليه.

    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67)

    واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم, وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام, حين قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف؟ فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير بالله أن أكون من المستهزئين.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)

    قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة, فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة, ولا صغيرة فَتِيَّة, وإنما هي متوسطة بينهما, فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) 

    فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول: إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة, تَسُرُّ مَن ينظر إليها.

    قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)

    قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق; لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.

    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    عدد المساهمات : 4495
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 10, 2014 9:05 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 2Q==

    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    عدد المساهمات : 857
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 10, 2014 9:11 pm

    تسلمي لؤلؤتي وبكي عزيزتي    Shocked

    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    عدد المساهمات : 4495
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 11, 2014 7:32 pm


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 67 إلى 74

    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(67) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ(68) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69) قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ(71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(74)﴾

    تتناول هذه الآيات قصة حدثت لليهود في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وهي أن رجلا منهم كان يملك ثروة طائلة، ولم يكن له إلا ابنة واحدة، فأراد ابن أخيه أن يستولي على الثروة ويتزوج ابنته، فقتله وحمل جثته إلى قرية مجاورة متهما أهلها بقتله، وطالبهم بديته، لكنهم تبرؤوا منها، فكان الخصام وكادت تكون فتنة بينهم، فاحتكم الجميع إلى سيدنا موسى فكان الحل يتضمنه وحي من الله تعالى.

    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ لقد أوحى الله تعالى إلى سيدنا موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة إن أرادوا الخروج من محنتهم، ولقد اختار الله البقرة لأن بني إسرائيل اعتادوا ذبحها تقربا لله تعالى.

    ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ﴾ (تقرأ "هُزُؤًا" في رواية: ورش، قالون، ابن كثير والدُّوري).استغرب اليهود هذا الأمر وحسبوا أن موسى عليه السلام يستهزئ بهم وبالدين، فهم يستفتونه في جريمة وهو يطالبهم بذبح بقرة، لكن موسى أكد لهم أنه ليس كذلك، وأنه ليس من الجاهلين، بل هو أمر الله عز وجل.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾ طلب اليهود منه أن يدعو ربه – وهو رب موسى وربهم أجمعين – ليبين لهم ما هي، وهو رعونة وسوء أدب مع الله، بدؤوا بالتشديد والتضييق على أنفسهم في أمر قد وسّعه الله عليهم.

    ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ﴾ أجابهم الله أنها بقرة لا فارض ليست مسنة هرمة، ولا بكر، صغيرة لم تنجب، بل هي عوان بين ذلك أي وسط بينهما، فأمرهم أن ينفذوا الأمر.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ استفسروا أيضا عن لونها، فأجابهم موسى عليه السلام أنها ذات صفرة شديدة، تعجب كل من يراها.

    ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ طلبوا من رسولهم أن يوضح أكثر، فقد التبس عليهم الأمر لتشابه البقر، وأنهم سيهتدون إلى معرفتها بمشيئة الله تعالى.

    ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا﴾ أجابهم أنها ليست بالهزيلة التي استخدمت في الحرث والسقاية، ولا عيب فيها، ولا يختلط صفرتها لون آخر.

    ﴿قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾ بعد كل هذه الاستفسارات أعلن اليهود لموسى عليه السلام أنه قال الحق أخيرا، وكأنه لم يقل الحق إلا في هذه المرة، وهذا انتقاص من قدر موسى عليه السلام.

    ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ أي حين وجدوا البقرة كما وصفها الله تعالى لهم وجدوا مشكلة هي أن صاحبها رفض تقديمها لهم، فقد كان فقيرا ولا يملك سواها، وأمام إلحاحهم اشترط أن يكون ثمنها وزنها ذهبا، وهذا أمر عسير لكنهم هم من جنوا على أنفسهم بتشددهم فلبوا طلبه.

    ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ فالذي قتل عمه وأخفى جريمته متهما آخرين بذلك فكانت فتنة كبيرة بينهم، لكن الله تعالى أنقذهم منها، إذ فضح القاتل الحقيقي.

    ﴿فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ أمرهم الله أن يضربوا بجزء من البقرة القتيل فارتدت إليه روحه ونطق باسم قاتله.

    إن هذه المعجزة بين الله من خلالها قدرته على إحياء الموتى، فالقادر على إحياء روح واحدة قادر على إحياء الناس جميعا.

    ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ رغم كل هذه الآيات إلا أن بني إسرائيل زادوا عصيانا وإفسادا، فوصفهم الله تعالى بقسوة القلوب، وشبهها بالحجارة التي لا حياة فيها.

    ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ﴾ يبين الله أن قسوة قلوب اليهود لا حدود لها، لأن من الحجارة ما تفجرت منه عيون الماء كما حدث مع سيدنا موسى، ومنها ما يتفتت من خشية الله.

    ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ يعقب الله تعالى على كل ما يفعله اليهود أنه يعلمه وهو غير غافل عن كفرهم وعصيانهم، ونقضهم لميثاقه...

    ومن هذه الآيات نستخلص بعض الفوائد، منها:

    1. إن موسى عليه السلام استثمر كل جهده وقوته مع اليهود ليهتدوا لطريق الحق، لكنهم أبوا إلا أن يتبعوا سبيل الغي.
    2. إن اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق، فهم لم يقدروا الله حق قدره، فكيف يقدرون قدر المسلمين؟
    3. إن يوم البعث حق لا ريب فيه، وإن الله يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير.
    4. إن القلوب المتحجرة لا يرجى منها إلا الفساد العريض، فهي لا تعرف إلا إنكار الحق، وظلم الناس...
    5. بيان عظمة الوحي حتى أن الحجر يتشقق منه، وقد قال تعالى ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾[سورة الحشر، الآية 21].
    6. الابتلاء سنة الله في خلقه، فقد ابتلى رسله عليهم السلام فلم ييأسوا وصبروا، وموسى عليه السلام نموذج لهؤلاء، وهو من أولي العزم من الرسل، لقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ...﴾ [الأحقاف، الآية 35].


    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    عدد المساهمات : 4495
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 11, 2014 7:33 pm




    من الآية 75 إلى 82

    ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(76) أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ(77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ(78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ(79) وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(82)﴾

    سبب النزول: نزلت هذه الآيات في شأن بعض الأنصار من المسلمين، كان لهم جيران من اليهود طمعوا أن يهديهم الله إلى الإسلام، فجاءت هذه الآيات داحضة لذلك.

    وكذلك لسبب ادعاءات اليهود أن الله لن يعذبهم إلا سبعة أيام أو أربعين يوما... فأبطل الله هذا الادعاء.

    ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ﴾ يخاطب تعالى المؤمنين و ينكر عليهم طمعهم في اهتداء اليهود فهم حطب جهنم فالله أعلم بما في قلوبهم.

    ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ فقد سمعوا الآيات ووجدوا الأدلة في التوراة، لكنهم حرفوها عمدا لا غفلة، وهذه من كبريات جرائم اليهود.

    ﴿وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا﴾ فالمنافقون من اليهود يعترفون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عند اجتماعهم بالمسلمين، ويقرون بصدق نبوته.

    ﴿وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ فحينما يجتمعون فيما بينهم يلوم بعضهم البعض على إخبارهم المسلمين بما بشرت به التوراة من مجيء المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيتخذونها حجة عليهم يوم القيامة.

    ﴿أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ فالله عز وجل يعلم ما يبطنون وما يظهرون، و يعلم السر وأخفى.

    ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ من اليهود أميون لم يطلعوا على ما جاء في كتابهم المقدس، لا يعلمون إلا ما أخبروهم به أحبارهم من أنهم شعب الله المختار، وأنهم أبناء الله وأحباؤه، لذلك فهم لن يدخلوا النار إلا أياما معدودة، فالله يبين زيفها وعدم صحتها.

    ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ والويل هو غضب ودمار لهؤلاء الذين يحرفون كتاب الله فجعلوا التوراة خمسة أسفار، ونسبوا ذلك إلى الله افتراء وبهتانا، طمعا في متاع الدنيا وعرضها الزائل.

    ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ توعدهم الله بالمقت والعقاب بسبب تحريفهم وما كسبوه من سحت.

    ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً﴾ يدعون أنهم لن تمسهم نار جهنم إلا أياما قليلة، أربعين يوما بعدد أيام عبادتهم للعجل.

    ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ استفهام على سبيل الإنكار والتوبيخ، على أن الله لم يعاهدهم على هذا فلن يخلفه إبرازا لكذبهم وزورهم.

    ﴿بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ يؤكد الله أن العصاة الغارقين في ذنوبهم وكفرهم لا مجال لنجاتهم ومصيرهم الخلود في جهنم.

    ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ وعد الله المؤمنين الذين ترجموا إيمانهم إلى أعمال صالحة بملازمتهم للجنان وخلودهم فيها.


    [/size]


    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    عدد المساهمات : 2925
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الأربعاء فبراير 12, 2014 5:29 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQs2eV_l0DI5zE8jc-xkCBEDXBAkdXPID63-fYYJxlzEAPAIFfUbQ

    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    عدد المساهمات : 4495
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 12, 2014 1:05 pm

    اشكرك عادل بارك الله فيك

    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    عدد المساهمات : 857
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الأربعاء فبراير 12, 2014 1:30 pm

    تفسير سورة البقرة من ايه 81 الى ايه 90

    بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
    فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.

    وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)
    وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا: أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا, وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله التي أوحاها إلى رسله, هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) 
    واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له, وأن تحسنوا للوالدين, وللأقربين, وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم, وللمساكين, وأن تقولوا للناس أطيب الكلام, مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة, ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
    واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة: يحرم سفك بعضكم دم بعض, وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم, ثم اعترفتم بذلك, وأنتم تشهدون على صحته.

    ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
    ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا, ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم, ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا. وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر, بدفع الفدية, مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم. ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.

    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86)
    أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة, فلا يخفف عنهم العذاب, وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.

    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)
    ولقد أعطينا موسى التوراة, وأتبعناه برسل من بني إسرائيل, وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات, وقوَّيناه بجبريل عليه السلام. أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم, استعليتم عليه, فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟

    وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88)
    وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.

    وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
    وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه, وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب, ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان, وسنتبعه ونقاتلكم معه. فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه. فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكتابه الذي أوحاه الله إليه.

    بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
    قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم; إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم, بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.


    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    عدد المساهمات : 4495
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 12, 2014 1:49 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fdghdfhh
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الخميس فبراير 13, 2014 5:35 am

    اللَّهُمَّ أَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا، وَزِدْنَا وَلاَ تُنْقِصْنَا،شرح ايات من القران - صفحة 2 75-11
    وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وَامْكُرْ لَنَا وَلاَ تَمْكُرْ بِنَا، وَكُنْ
    لَنَا وَلاَ تَكُنْ عَلَيْنَا، وَعَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا، وَاقْبَلْ خُشُوعَنَا،
    وَارْحَمْ ضَعْفَنَا، وَاجْـبُرْ كَسْرَنَا، وَثَقِّلْ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ
    مِيزَانَنَا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَاسْتُر عَورَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا،
    وَيَمِّنْ كِتَابَنَا، وَيَسِّرْ حِسَابَنَا، وَحَقِّقْ إِيمَانَنَا.آمين وتحياتي لك سوزان على هذا الشرح الوافي جعله الله في ميزان حسناتك
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس فبراير 13, 2014 9:50 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 168425_1319746370
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة فبراير 14, 2014 10:50 am





    من الآية 87 إلى 93

    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ(87) وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ(88) وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ(89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ(90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ(92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ(93)﴾

    تتناول هذه الآيات بعض صفات اليهود منها:

    - الكفر بالنعم، والكفر كفران: كفر الملة وهو كفر بالله مُخِرج من الإسلام، وكفر النعمة وهي عدم شكر الله على نعمه التي لا تحصى.
    - التكبر: على الله سبحانه وتعالى وعلى الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى سائر البشر.

    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ يؤكد الله على الكتاب الذي أنزله على موسى عليه السلام وهو التوراة.

    ﴿وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ﴾ تأكيد على مجيء الأنبياء من بعده، وقد أرسلهم ليقيم الحجة على البشر جميعا.

    ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ فعيسى عليه السلام أحد الرسل الذين جاؤوا من بعد موسى، ولقد ذكره الله تعالى منسبا إياه إلى أمه مريم العذراء، إبطالا لربوبيته التي يدعيها النصارى، وقد أتاه الله مع أمه البينات، والبينات هي المعجزات الواضحات.

    وروح القدس هو جبريل عليه السلام "سفير الأنبياء".

    ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ﴾ إنها إحدى صفات اليهود وهي التكبر، تكبروا على ما جاء في الكتب السماوية لمخالفته أهواءهم، وقد حرمهم تكبرهم خيرا كثيرا:

    - حُرموا من فقه آيات الله في الكون، قال تعالى ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [سورة الأعراف، الآية 146.]
    - حُرموا الجنة وهي أكبر خير، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [رواه مسلم].
    - لم يقبلوا النصيحة التي ترشدهم وتسدد خطاهم.

    ﴿فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾ وقد قدم المفعول به في الآية للتشويق وللفت انتباه السامع.

    واستعمل فعل المضارع "تقتلون" بدل الفعل الماضي "قتلتم" لإبراز فضاعة قتل الأنبياء وتقريب الصورة للأذهان، فتبقى حاضرة.

    ﴿وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ تيئيسا للرسول عليه الصلاة والسلام، في كونهم لن يؤمنوا أبدا، فهم لا يسمعون كلامه ولا يفقهونه.

    ﴿بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ﴾ استحقوا لعنة الله بكفرهم به، واللعنة هي الطرد من رحمة الله فعاقبهم بما عاقب به إبليس.

    ﴿فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ﴾ وفيها معنيان:

    - استثناء الله تعالى لبعض المؤمنين منهم.
    - تصديق اليهود لبعض ما جاء في التوراة.

    ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ﴾ المُراد القرآن الكريم الذي أنزل من عند الله، مؤكد لكل ما جاء في توراتهم.

    ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وجدوا في توراتهم بشرى مجيء آخر رسول ينصر الله به المؤمنين، فكانوا يستنصرون بهذا النبي.

    ﴿فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ فلما تحققت البشرى ببعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أعلنوا كفرهم، فاستحقوا لعنة الله.

    ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾ تحقير لتجارتهم إذ باعوا الآخرة واشتروا الدنيا، فكفروا بالرسول عليه الصلاة والسلام وبما أُنزل عليه حسدا من عند أنفسهم لما اصطفاه الله وآتاه شرف النبوة.

    ﴿فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ استحقوا غضبا مركبا وعذابا فيه صغار وإذلال.

    ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا  أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ﴾ حين يدعوهم المسلمون إلى الإيمان بالقرآن الكريم يدعون أنهم يؤمنون فقط بالتوراة، وقد كفروا بكل ما جاء بعدها من الإنجيل والقرآن الكريم رغم أنهما يؤكدان ما جاء في كتابهم.

    ﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (تقرأ "أنبئاء" في رواية: ورش وقالون).يخاطب الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرد على اليهود وينكر دعواهم، فإن كانوا يزعمون أنهم يؤمنون بكتابهم فلماذا كفروا بأنبيائهم وقتلوا بعضهم.

    ﴿وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ﴾ يذكرهم الله عز وجل بكفرهم بسيدنا موسى عليه السلام رغم معجزاته، وعبدوا العجل بعد غيابه، وهو بذلك ظالمون.

    ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ﴾ يذكرهم بالعهد الذي قدموه لله تعالى ولموسى عليه السلام، وبمعجزة جبل الطور الذي رفعه الله عليهم وأمرهم أن يتمسكوا بالتوراة بحزم وعزم.

    فأقروا بما سمعوا لكنهم عصوا، وفضلوا العجل وأحبوه حتى امتزج بدمائهم.

    ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ يختم الله صفات اليهود بتحقير هذا الإيمان الذي يدعونه.


    [/size]

    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب السبت فبراير 15, 2014 6:09 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSAeYab6nDEp970FaxgwHBZGMM9Fon8-xrYf21s4C6lcg_n7GHQ-wشرح ايات من القران - صفحة 2 53-63بارك الله فيكم
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا السبت فبراير 15, 2014 8:32 pm

    تفسير سورة البقرة من الاية 94 الى 100

    قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (94)
    قل -أيها الرسول- لليهود الذين يدَّعون أن الجنة خاصة بهم; لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس, وأنهم أبناؤه وأحباؤه: إن كان الأمر كذلك فادْعُوا على الكاذبين منكم أو من غيركم بالموت, إن كنتم صادقين في دعواكم هذه.
    وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)
    ولن يفعلوا ذلك أبدًا; لما يعرفونه من صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن كذبهم وافترائهم, وبسبب ما ارتكبوه من الكفر والعصيان, المؤَدِّيَيْن إلى حرمانهم من الجنة ودخول النار. والله تعالى عليم بالظالمين من عباده, وسيجازيهم على ذلك.
    وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
    ولتعلمَنَّ -أيها الرسول- أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة, بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين. يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة, ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب.
    قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)
    قل-أيها الرسول- لليهود حين قالوا: إن جبريل هو عدونا من الملائكة: من كان عدوًا لجبريل فإنه نزَّل القرآن على قلبك بإذن الله تعالى مصدِّقًا لما سبقه من كتب الله, وهاديًا إلى الحق, ومبشرًا للمصدِّقين به بكل خير في الدنيا والآخرة.
    مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)
    من عادى الله وملائكته، ورسله من الملائكة أو البشر، وبخاصة المَلَكان جبريلُ وميكالُ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم، وميكال وليُّهم ، فأعلمهم الله أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا، فإن الله عدو للجاحدين ما أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
    وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)
    ولقد أنزلنا إليك-أيها الرسول- آيات بينات واضحات تدل على أنّك رسول من الله صدقا وحقا، وما ينكر تلك الآيات إلا الخارجون عن دين الله.
    أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100)
    ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود!! فكلما عاهدوا عهدًا طرح ذلك العهد فريق منهم, ونقضوه, فتراهم يُبْرِمون العهد اليوم وينقضونه غدًا, بل أكثرهم لا يصدِّقون بما جاء به نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
    اميرة الاحساس
    اميرة الاحساس
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 1010
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 510
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116616886






    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10






    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    رقم العضوية26
    عدد المساهمات : 624
    نقاط التميز : 1067
    تاريخ التسجيل : 11/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الاحساس السبت فبراير 15, 2014 11:48 pm

    تفسيرسورة السجدة
    تفسيرسورة السجدة عدد آياتها 30 آية 1-30 )
    وهي مكية
    { 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }
    يخبر تعالى أن هذا الكتاب الكريم، أنه تنزيل من رب العالمين، الذي رباهم بنعمته.
    ومن أعظم ما رباهم به، هذا الكتاب، الذي فيه كل ما يصلح أحوالهم، ويتمم أخلاقهم، وأنه لا ريب فيه، ولا شك، ولا امتراء، ومع ذلك قال المكذبون للرسول الظالمون في ذلك: افتراه محمد، واختلقه من عند نفسه، وهذا من أكبر الجراءة على إنكار كلام اللّه، ورمي محمد صلى اللّه عليه وسلم، بأعظم الكذب، وقدرة الخلق على كلام مثل كلام الخالق.
    وكل واحد من هذه من الأمور العظائم، قال اللّه - رادًا على من قال: افتراه:-
    { بَلْ هُوَ الْحَقُّ } الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. { مِنْ رَبِّكَ } أنزله رحمة للعباد { لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ } أي: في حالة ضرورة وفاقة لإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، لعدم النذير، بل هم في جهلهم يعمهون، وفي ظلمة ضلالهم يترددون، فأنزلنا الكتاب عليك { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } من ضلالهم، فيعرفون الحق فيؤثرونه.
    وهذه الأشياء التي ذكرها اللّه كلها، مناقضة لتكذيبهم له: وإنها تقتضي منهم الإيمان والتصديق التام به، وهو كونه { مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وأنه { الْحَقُّ } والحق مقبول على كل حال، وأنه { لَا رَيْبَ فِيهِ } بوجه من الوجوه، فليس فيه، ما يوجب الريبة، لا بخبر لا يطابق للواقع  ولا بخفاء واشتباه معانيه، وأنهم في ضرورة وحاجة إلى الرسالة، وأن فيه الهداية لكل خير وإحسان.

    { 4 - 9 } { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ }

    يخبر تعالى عن كمال قدرته بخلق { السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أولها، يوم الأحد، وآخرها الجمعة، مع قدرته على خلقها بلحظة، ولكنه تعالى رفيق حكيم.
    { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } الذي هو سقف المخلوقات، استواء يليق بجلاله.
    { مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ } يتولاكم، في أموركم، فينفعكم { وَلَا شَفِيع } يشفع لكم، إن توجه عليكم العقاب.
    { أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } فتعلمون أن خالق الأرض والسماوات، المستوي على العرش العظيم، الذي انفرد بتدبيركم، وتوليكم، وله الشفاعة كلها، هو المستحق لجميع أنواع العبادة.
    { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ } القدري والأمر الشرعي، الجميع هو المتفرد بتدبيره، نازلة تلك التدابير من عند المليك القدير { مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } فَيُسْعِدُ بها ويُشْقِي، ويُغْنِي ويُفْقِرُ، ويُعِزُّ، ويُذِلُّ، ويُكرِمُ، ويُهِينُ، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ويُنزِّل الأرزاق.
    { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي: الأمر ينزل من عنده، ويعرج إليه { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } وهو يعرج إليه، ويصله في لحظة.
    { ذَلِكَ } الذي خلق تلك المخلوقات العظيمة، الذي استوى على العرش العظيم، وانفرد بالتدابير في المملكة، { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } فبسعة علمه، وكمال عزته، وعموم رحمته، أوجدها، وأودع فيها، من المنافع ما أودع، ولم يعسر عليه تدبيرها.
    { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } أي: كل مخلوق خلقه اللّه، فإن اللّه أحسن خلقه، وخلقه خلقًا يليق به، ويوافقه، فهذا عام.
    ثم خص الآدمي لشرفه وفضله فقال: { وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ } وذلك بخلق آدم عليه السلام، أبي البشر.
    { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي: ذرية آدم ناشئة { مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ } وهو النطفة المستقذرة الضعيفة.
    { ثُمَّ سَوَّاهُ } بلحمه، وأعضائه، وأعصابه، وعروقه، وأحسن خلقته، ووضع كل عضو منه، بالمحل الذي لا يليق به غيره، { وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ } بأن أرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، فيعود
    بإذن اللّه، حيوانا، بعد أن كان جمادًا.
    { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ } أي: ما زال يعطيكم من المنافع شيئًا فشيئا، حتى أعطاكم السمع والأبصار { وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } الذي خلقكم وصوركم.

    { 10 - 11 } { وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }

    أي: قال المكذبون بالبعث على وجه الاستبعاد: { أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ } أي: بَلِينَا وتمزقنا، وتفرقنا في المواضع التي لا تُعْلَمُ.
    { أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي: لمبعوثون بعثًا جديدًا بزعمهم أن هذا من أبعد الأشياء، وذلك لقياسهم قدرة الخالق، بقدرهم.
    وكلامهم هذا، ليس لطلب الحقيقة، وإنما هو ظلم، وعناد، وكفر بلقاء ربهم وجحد، ولهذا قال: { بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُون } فكلامهم علم  مصدره وغايته، وإلا، فلو كان قصدهم بيان الحق، لَبَيَّنَ لهم من الأدلة القاطعة على ذلك، ما يجعله مشاهداً للبصيرة، بمنزلة الشمس للبصر.
    ويكفيهم، أنهم معهم علم أنهم قد ابتدئوا من العدم، فالإعادة أسهل من الابتداء، وكذلك الأرض الميتة، ينزل اللّه عليها المطر، فتحيا بعد موتها، وينبت به متفرق بذورها.
    { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } أي: جعله اللّه وكيلاً على قبض الأرواح، وله أعوان. { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } فيجازيكم بأعمالكم، وقد أنكرتم البعث، فانظروا ماذا يفعل اللّه بكم.
    { 12 - 14 } { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
    لما ذكر تعالى رجوعهم إليه يوم القيامة، ذكر حالهم في مقامهم بين [يديه]  فقال: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ } الذين أصروا على الذنوب العظيمة، { نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } خاشعين خاضعين أذلاء، مقرين بجرمهم، سائلين الرجعة قائلين: { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي: بأن لنا الأمر، ورأيناه عيانًا، فصار عين يقين.
    { فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ } أي: صار عندنا الآن، يقين بما [كنا]  نكذب به، أي: لرأيت أمرا فظيعًا، وحالاً مزعجة، وأقوامًا خاسرين، وسؤلًا غير مجاب، لأنه قد مضى وقت الإمهال.
    وكل هذا بقضاء اللّه وقدره، حيث خلى بينهم وبين الكفر والمعاصي، فلهذا قال: { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } أي: لهدينا الناس كلهم، وجمعناهم على الهدى، فمشيئتنا صالحة لذلك، ولكن الحكمة، تأبى أن يكونوا كلهم على الهدى، ولهذا قال: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي } أي: وجب، وثبت ثبوتًا لا تغير فيه.
    { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } فهذا الوعد، لا بد منه، ولا محيد عنه، فلا بد من تقرير أسبابه من الكفر والمعاصي.
    { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } أي: يقال للمجرمين، الذين ملكهم الذل، وسألوا الرجعة إلى الدنيا، ليستدركوا ما فاتهم، قد فات وقت الرجوع ولم يبق إلا العذاب، فذوقوا العذاب الأليم، بما نسيتم لقاء يومكم هذا، وهذا النسيان نسيان ترك، أي: بما أعرضتم عنه، وتركتم العمل له، وكأنكم غير قادمين عليه، ولا ملاقيه.
    { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } أي: تركناكم بالعذاب، جزاء من جنس عملكم، فكما نَسِيتُمْ نُسِيتُمْ، { وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } أي: العذاب غير المنقطع، فإن العذاب إذا كان له أجل وغاية، كان فيه بعض التنفيس والتخفيف، وأما عذاب جهنم - أعاذنا اللّه منه - فليس فيه روح راحة، ولا انقطاع لعذابهم فيها. { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من الكفر والفسوق والمعاصي.

    { 15 - 17 } { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

    لما ذكر تعالى الكافرين بآياته، وما أعد لهم من العذاب، ذكر المؤمنين بها، ووصفهم، وما أعد لهم من الثواب، فقال: { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } [أي]  إيمانًا حقيقيًا، من يوجد منه شواهد الإيمان، وهم: { الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا } بآيات ربهم فتليت عليهم آيات القرآن، وأتتهم النصائح على أيدي رسل اللّه، ودُعُوا إلى التذكر، سمعوها فقبلوها، وانقادوا، و { خَرُّوا سُجَّدًا } أي: خاضعين لها، خضوع ذكر للّه، وفرح بمعرفته.
    { وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } لا بقلوبهم، ولا بأبدانهم، فيمتنعون من الانقياد لها، بل متواضعون لها، قد تلقوها بالقبول، والتسليم، وقابلوها بالانشراح والتسليم، وتوصلوا بها إلى مرضاة الرب الرحيم، واهتدوا بها إلى الصراط المستقيم.
    { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } أي: ترتفع جنوبهم، وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة، إلى ما هو ألذ عندهم منه وأحب إليهم، وهو الصلاة في الليل، ومناجاة اللّه تعالى.
    ولهذا قال: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } أي: في جلب مصالحهم الدينية والدنيوية، ودفع مضارهما. { خَوْفًا وَطَمَعًا } أي: جامعين بين الوصفين، خوفًا أن ترد أعمالهم، وطمعًا في قبولها، خوفًا من عذاب اللّه، وطمعًا في ثوابه.
    { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الرزق، قليلاً كان أو كثيرًا { يُنْفِقُونَ } ولم يذكر قيد النفقة، ولا المنفق عليه، ليدل على العموم، فإنه يدخل فيه، النفقة الواجبة، كالزكوات، والكفارات، ونفقة الزوجات والأقارب، والنفقة المستحبة في وجوه الخير، والنفقة والإحسان المالي، خير مطلقًا، سواء وافق غنيًا أو فقيرًا، قريبًا أو بعيدًا، ولكن الأجر يتفاوت، بتفاوت النفع، فهذا عملهم.
    وأما جزاؤهم، فقال: { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ } يدخل فيه جميع نفوس الخلق، لكونها نكرة في سياق النفي. أي: فلا يعلم أحد { مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } من الخير الكثير، والنعيم الغزير، والفرح والسرور، واللذة والحبور، كما قال تعالى على لسان رسوله: "أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"
    فكما صلوا في الليل، ودعوا، وأخفوا العمل، جازاهم من جنس عملهم، فأخفى أجرهم، ولهذا قال: { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

    { 18 - 20 } { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

    ينبه تعالى، العقول على ما تقرر فيها، من عدم تساوي المتفاوتين المتباينين، وأن حكمته تقتضي عدم تساويهما فقال: { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا } قد عمر قلبه بالإيمان، وانقادت جوارحه لشرائعه، واقتضى إيمانه آثاره وموجباته، من ترك مساخط اللّه، التي  يضر وجودها بالإيمان.
    { كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا } قد خرب قلبه، وتعطل من الإيمان، فلم يكن فيه وازع ديني، فأسرعت جوارحه بموجبات الجهل والظلم، من كل إثم ومعصية، وخرج بفسقه عن طاعة الله.
    أفيستوي هذان الشخصان؟.
    { لَا يَسْتَوُونَ } عقلاً وشرعًا، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلمة، وكذلك لا يستوي ثوابهما في الآخرة.
    { وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } من فروض ونوافل { فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى } أي: الجنات التي هي مأوى اللذات، ومعدن الخيرات، ومحل الأفراح، ونعيم القلوب، والنفوس، والأرواح، ومحل الخلود، وجوار الملك المعبود، والتمتع بقربه، والنظر إلى وجهه، وسماع خطابه.
    { نُزُلًا } لهم أي: ضيافة، وقِرًى { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فأعمالهم التي تفضل اللّه بها عليهم، هي التي أوصلتهم لتلك المنازل الغالية العالية، التي لا يمكن التوصل إليها ببذل الأموال، ولا بالجنود والخدم، ولا بالأولاد، بل ولا بالنفوس والأرواح، ولا يتقرب إليها بشيء
    أصلا، سوى الإيمان والعمل الصالح.
    { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ } أي: مقرهم ومحل خلودهم، النار التي جمعت كل عذاب وشقاء، ولا يُفَتَّرُ عنهم العقاب ساعة.
    { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } فكلما حدثتهم إرادتهم بالخروج، لبلوغ العذاب منهم كل مبلغ، ردوا إليها، فذهب عنهم روح ذلك الفرج، واشتد عليهم الكرب.
    { وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } فهذا عذاب النار، الذي يكون فيه مقرهم ومأواهم، وأما العذاب الذي قبل ذلك، ومقدمة له وهو عذاب البرزخ، فقد ذكر بقوله:
    { 21 } { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
     
    أي: ولنذيقن الفاسقين المكذبين، نموذجًا من العذاب الأدنى، وهو عذاب البرزخ، فنذيقهم طرفًا منه، قبل أن يموتوا، إما بعذاب بالقتل ونحوه، كما جرى لأهل بدر من المشركين، وإما عند الموت، كما في قوله تعالى { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } ثم يكمل لهم العذاب الأدنى في برزخهم.
    وهذه الآية من الأدلة على إثبات عذاب القبر، ودلالتها ظاهرة، فإنه قال: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى } أي: بعض وجزء منه، فدل على أن ثَمَّ عذابًا أدنى قبل العذاب الأكبر، وهو عذاب النار.
    ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا، قد لا يتصل بها الموت، فأخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم كما قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

    { 22 } { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ }

    أي: لا أحد أظلم، وأزيد تعديًا، ممن ذكر بآيات ربه، التي أوصلها إليه ربه، الذي يريد تربيته، وتكميل نعمته على أيدي رسله، تأمره، وتذكره مصالحه الدينية والدنيوية، وتنهاه عن مضاره الدينية والدنيوية، التي تقتضي أن يقابلها بالإيمان والتسليم، والانقياد والشكر، فقابلها هذا الظالم بضد ما ينبغي، فلم يؤمن بها، ولا اتبعها، بل أعرض عنها وتركها وراء ظهره، فهذا من أكبر المجرمين، الذين يستحقون شديد النقمة، ولهذا قال: { إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ }

    { 23 - 25 } { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

    لما ذكر تعالى، آياته التي ذكر بها عباده، وهو: القرآن، الذي أنزله على محمد صلى اللّه عليه وسلم، ذكر أنه ليس ببدع من الكتب، ولا من جاء به، بغريب من الرسل، فقد آتى الله موسى الكتاب الذي هو التوراة المصدقة للقرآن، التي قد صدقها القرآن، فتطابق حقهما، وثبت برهانهما، { فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ } لأنه قد تواردت أدلة الحق وبيناته، فلم يبق للشك والمرية، محل.
    { وَجَعَلْنَاهُ } أي: الكتاب الذي آتيناه موسى { هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ } يهتدون به في أصول دينهم، وفروعه  وشرائعه موافقة لذلك الزمان، في بني إسرائيل.
    وأما هذا القرآن الكريم، فجعله اللّه هداية للناس كلهم، لأنه هداية للخلق، في أمر دينهم ودنياهم، إلى يوم القيامة، وذلك لكماله وعلوه { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }
    { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ } أي: من بني إسرائيل { أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي: علماء بالشرع، وطرق الهداية، مهتدين في أنفسهم، يهدون غيرهم بذلك الهدى، فالكتاب الذي أنزل إليهم، هدى، والمؤمنون به منهم، على قسمين: أئمة يهدون بأمر اللّه، وأتباع مهتدون بهم.
    والقسم الأول أرفع الدرجات بعد درجة النبوة والرسالة، وهي درجة الصديقين، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية بالصبر على التعلم والتعليم، والدعوة إلى اللّه، والأذى في سبيله، وكفوا أنفسهم عن جماحها في المعاصي، واسترسالها في الشهوات.
    { وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } أي: وصلوا في الإيمان بآيات اللّه، إلى درجة اليقين، وهو العلم التام، الموجب للعمل، وإنما وصلوا إلى درجة اليقين، لأنهم تعلموا تعلمًا صحيحًا، وأخذوا المسائل عن أدلتها المفيدة لليقين.
    فما زالوا يتعلمون المسائل، ويستدلون عليها بكثرة الدلائل، حتى وصلوا لذاك، فبالصبر واليقين، تُنَالُ الإمامة في الدين.
    وثَمَّ مسائل اختلف فيها بنو إسرائيل، منهم من أصاب فيها الحق، ومنهم من أخطأه خطأ، أو عمدًا، واللّه تعالى { يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } وهذا القرآن يقص على بني إسرائيل، بعض الذي يختلفون فيه، فكل خلاف وقع بينهم، ووجد في القرآن تصديق لأحد القولين، فهو الحق، وما عداه مما خالفه، باطل.

    { 26 - 27 } { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ }

    يعني: أولم يتبين لهؤلاء المكذبين للرسول، ويهدهم إلى الصواب. { كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ } الذين سلكوا مسلكهم، { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } فيشاهدونها عيانًا، كقوم هود، وصالح، وقوم لوط.
    { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ } يستدل بها، على صدق الرسل، التي جاءتهم، وبطلان ما هم عليه، من الشرك والشر، وعلى أن من فعل مثل فعلهم، فُعِلَ بهم، كما فُعِلَ بأشياعه من قبل.
    وعلى أن اللّه تعالى مجازي العباد، وباعثهم للحشر والتناد. { أَفَلَا يَسْمَعُونَ } آيات اللّه، فيعونها، فينتفعون بها، فلو كان لهم سمع صحيح، وعقل رجيح، لم يقيموا على حالة  يجزم بها، بالهلاك.
    { أَوَلَمْ يَرَوْا } بأبصارهم نعمتنا، وكمال حكمتنا { أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ } التي لا نبات فيها، فيسوق اللّه المطر، الذي لم يكن قبل موجودًا فيها، فيفرغه فيها، من السحاب، أو من الأنهار. { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا } أي: نباتًا، مختلف الأنواع { تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ } وهو نبات البهائم { وَأَنْفُسهمْ } وهو طعام الآدميين.
    { أَفَلَا يُبْصِرُونَ } تلك المنة، التي أحيا اللّه بها البلاد والعباد، فيستبصرون فيهتدون بذلك البصر، وتلك البصيرة، إلى الصراط المستقيم، ولكن غلب عليهم العمى، واستولت عليهم الغفلة، فلم يبصروا في ذلك، بصر الرجال، وإنما نظروا إلى ذلك، نظر الغفلة، ومجرد العادة، فلم يوفقوا للخير.

    { 28 - 30 } { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ }

    أي: يستعجل المجرمون بالعذاب، الذي وعدوا به على التكذيب، جهلاً منهم ومعاندة.
    { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ } الذي يفتح بيننا وبينكم، بتعذيبنا على زعمكم { إِنْ كُنْتُمْ } أيها الرسل { صَادِقِينَ } في دعواكم.
    { قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ } الذي يحصل به عقابكم، لا تستفيدون به شيئًا، فلو كان إذا حصل، حصل إمهالكم، لتستدركوا ما فاتكم، حين صار الأمر عندكم يقينًا، لكان لذلك وجه، ولكن إذا جاء يوم الفتح، انقضى الأمر، ولم يبق للمحنة محل فـ { لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ } لأنه صار إيمان ضرورة، { وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } أي: يمهلون، فيؤخر عنهم العذاب، فيستدركون أمرهم.
    { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } لما وصل خطابهم إلى حالة الجهل، واستعجال العذاب. { وَانْتَظِرْ } الأمر الذي يحل بهم، فإنه لا بد منه، ولكن له أجل، إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر. { إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ } بك ريب المنون، ومتربصون بكم دوائر السوء، والعاقبة للتقوى.
    تم تفسير سورة السجدة - بحول اللّه ومنه فله تعالى كمال الحمد والثناء والمجد.

    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الأحد فبراير 16, 2014 2:30 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 2Q==
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 17, 2014 11:48 am

    اشكركم جميعا لتعاونكم واثابكم الله وجعله فى ميزان حسناتكم وحسناتى بارك الله فيكم
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 17, 2014 11:48 am


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 94 إلى 100

    ﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ(95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(96) قُل مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97) مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ(98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ(99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ(100)

    تدور معاني هذه الآيات حول طبائع بني إسرائيل، فهم لم يتركوا منكرا إلا وفعلوه، واتخذوا الرسل والملائكة أعداء لهم، قد سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الملك الذي يأتيه بالوحي فلما أخبرهم أنه جبريل الأمين اتخذوه عدوا.

    ﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فاليهود يدّعون أنهم شعب الله المختار، وأن الجنة خالصة لهم، فتحداهم الله أن يتمنوا الموت مادامت الجنة مآلهم.

    لأن من تيقن بحسن خاتمته لا يخاف الموت، لما قدمه من طاعة وحسن عمل.

    أما اليهود فهم أحرص الناس على الحياة الدنيا ﴿وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وحرف "لن" في اللغة يفيد الاستقبال فهم لن يتمنوا الموت على الإطلاق وهذا بما اقترفوه من سيئات.

    ﴿وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ﴾ فالله مطّلع على أفعال اليهود ومظالمهم.

    ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ فهم يحبون الحياة متشبثون بها أكثر من المشركين وسائر الناس.

    ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ يتمنون طول العمر ظنا منهم أن ذلك سيبعدهم من النار، لكن الله عقب على ظنهم بأن طول العمر لا يدخل الجنة ولا ينجي من العذاب.

    ﴿وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ فالله مطلع على أفعالهم، ومراقب لتصرفاتهم.

    ﴿قُل مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ﴾ فاليهود أعلنوا عداوتهم لجبريل الأمين، وادعوا أنهم سيؤمنون لو أنزل الوحي بواسطة ميكائيل.

    ﴿فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ أكد الله تنزيل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل يهدي إلى الحق ويبشر المؤمنين بالجنة. 

    ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ فالذين لم يقبلوا رسل الله وفرقوا بينهم، وعادوا الملائكة هم أعداء الله، ولقد خص الله بالذكر الملكين جبريل وميكائيل لأن اليهود فرقوا بينهما.

    ﴿وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فالله تعالى أنزل آيات واضحات تثبيتا للرسول صلى الله عليه وسلم.

    ﴿وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ﴾ الخارجون عن طاعة الله.

    ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ بيانا لحقيقة اليهود الذين ينقضون عهودهم مع الله.

    ذوالفقار علي
    ذوالفقار علي
    مشرف مميز
    مشرف مميز


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 Th?id=HN.608052565008779924&pid=15




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42


    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437




    شرح ايات من القران - صفحة 2 66



    رقم العضوية10
    الابراج : الحمل

    عدد المساهمات : 2170
    نقاط التميز : 3147
    تاريخ التسجيل : 28/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ذوالفقار علي الإثنين فبراير 17, 2014 12:25 pm

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

    بيان

    أمر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعوذ بالله من شر الوسواس الخناس و السورة مدنية كسابقتها على ما يستفاد مما ورد في سبب نزولها بل المستفاد من الروايات أن السورتين نزلتا معا.

    قوله تعالى: «قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس» من طبع الإنسان إذا أقبل عليه شر يحذره و يخافه على نفسه و أحسن من نفسه الضعف أن يلتجىء بمن يقوى على دفعه و يكفيه وقوعه و الذي يراه صالحا للعوذ و الاعتصام به أحد ثلاثة إما رب يلي أمره و يدبره و يربيه يرجع إليه في حوائجه عامة، و مما يحتاج إليه في بقائه دفع ما يهدده من الشر، و هذا سبب تام في نفسه، و إما ذو قوة و سلطان بالغة قدرته نافذ حكمه يجيره إذا استجاره فيدفع عنه الشر بسلطته كملك من الملوك، و هذا أيضا سبب تام مستقل في نفسه.

    و هناك سبب ثالث و هو الإله المعبود فإن لازم معبودية الإله و خاصة إذا كان واحدا لا شريك له إخلاص العبد نفسه له فلا يدعو إلا إياه و لا يرجع في شيء من حوائجه إلا إليه فلا يريد إلا ما أراده و لا يعمل إلا ما يشاؤه.

    و الله سبحانه رب الناس و ملك الناس و إله الناس كما جمع الصفات الثلاث لنفسه في قوله: «ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون»: الزمر: 6 و أشار تعالى إلى سببية ربوبيته و ألوهيته بقوله: «رب المشرق و المغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا»: المزمل: 9، و إلى سببية ملكه بقوله: «له ملك السماوات و الأرض و إلى الله ترجع الأمور»: الحديد: 5 فإن عاذ الإنسان من شر يهدده إلى رب فالله سبحانه هو الرب لا رب سواه و إن أراد بعوذه ملكا فالله سبحانه هو الملك الحق له الملك و له الحكم و إن أراد لذلك إلها فهو الإله لا إله غيره.

    فقوله تعالى: «قل أعوذ برب الناس» إلخ أمر لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعوذ به لأنه من الناس و هو تعالى رب الناس ملك الناس إله الناس.

    و مما تقدم ظهر أولا وجه تخصيص الصفات الثلاث: الرب و الملك و الإله من بين سائر صفاته الكريمة بالذكر و كذا وجه ما بينها من الترتيب فذكر الرب أولا لأنه أقرب من الإنسان و أخص ولاية ثم الملك لأنه أبعد منالا و أعم ولاية يقصده من لا ولي له يخصه و يكفيه ثم الإله لأنه ولي يقصده الإنسان عن إخلاصه لا عن طبعه المادي.

    و ثانيا وجه عدم وصل قوله: «ملك الناس إله الناس» بالعطف و ذلك للإشارة إلى كون كل من الصفات سببا مستقلا في دفع الشر فهو تعالى سبب مستقل لكونه ربا لكونه ملكا لكونه إلها فله السببية بأي معنى أريد السبب و قد مر نظير الوجه في قوله «الله أحد الله الصمد».

    و بذلك يظهر أيضا وجه تكرار لفظ الناس من غير أن يقال: ربهم و إلههم فقد أشير به إلى أن كلا من الصفات الثلاث يمكن أن يتعلق بها العوذ وحدها من غير ذكر الأخريين لاستقلالها و لله الأسماء الحسنى جميعا، و للقوم في توجيه اختصاص هذه الصفات و سائر ما مر من الخصوصيات وجوه لا تغني شيئا.

    قوله تعالى: «من شر الوسواس الخناس» قال في المجمع،: الوسواس حديث النفس بما هو كالصوت الخفي انتهى فهو مصدر كالوسوسة كما ذكره و ذكروا أنه سماعي و القياس فيه كسر الواو كسائر المصادر من الرباعي المجرد و كيف كان فالظاهر كما استظهر أن المراد به المعنى الوصفي مبالغة، و عن بعضهم أنه صفة لا مصدر.

    و الخناس صيغة مبالغة من الخنوس بمعنى الاختفاء بعد الظهور قيل: سمي الشيطان خناسا لأنه يوسوس للإنسان فإذا ذكر الله تعالى رجع و تأخر ثم إذا غفل عاد إلى وسوسته.

    قوله تعالى: «الذي يوسوس في صدور الناس» صفة للوسواس الخناس، و المراد بالصدور هي النفوس لأن متعلق الوسوسة هو مبدأ الإدراك من الإنسان و هو نفسه و إنما أخذت الصدور مكانا للوسواس لما أن الإدراك ينسب بحسب شيوع الاستعمال إلى القلب و القلب في الصدر كما قال تعالى: «و لكن تعمى القلوب التي في الصدور»: الحج: 46 قوله تعالى: «من الجنة و الناس» بيان للوسواس الخناس و فيه إشارة إلى أن من الناس من هو ملحق بالشياطين و في زمرتهم كما قال تعالى: «شياطين الإنس و الجن»: الأنعام: 112.

    بحث روائي

    في المجمع،: أبو خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو شاك فرقاه بالمعوذتين و قل هو الله أحد و قال: بسم الله أرقيك و الله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنيك فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخر السورة.

    أقول: و تقدم بعض الروايات الواردة في سبب نزول السورة.

    و فيه، روي أن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس و إذا نسي التقم فذلك الوسواس الخناس.

    و فيه، روى العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مؤمن إلا و لقلبه في صدره أذنان أذن ينفث فيها الملك و أذن ينفث فيها الوسواس الخناس فيؤيد الله المؤمن بالملك، و هو قوله سبحانه: «و أيدهم بروح منه».

    و في أمالي الصدوق، بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية «و الذين إذا فعلوا فاحشة - أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم» صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثوير فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا و كذا. قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها. فقال الوسواس الخناس: أنا لها. قال: بما ذا؟ قال: أعدهم و أمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة.
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الإثنين فبراير 17, 2014 4:32 pm

    سورة الكوثربسم الله الرحمن الرحيم شرح ايات من القران - صفحة 2 12px-Ra_bracket إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْسورة الكوثر، سورة مكية رتبتها 108 بين سور القرآن الكريم، هي أقصر سور القرآن الكريم بآياتها الثلاث، نزلت بعد سورة العاديات[2].كَوْثَرَ 
    مناسبتها للسورة قبلها[عدل]
    ومناسبتها لما قبلها أنه وصف في الأولى الذي يكذب بالدين بأمور أربع:

    • البخل.

    • الإعراض عن الصلاة.

    • الرياء.

    • منع المعونة.


    وهنا وصف ما منحه رسوله من الخير والبركة، فذكر أنه أعطاه الكوثر وهو الخير الكثير، والحرص على الصلاة ودوامها، والإخلاص فيها والتصدّق على الفقراء.
    سبب نزول سورة الكوثر[عدل]
    كان المشركون من أهل مكة والمنافقون من أهل المدينة يعيبون النبي صلى الله عليه وسلم ويلمزونه بأمور:

    1. أنه إنما اتبعه الضعفاء ولم يتبعه السادة الكبراء، ولو كان ما جاء به الدين صحيحا لكان أنصاره من ذوي الرأي والمكانة بين عشائرهم، وهم ليسوا ببدع في هذه المقالة، فقد قال قوم نوح له فيما قصه الله علينا: شرح ايات من القران - صفحة 2 12px-Ra_bracket فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ شرح ايات من القران - صفحة 2 20px-Aya-27 شرح ايات من القران - صفحة 2 12px-La_bracket[3]. وقد جرت سنة الله في خلقه أن يسرع في إجابة دعوة الرسلالضعفاء، من قبل أنهم لا يملكون مالا فيخافوا أن يضيع في سبيل الدعوة الجديدة، ولا جاها ونفوذا فيخافوا أن يضيعا أمام الجاه الذي منحه صاحب الدعوة, وأن يتخلف عنها السادة الكبراء حتى يدخلوا في دين الله وهم له كارهون، ومن ثم يظل الجدل بين أولئك الصناديد ورسل الله، ويأخذون في انتقاصهم. وكيل التهم لهم تهمة بعد تهمة، والله ينصر رسله ويؤيدهم ويشدّ أزرهم. وعلى هذا السّنن سار أهل مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تخلف عنه سادتهم وكبراؤهم حسدا له ولقومه الأدنين.

    2. إنهم كانوا إذا رأوا أبناءه يموتون، يقولون: انقطع ذكر محمد وصار أبتر، يحسبون ذلك عيبا فيلمزونه به ويحاولون تنفير الناس عن اتباعه.

    3. إنهم كانوا إذا رأوا شدة نزلت بالمؤمنين طاروا بها فرحا وانتظروا أن تدول الدّولة عليهم وتذهب ريحهم، فتعود إليهم مكانتهم التي زعزعها الدين الجديد. فجاءت هذه السورة لتؤكد لرسوله أن ما يرجف به المشركون وهم لا حقيقة له، ولتمحص نفوس الذين لم تصلب قناتهم، ولتردّ كيد المشركين في نحورهم، ولتعلمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم منتصر لا محالة. وأن أتباعه هم المفلحون.


    خلاصة سبب النزول[عدل]
    وصف أحد المشركين الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أبتر، فرد الله عليه بأن أعطى رسوله نهراً بالجنة يدعى الكوثر، وأن المشرك هو الأبتر كما وصفه الله في الآية شرح ايات من القران - صفحة 2 12px-Ra_bracket إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ شرح ايات من القران - صفحة 2 20px-Aya-3 شرح ايات من القران - صفحة 2 12px-La_bracket.
    شرح بعض مفردات السورة[عدل]

    • الكوثر: المفرط في الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بـكوثر، ويقال للرجل الكثير العطاء هو كوثر، قال الكميت الأسدي:


    وأنت كثير يا ابن مروان طيّبوكان أبوك ابن العقائل كوثرا
    والمراد به هنا النبوة والدين الحق والهدى وما فيه سعادة الدنيا والآخرة,

    • والشانئ: المبغض،

    • وأصل الأبتر: الحيوان المقطوع الذنب، والمراد به هنا ما لا يبقى له ذكر ولا يدوم له أثر, فشبه بقاء الذكر الحسن واستمرار الأثر الجميل بذنب الحيوان من حيث إنه يتبعه وهو زينة له. وشبه الحرمان منه ببتر الذنب وقطعه.


    تفسير سورة الكوثر[عدل]
    (إنا أعطيناك الكوثر)، بهذه الآية الكريمة، افتتح الله سورة الكوثر، مذكراً نبيه بنعمة عظيمة، ومنة كريمة، وموعود أخروي، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه، وبشارة له ولأمته من بعده، ثم رتب على ذلك الوعد العظيم، الأمر بالصلاة والعبادة، والوعد بالنصر والتأييد { فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } ويقال أن الكوثر هي السيدة فاطمة الزهراءوأنه أحد ألقابها ولا يوجد دليل علي صحة القول بأن الكوثر مقصود به السيدة فاطمة الزهراء في كتب التفاسير ومنها:تفسير ابن كثير - تفسير القرطبي - تفسير الجلالين - وتفسير الطبراني ...[4] [5] [6] [7]
    وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة.
    ولنهر الكوثر - الذي في الجنة - ميزابان، يصبان في حوض، وهو الحوض الذي يكون لنبينا في أرض المحشر يوم القيامة، فنهر الكوثر في الجنة، والحوض في أرض المحشر، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض، ولهذا يطلق على كل من النهر والحوض (كوثر)، باعتبار أن ماءهما واحد، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة.
    وقد ورد في الأحاديث جملة من صفات نهر الكوثر، تجعل المؤمن في شوق إلى ورود ذلك النهر، والارتواء منه، والاضطلاع من معينه، فنهر الكوثر يجري من غير شق بقدرة الله، وحافاتاه قباب الدر المجوف، وترابه المسك، وحصباؤه اللؤلؤ.
    ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر بن الخطاب لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبي : إنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي : (آكلوها أنعم منها)، في إشارة منه إلى أن تلك الصفات العظمية، وتلك النعم الجليلة، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته، ومستقر رحمته.
    وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا.
    أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر، فطوله مسيرة شهر، وعرضه كذلك، ولهذا جاء في الحديث أن النبي قال: (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء)، أي أن أطرافه متساوية، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها.
    أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق، فصفات الماء واحدة، كرامة من الله لنبيه والمؤمنين من أمته، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها، وهم في أرض المحشر، وعرصات القيامة، في مقام عصيب، وحر شديد، وكرب عظيم.
    والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة، وبين حوض النبي في أرض المحشر، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب، فالماء من أطيب ما يكون، ومقره من أرق ما يكون، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون.
    وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة، فقد ثبت عن سمرة ابن جندب أن النبي - - قال Sadإن لكل نبي حوضا ترده أمته، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة)، فرحمة الله في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم، فلكل نبي حوض، يرده المؤمنون من أمته، إلا أن حوض نبينا يتميز بثلاثة أمور :

    • الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر، فماؤه أطيب المياه، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.



    • الثاني : أن حوضه أكبر الأحواض.



    • الثالث : أن حوضه أكثر الأحواض واردة، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته، أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم.


    ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي من أمته فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - - أنه قال : (أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي .
    ولقد أدرك النبي عظيم منة الله عليه في نزول سورة الكوثر، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر، فعن أنس بن مالك قال : (بينما رسول الله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة، عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس -، فأقول رب إنه من أمتي، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك) رواه مسلم.
    فهنيئا للمتبعين لرسول الله ، الواردين حوضه، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون
    هذه السورة خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كسورة الضحى، وسورة الشرح. يسري عنه ربه فيها، ويعده باأخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الظلال والشر والكفران..الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار. (إن شانئك هو الأبتر)
    في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر (وقد وردت روايات كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول الله – -). وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه.
    إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي الخالد ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور.
    وصدق الله العظيم. وكذب الكائدون الماكرون.

    • قال المراغي: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) أي إنا أعطيناك من المواهب الشيء الكثير الذي بعجز عن بلوغه العدّ، ومنحناك من الفضائل ما لا سبيل للوصول إلى حقيقته، وإن استخف به أعداؤك واستقلوه، فإنما ذلك من فساد عقولهم، وضعف إدراكهم.


    (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) أي اجعل صلاتك لربك وحده، وانحر ذبيحتك وما هو نسك لك لله أيضا، فإنه هو الذي رباك وأسبغ عليك نعمه دون سواه كما قال: تعالى آمرا له: « قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ». وبعد أن بشر رسوله بأعظم البشارة، وطالبه بشكره على ذلك، وكان من تمام النعمة أن يصبح عدوه مقهورا ذليلا، أعقبه بقوله: (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) أي إن مبغضك كائنا من كان هو المقطوع ذكره من خيري الدنيا والآخرة، وأما أنت فستبقى ذريتك، ويبقى حسن صيتك، وآثار فضلك إلى يوم القيامة. وشانئوه ما كانوا يبغضونه لشخصه، لأنه كان محبّبا إلى نفوسهم، بل كانوا يمقتون ما جاء به من الهدى والحكمة، لأنه سفّه أحلامهم، وعاب معبوداتهم، ونادى بفراق ما ألفوه ونشئوا عليه. وقد حقق الله في شانئيه من العرب وغيرهم في زمنه ما يستحقونه من الخذلان والخسران، ولم يبق لهم إلا سوء الذكر أما النبي ، ومن اهتدى بهديه فإن الله رفع منزلتهم فوق كل منزلة، وجعل كلمتهم هي العليا. قال الحسن رحمه الله: عنى المشركون بكونه أبتر: أنه ينقطع عن المقصود قبل بلوغه، والله بيّن أن خصمه هو الذي يكون كذلك ا هـ. وصلّ ربنا على نبيك محمد الذي أعليت ذكره، وأذللت شانئه، صلاة تبقى ما بقي الدهر.
    شرح ايات من القران - صفحة 2 20px-Aya-1 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ شرح ايات من القران - صفحة 2 20px-Aya-2 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ شرح ايات من القران - صفحة 2 20px-Aya-3 
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 17, 2014 6:16 pm

    الصديقة اميرة الورد الغالية

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Z
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 18, 2014 9:34 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 116420
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 18, 2014 9:57 am


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 101 إلى 105

    ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(101)وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(103) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ(104) مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(105)

    مناسبة النزولذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم النبي سليمان عليه السلام ضمن المرسلين، فقال بعض أحبار اليهود: ألا تعجبون لمحمد يزعم أن ابن داود كان نبيا، بل هو ساحر، فأنزل الله ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾.

    ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ﴾ تأكيد لمصدر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الله تعالى.
    ﴿مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ﴾ موافقا لما جاء في التوراة التي بين أيديهم (في أصول الدين) وهذا قبل تحريفها.
    ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ نقض أحبارهم وعلماؤهم ما في التوراة وأعرضوا عن التوراة والقرآن الكريم.
    ﴿كِتَابَ اللَّهِ تأكيد على صحته فهو من عنده.
    ﴿وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كناية عن إعراضهم الشديد.
    ﴿كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ إثباتا لجرمهم، فالخطأ على علم الجرم أكبر.
    ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ نبذوا الوحي (القرآن والتوراة) واتبعوا السحر عن عهد سليمان بن داود فنسبوا معجزاته إلى السحر بهتانا وظلما.

    قام المردة من الشياطين بكتابة كتاب ضمنوه ألوانا من السحر والشعوذة نسبوه إلى كاتب سليمان "آصف" ودفنوه تحت كرسي سليمان، ولما مات تعاون شياطين الإنس والجن فأخرجوه وأعلنوا في الناس أن سليمان كان يستعمل السحر.

    ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ تبرئة لسليمان عليه السلام من السحر والكفر، وإثباتا لكفر الساحر، تطبيقا لمقررات علم الأصول في مفهوم الموافقة.
    ﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ بسبب تعليمهم الناس السحر، فالسحر من عمل الشياطين.
    ﴿يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ قصد إضلالهم. 
    ﴿وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ بأرض الكوفة، قال القرطبي ما نافية، ولقد كثر السحر في عهد سليمان حتى اختلط على الناس بالمعجزات.
    ﴿هَارُوتَ وَمَارُوتَ ملكان أنزلهما الله ابتلاء للناس واختبارا لهم، فقد بعثهما لتعليم الناس أنواع السحر، الذي كان مستقرا بينهم لكثرة السحرة الذين يدعون النبوة أحيانا، فيستطيع الناس التمييز بين معجزات الأنبياء وسحر السحرة.
    ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فحين يعلمان أحدا من الناس السحر يخبرانه بأنهما ابتلاء فهما يبذلان النصح لهم ألا يكفروا، وذلك تأكيد على أن السحر كفر.
    ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ أي من السحر ما يحدثون به الشقاق والفراق.
    ﴿بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾ وهو نموذج لأضرارهم على سبيل التمثيل لا الحصر.
    ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ تأكيد على عقيدة التوكل على الله.

    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا غلام! أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام وجفت الصحف) [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].

    ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ فلا خير في السحر ولا نفع.
    ﴿وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ أي اليهود نبذوا كتاب الله وآثروا السحر، فلا حظ ولا نصيب لهم من رحمة الله وجنته.
    ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ باعوا أنفسهم وإيمانهم بالسحر، وهي تجارة خاسرة.
    ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ فالإيمان والتقوى يحولان دون الإضرار بالغير، أما السحر يؤدي إلى الهلاك والتباب.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا خطاب موجه للمؤمنين، وينهاهم عن قول "راعنا" فأصل هذه الكلمة من الرعاية والمراعاة حرفها اليهود فجعلوها مشتقة من الرعونة، وفي العبرية كلمة تشبهها تفيد السب والشتيمة، فصار اليهود يقولونها للرسول صلى الله عليه وسلم بنية الشتم.
    ﴿وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا﴾ من النظر والانتظار حتى يحفظوا ما يتلى عليهم.
    ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ تهديد لليهود وغيرهم ا أن لهم عذاب موجع.
    ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ لا يريد اليهود ولا النصارى ولا المشركون أن يؤتي الله المؤمنين خيرا حسدا من عند أنفسهم.
    ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ أي بالنبوة والوحي، وهي أعظم رحمة ينزلها رب العباد على عباده.
    ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فالله واسع الفضل فسيح الرحمة.

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 19, 2014 12:05 pm


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 106 إلى 113

    ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّه لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ(107) أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ(108) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(109) وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110) وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(113)

    مناسبة الآية:

    1. قضية النسخ: طعن اليهود في الشريعة الإسلامية بسبب النسخ، فقالوا للناس: ألا تعجبون لأمر محمد ؟ يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه، وهذا للتشكيك في عقيدتهم، والمراد بالنسخ لغة: الإزالة والإبطال والرفع، واصطلاحا: إبطال حكم نص سابق بحكم نص لاحق.
    2. ادعاء اليهود أنهم شعب الله المختار وأن الجنة لهم لا لغيرهم، وادعى النصارى أن الجنة لهم كذلك.
    3. محاولة اليهود إخراج المسلمين من دينهم بعدما تبين لهم أن الإسلام حق.

    التفسير:

    ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أو مِثْلِهَا﴾ ما نزيل أو نبطل من آية أو نمحها من قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين، إلا وأبدلناه بآية شبيهة أو بأفضل منها.
    ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّه لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ جاء الاستفهام للتقرير مع بيان قدرة الله المطلقة وتصرفه الذي لا تحده حدود في ملكوته.
    ﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ فهو خير ناصر ومعين.
    ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ أخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدي قال: سألت العرب محمدا صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالله فيروه جهرة، فنزلت هذه الآية.

    وسألت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم جبل الصفا ذهبا.

    ﴿كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ فقد سأل اليهود موسى أن يريهم الله جهرة، فحذر الله معشر المؤمنين من الاقتداء باليهود.
    ﴿وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ يحذر الله تعالى المؤمنين من الاقتداء باليهود في منهجهم مع موسى فهذا يؤدي إلى استبدال الكفر بالإيمان ومن يفعل ذلك فقد أضاع طريق النجاة.
    ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً أحب اليهود والنصارى لو يرتد المؤمنون عن إيمانهم، و "لو" تفيد الاستمرار وتكرار المحاولة قديما وحديثا، فالإيمان أغلى ما يملك المؤمن، لذلك يعمل الكفار وأهل الكتاب على إزالته، يقول تعالى: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ [سورة الممتحنة، الآية 2].
    ﴿حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ والحسد هو تمني زوال النعمة، وأهل الكتاب يحسدون المؤمنين على إيمانهم.
    ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ بالبراهين القاطعة والأدلة الثابتة أن النبوة حق وأن القرآن حق.
    ﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا يأمر الله المؤمنين أن لا يؤاخذوا أهل الكتاب ويعرضوا عنهم.
    ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ وهو الإذن بقتال يهود المدينة وهم بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريضة.
    ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تأكيدا لقدرة الله المطلقة.
    ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ أي أدائها بفرائضها وسننها كاملة.
    ﴿وَآتُواْ الزَّكَاةَ﴾ أمر بأداء الزكاة وهي عبادة مالية واجتماعية.
    ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّه﴾ ما تفعلوا من خير مطلقا من عبادات وصدقات وأعمال صالحة تجدوه محفوظا عند الله في حرز مضمون.
    ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فلا تخفى عليه خافية وهذه الآية للترغيب والترهيب.
    ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى كل فريق سواء اليهود أو النصارى يدعي أنه من يدخل الجنة دون غيره.
    ﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ أي أحلامهم وأوهامهم.
    ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قل لهم يا محمد هاتوا الحجة القاطعة إن كنتم صادقين في هذه الدعوى، فلا دعوى بلا دليل.
    ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ فالذي يدخل الجنة هو من خضع لله إيمانا وتوجه إلى القبلة بوجهه، ولقد خص الوجه بالذكر لأنه أشرف الأعضاء، وهو الواجهة التي يظهر فيها العز والذل، والسكون والخوف...
    ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ بحسن إسلامه: في صلاته ومعاملاته.
    ﴿فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ فثوابه يجده محفوظا في الآخرة.
    ﴿وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ إنما ينغص حياة الناس الخوف والحزن، إلا أن المحسن موعود بنعيم بلا كدر.
    ﴿وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ ادعى كل من اليهود بطلان دين النصارى، وكذلك ادعى النصارى بطلان دين اليهود مع إثبات كل منهم لصحة دينه، وكلاهما قد كفر عن علم، لأن اليهود يقرؤون التوراة، والنصارى يقرؤون الإنجيل، لذلك وبخهم الله لنكران ما يقرؤون، فالتوراة تبشر بمجيء عيسى، والإنجيل يتمم ما جاء به موسى.
    ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ قال مشركوا العرب "ليس محمد على شيء" مثلما قالت الأمم السابقة على أنبيائهم.
    ﴿فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

    يفصل الله بين اليهود والنصارى في أمر الدين بعدله وقضائه، وقد أثبت الله صحة الدين الإسلامي، وأمر بإتباعه دون غيره في قوله تعالى:

    ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [سورة آل عمران، الآية 19.]
    ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [سورة آل عمران، الآية 85].

    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 62




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Tag1




    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ الخميس فبراير 20, 2014 2:36 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQLaZt9JioTbv-hveDs_4moeARzgpOj4L3DaVaGsQQpSVlcCPq1
    شرح ايات من القران - صفحة 2 349798117
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس فبراير 20, 2014 7:07 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQXbHpwJ629xLVsIvN_gYeitFFaog7XhO1284PISFMDXuDce_ttYw
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الخميس فبراير 20, 2014 7:52 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQpEB1uyOhcPlfS3ZJPW6bMVol1Euyl5ZPB6cu-w6QmzTfHNimPXQ
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس فبراير 20, 2014 7:57 am

    اشكرك عادل على مرورك وبارك الله فيك
    شرح ايات من القران - صفحة 2 74931f2c8c52f49f3f29e6020ee71e07
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الخميس فبراير 20, 2014 12:53 pm

    تفسير سورة البقرة من 113 الى 121


    { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

    شرح الكلمات:

    { ومن أظلم }: الاستفهام للإنكار والنفي، والظلم وضع الشيء في غير محله مطلقاً.

    { سعى في خرابها }: عمل في هدمها وتخريبها حقيقة أو بمنع الصلاة فيها وصرف الناس عن التعبد فيها إذْ هذا من خرابها أيضاً.

    { الخزي }: الذل والهوان.

    { فثم وجه الله }: هناك الله إذ الله عز وجل محيط بخلقه فحيثما اتجه العبد شرقاً أو غرباً شمالاً أو جنوباً وجد الله تعالى، إذ الكائنات كلها بين يديه وكيف لا يكون ذلك وقد أخبر عن نفسه أن الأرض قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، فليس هناك جهة تخلو من علم الله تعالى وإحاطته بها وقدرته عليها. ويقرر هذا قوله: { إن الله واسع عليم } ، إنه واسع الذات والعلم والفضل والجود والكرم عليم بكل شيء لأنه محيط بكل شيء.

    شرح الآيتين:

    ففي الآية الأولى (114) ينفي تعالى أن يكون هناك من هو أكثر ظلماً ممن منع مساجد الله تعالى أن يعبد الله تعالى فيها، لأن العبادة هي علة الحياة فمن منعها كان كمن أفسد الحاية كلها وعطلها، وفي نفس الوقت ينكر تعالى هذا الظلم على فاعليه وسواء كانوا قريشاً بصدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام، أو فلطيوس ملك الروم الذى خرّب المسجد الأقصى أو غيرهم ممن فعلوا هذا الفعل أو من سيفعلونه مستقبلاً، ولذا ضمن تعالى قوله ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، أمر المسلمين بجهاد الكافرين وقتالهم حتى يسلموا أو تكسر شوكتهم فيذلوا ويهونوا.

    وفى الآية الثانية (115) يخبر تعالى راداً على اليهود الذين انتقدوا أمر تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، مؤذناً بجواز صلاةمن جهل القبللة أو خفيت عليه إلى أي جهة كانت فأخبر تعالى أن له المشرق والمغرب خَلقاً وملكاً وتصرفاً، وأنّ الله تعالى محيط، بالكائنات فحيثما توجه العبد فى صلاته فهو متوجه إلى الله تعالى، إلا أنه تعالى أمر بالتوجه في الصلاة إلى الكعبة فمن عرف جهتها لا يجوز له أن يتجه إلا إليها.

    هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    1- عظم جيمة من يتعرض للمساجد بأي أذىً أو إفساد.

    2- وجوب حماية المساجد من دخول الكافرين إلا أن يدخلوها بإذن المسلمين وهم أذلاء صاغرون.

    3- صحة صلاة النافلة على المركوب في السفر إلى القبلة وإلى غيرها.

    4- وجوب استقبال القبلة إلا عند العجز فيسقط هذا الواجب.

    5- العلم بإحاطة الله تعالى بالعوالم كلها قدرة وعلما فلا يخفى عليه من أمر العوالم شيء ولا يعجزة آخره.

    { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } * { بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } * { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ }

    شرح الكلمات:

    { سبحانه }: تنزه وتقدس عن كل نقص ومنه أن يكون له ولد.

    { قانتون }: خضعون مطيعون تجري عليهم أقداره وتنفذ فيهم أحكامه.

    { بديع السموات }: مبدعها أي موجدها على غير مثال سابق.

    { قضى أمراً }: حكم بإيجاده.

    { أو تأتينا آية }: كآيات موسى وعيسى فى العص وإحياء الموتى.

    { ولا تسأل }: قرىء بالتاء للمجهول، ولا نافية والفعل مرعوع وقرىء بالبناء للمعلوم ولا ناهية والفعل مجزوم.

    { الجحيم }: دركة من دركات النار وهي أشدها عذاباً.

    معنى الآيات:

    ما زال السياق الكريم في ذكر أباطيل الكافرين من أهل الكتاب والمشركين والرد عليها بما يظهر زيفها ويبطلها نهائياً ففي الآيتين الأولى (116) والثانية (117) يذكر تعالى قول أهل الكتاب والمشركين في أن الله اتخذ ولداً إذا قالت اليهود العزيران بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال بعض مشركي العرب الملائكة بنات الله، ذكر تعالى قولهم اتخذ الله ولداً ثم نزّه نفسه عن هذا القول الباطل والفرية الممقوتة، وذكر الأدلة المنطقية العقلية على بطلان الدعوى.

    فأولاً: مِلْكِيَةُ الله تعالى لما في السموات والأرض، وخضوع كل من فيهما لحكمه وتصريفه وتدبيره يتنافى عقلاً مع اتخاذ ولد منهم.

    ثانياً: قدرة الله تعالى المتجلية في إبداعه السموات والأرض وفي قوله للشيء كن فيكون يتنافى معها احتاجه إلى الولد، وهو مالك كل شيء وربّ كل شيء وفي الآية الثالثة (118) يرد تعالى على قولة المشركين الجاهلينك { لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } حيث اقترحوا ذلك ليؤمنوا ويوحدوا فأخبر تعالى أن مثل هذا الطلب مَنْ قَبْلَهُم فتشابهت قلوبهم في الظلمة والإِنتكاس، فقد قال اليهودلموسى أرنا الله جهرة، أما رؤية الله وتكليمه إياهم فغير ممكن في هذه الحياة حياة الامتحان التكليف ولذا لم يجب إليه أحداً من قبلهم ولا من بعدهم، وأما الآيات فما أنزل الله تعالى وَبَيَّنُهُ في كتابه من الآيات الدالة على الإِيمان بالله ووجوب عبادته وتوحيده فيها، وعلى صدق نبيه في رسالته ووجوب الإِيمان به واتباعه كاف ومغنٍ عن أية آية مادةي يريدونها، ولكن القوم كفرهم وعنادهم لم يروا في آيات القرآن ما يهديهم وذلك لعدم إيقانهم، والآيات يراها وينتفع بها الموقنون لا الشاكون المكذبون.

    وفي الآية ا لرابعة (119) يخفف تعالى لعى نبيّه هَمَّ مطالبة المشركين بالآيات بأنه غير مكلف بهداية أحد ولا ملزم بإيمان آخر، ولا هو مسئول يوم القيامة عمن يدخل النار من الناس، إذ مهمته محصورة في التبشير والإِنذار تبشير من آمن وعمل صالحاً بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنذار من كفر وعمل سوءاً بدخول النار والعذاب الدائم فيها.

    هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    1- حرمة نسبة أي شيء إلى الله تعالى بدون دليل من الوحي الإِلهي إذ أنكر تعالى نسبة الولد إليه أنكره على أهل الكتاب والمشركين معا.

    2- تشابه قلوب أهل الباطل في كل زمان ومكان لاستجابتهم للشيطان وطاعتهم له.

    3- لا ينتفع بالآيات إلا أهل اليقين لصحة عقولهم وسلامة قلوبهم.

    4- على المؤمن أن يدعو إلى الله تعالى، وليس عليه أن يهدى، إذ الهداية بيد الله، وأما الدعوة فهي في قدرة الإِنسان، وهو مكلّف بها.


    Bottom of Form

    Top of Form


    { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

    شرح الكلمات:

    { ملتهم }: دينهم الذي هم عليه من يهودية ونصرانية.

    { قل ان الهدى هدى الله }: الهدى ما أنزل به كتابه وبعث به رسوله وهو الإِسلام، لا ما ابتدعه اليهود والنصارى من بدعة اليهودية والنصرانية.

    { من ولي ولا نصير }: الولي من يتولاك ويكفيك أمرك والنصير من ينصرك ويدفع عنك الأذى.

    { يتلونه حق تلاوته }: لا يحرفون كلمه عن مواضعه ولا يكتمون الحق الذي جاء فيه من نعت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وغيره.

    { أولئك هم الخاسرون }: المشار إليهم كفار أهل الكتاب والخسران الدنيا والآخرة.

    معنى الآيتين:

    ما زال السياق في أهل الكتاب يكشف عوارهم ويدعوهم إلى الهدى لو كانوا يهتدون ففي الآية الأولى (120) يخبر تعالى رسوله وأمته تابعة له أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم الباطلة وهي اليهودية أو النصرانية، وفي هذا نهى عن اتباعهم ثم أمره أن يخبرهم أن الهدى هدى الله الذي هو الإِسلام وليس اليهودية ولا النصرانية إذ هما بدعتان من وضع أرباب الأهواء والأطماع الماديّة.

    ثم يحذر الله رسوله وأمته من اتباع اليهود والنصارى بعد الذي جاءهم من العلم والنعمة التي أتمها عليهم وهي الإِسلام فيقول: { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير }.

    وفي الآية الثانية (121) يخبر تعالى أن الذين آتاهم الله الكتاب التوراة والإِنجيل فكانوا يتلونه حق تلاوته فلا يحرفون ولا يكتمون هؤلاء يؤمنون بالكتاب حق الإِيمان أما الذين يحرفون كلام الله ويكتمون ما جاء فيه من نعوت النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء لا يؤمنون به وهم الخاسرون دون غيرهم، ومن آمن من أهل الكتاب بكتابه وتلاه حق تلاوته سوف يؤمن بالنبي الأمي ويدخل في جينه قطعاً.

    هداية الآيات:

    من هداية الآيتين:

    1- لا يحصل المسلم على رضا اليهود والنصارى إلا بالكفر بالإِسلام واتباع دينهم الباطل وهذا ما لا يكون للمسلم أبداً فلذا طَلَب رضا اليهود والنصارى محرم لا يحل أبداً.

    2- لا دين حق إلا الإِسلام فلا ينبغي أن يُلْتَفَتَ إلى غيره بالمرة.

    3- من يوالي اليهود والنصارى باتباعهم على باطلهم يفقد ولاية الله تعالى ويحرم نصرته.

    4- طريق الهداية في تالوة كتاب الله حق تلاوته بأن يجوده قراءة ويتدبّره هداية ويؤمن بحكمه ومتشابهه، ويحلل حلاله ويحرم حرامه، ويقيم حدوده كما يقيم حروفه.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة فبراير 21, 2014 1:15 am


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 120 إلى 123

    ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ(120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ(123)

    ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ خطاب موجه إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن أهل الكتاب لن يرضوا عنه حتى يتخلى عن دين الحق ويتّبع ملتهم الباطلة، وهو خطاب موجه إلى أمة الإسلام بالتبعية،  وذهب الجمهور إلى أن ملة الكفر واحدة.

    ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى فاليهود يزعمون أن التوراة هي هدى الله، والنصارى يزعمون أن الإنجيل هو هدى الله، فحسم الله الأمر وبين أن الهدى منحصر في الإسلام، من باب قصر الصفة على الموصوف، وتأكد ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الجاثية، الآية 18].

    ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ أكبر هوى تحريف التوراة والإنجيل، فمن يتبعه بعد أن جاءه العلم عن طريق الوحي فليس له من يرعاه ويدفع عنه عذاب الله، وهذا تحذير قبل أن يقع فيه.

    ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ إشارة إلى بعض اليهود والنصارى الذين أسلموا أمثال عبد الله بن سلام يتلون القرآن الكريم بتدبر وفهم ودون تحريف فهم مؤمنون حقا.

    ﴿وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ يتوعد الله الكافرين بالقرآن بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.

    ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ يتكرر هذا الخطاب كثيرا، يبدأ به الله ويستعرض تاريخهم الأسود ويفضح جرائمهم... ثم ينتهي بما بدأ، يذكرهم بنعمه الكثيرة وأنه فضّلهم على سائر الأمم في زمانهم.

    ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ يذكر الله عباده بيوم القيامة يوم لا يدفع أحد عذاب الله عن أحد، ولا يقبل منه فداء ولا وساطة، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [سورة البقرة، الآية 48]

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة فبراير 21, 2014 1:17 am


    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 124 إلى 129

    ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ(124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ(129)

    تتناول هذه الآيات المسائل الآتية:

    1. نفي الاعتزاز بالنسب.
    2. إبراز معالم أساسية في التصور الإسلامي.
    3. بيان وظيفتي الرسول صلى الله عليه وسلم: التعليم والتزكية.

    ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ إيذان بأن ابتلاء إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام تربية وإعداد له.

    وتعني كلمة "أبرهم" بالسريانية والعبرية الأب الرحيم، وإبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ... بن سام بن نوح.

    ﴿بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ ابتلاه الله بأوامر تكليفية منها: ذبح إسماعيل عليه السلام، بناء البيت العتيق، الصلاة، الزكاة، كسر الأصنام، الهجرة... فأدّاهن على التمام والكمال.

    ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ أكرمه الله بالإمامة في الدين، وهي مكانة لا ينالها إلا الصالحون العادلون.

    ﴿قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ رغبة صالحة من إبراهيم أن ينال أبناؤه هذا الخير، لكن الله حسم الأمر فلا يناله الظالمون منهم.

    وبهذا تسقط دعاوى اليهود والنصارى في استئثارهم بالجنة دون غيرهم لمجرد كونهم أبناء إبراهيم وحفدته وهم ورثته وخلفاؤه ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى...﴾ [سورة البقرة، الآية 111]. ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِين﴾ [سورة البقرة، الآية 135]. كما تسقط دعاوى قريش في الاستئثار بالبيت الحرام، فالفاصل الحقيقي هو العقيدة.

    ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً﴾ جعل الله الكعبة مرجعا للناس ينجذبون ويتشوقون إليها.

    ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى روى البخاري أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت الآية موافقة له: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾.

    ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ أمر تعالى إبراهيم وإسماعيل أن يطهّرا البيت الحرام من الأقذار الحسية كالدماء... والمعنوية كالشّرك والمفاسد والبدع... للملازمين الصلاة فيه.

    ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ دعا إبراهيم ربّه أن ينزّل في البلد الحرام الأمن على النفس والعرض والمال، ويرزق أهله من جميع الثمار.

    ﴿قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فالكفار يستفيدون من الرزق في الدنيا وهو قليل، لكن مآلهم جهنم وساء مصيرهم.

    ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ مشهد رائع لبناء الكعبة الشريفة مع الدعاء، فالله إذ يسمع دعاءهما يعلم إخلاصهما في عملهما.

    ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾ دعاء أن يجعلهما خاضعين لله منقادين لحكمه، وكذلك ذريتهما.

    ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ طلبا من الله أن يعلمهما مناسك الحج وأن يتوب عليهما، وكذلك يجب أن يكون حال المؤمن، ينشغل بالصالحات ويدعو الله بالمغفرة.

    ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ﴾ دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يبعث الله في الأمة المسلمة رسولا منهم يعرفونه سلوكا وأخلاقا.

    ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ من وظائف الرسول تلاوة آيات القرآن، وتعليمه للناس القرآن الكريم والسنة النبوية، وتربيتهم وتطهيرهم من الشرك.

    ﴿إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فالله لا يُقهر لأنه صاحب القدرة المطلقة، وهو حكيم لأنه يضع الأمور في نصابها.
    وقد استجاب الله دعاء إبراهيم الخليل ببعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة السبت فبراير 22, 2014 10:32 am



    من الآية 130 إلى 137

    ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132( َمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134) وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(136) فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(137)

    تتناول هذه الآيات:

    1. عقيدة التوحيد.
    2. ضرورة بناء الأمجاد وعدم الاكتفاء بمآثر الأجداد.

    ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ فمن يتخلى عن ملة الخليل إبراهيم فقد أذل نفسه واستخف بها وامتهنها، فالعزة في الإسلام والذلة في الكفر.

    ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ اختاره الله على سائر الخلق واصطفاه بالنبوة والإمامة في الدنيا، والله يصطفي من يشاء لتبليغ دينه وخدمته، وجعله من المقربين في الآخرة.

    ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أمره الله أن يستسلم له فلم يتأخر عن الاستجابة لأمر ربه.

    ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أوصى إبراهيم ذريته بملته، وبها وصى يعقوب (هو إسرائيل) بنيه مخبرا إياهم أن الإسلام هو الدين الذي اصطفى الله تعالى، فعليهم أن يعيشوا بالإسلام وللإسلام إلى الموت، لكن اليهود لم ينفذوا وصيته.

    وقد جاء في الدعاء المأثور: (أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين) [رواه أبي بن كعب].

    ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ﴾ توبيخ لليهود الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يعقوب وصى بنيه باليهودية، فنفى دعواهم وأكد الوصية الصحيحة.

    ﴿إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سؤال للاطمئنان على بقاء بنيه أوفياء للعهد، فطمأنوه أنهم لن يتركوا عبادة الله تعالى ولن يخرجوا عن ملة الآباء والأجداد، مؤكدين على عقيدة التوحيد والخضوع لله.

    ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ إشارة إلى إبراهيم وخلفه، فلكل ما كسب من العمل، ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام، الآية 164].

    ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ يدعي أهل الكتاب أنهم على الهدى فيدعون الناس إلى ملتهم.

    ﴿قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ تأكيد على أن الهدى هو ملة إبراهيم فقد كان مسلما ولم يكن مشركا.

    ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ دعوة الله إلى الإيمان بما أنزل في القرآن الكريم وما أنزل على الأنبياء وما جاء في التوراة والإنجيل... دون التفريق بين جميع الأنبياء، مع الانقياد الاختياري لأحكام الله.

    ﴿فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فإن استجاب أهل الكتاب لدعوة الإيمان فقد اهتدوا، وإن أعرضوا فقد أعلنوا العداء لله ولرسوله وللمؤمنين، وإن فعلوا ذلك فالله سيكفي رسوله والمؤمنين شرهم ومكرهم، وهو سميع بما يقولون، عليم بما يمكرون ويفعلون.
    [color][font]



    [/font][/color]
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الأحد فبراير 23, 2014 7:44 am

    تفسير الآية رقم (137) من سورة البقرة :
    فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(137)
    يَقُول تَعَالَى فَإِنْ آمَنُوا يَعْنِي الْكُفَّار مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَغَيْرهمْ بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ الْإِيمَان بِجَمِيعِ كُتُب اللَّه وَرُسُله وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْن أَحَد مِنْهُمْ " فَقَدْ اِهْتَدَوْا " أَيْ فَقَدْ أَصَابُوا الْحَقّ وَأُرْشِدُوا إِلَيْهِ " وَإِنْ تَوَلَّوْا " أَيْ عَنْ الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل بَعْد قِيَام الْحُجَّة عَلَيْهِمْ " فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاق فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ " أَيْ فَسَيَنْصُرُك عَلَيْهِمْ وَيُظْفِرك بِهِمْ " وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " . قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم قُرِئَ عَلِيّ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنَا زِيَاد بْن يُونُس حَدَّثَنَا نَافِع بْن أَبِي نُعَيْم قَالَ : أُرْسِلَ إِلَى بَعْض الْخُلَفَاء مُصْحَف عُثْمَان لِيُصْلِحَهُ قَالَ زِيَاد فَقُلْت لَهُ إِنَّ النَّاس لَيَقُولُونَ إِنَّ مُصْحَفه كَانَ فِي حِجْره حِين قُتِلَ فَوَقَعَ الدَّم عَلَى " فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " فَقَالَ نَافِع : بَصُرَتْ عَيْنِي الدَّمَ عَلَى هَذِهِ الْآيَة وَقَدْ تَقَدَّمَ .


    [color][font]
    تفسير الآية رقم (138) من سورة البقرة :
    صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ(138)
    قَوْله " صِبْغَة اللَّه " قَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس دِين اللَّه وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد وَأَبِي الْعَالِيَة وَعِكْرِمَة وَإِبْرَاهِيم وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَعَبْد اللَّه بْن كَثِير وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ نَحْو ذَلِكَ وَانْتِصَاب صِبْغَة اللَّه إِمَّا عَلَى الْإِغْرَاء كَقَوْلِهِ" فِطْرَة اللَّه " أَيْ اِلْزَمُوا ذَلِكَ عَلَيْكُمُوهُ وَقَالَ بَعْضهمْ بَدَلًا مِنْ قَوْله " مِلَّة إِبْرَاهِيم " وَقَالَ سِيبَوَيْهِ هُوَ مَصْدَر مُؤَكَّد اِنْتَصَبَ عَنْ قَوْله " آمَنَّا بِاَللَّهِ " كَقَوْلِهِ" وَعْدَ اللَّه " وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ رِوَايَة أَشْعَث بْن إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيل قَالُوا : يَا رَسُول اللَّه هَلْ يَصْبُغ رَبُّك ؟ فَقَالَ اِتَّقُوا اللَّه . فَنَادَاهُ رَبّه يَا مُوسَى سَأَلُوك هَلْ يَصْبُغ رَبّك ؟ فَقُلْ نَعَمْ : أَنَا أَصْبُغ الْأَلْوَان الْأَحْمَر وَالْأَبْيَض وَالْأَسْوَد وَالْأَلْوَان كُلّهَا مِنْ صَبْغِي " وَأَنْزَلَ اللَّه عَلَى نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صِبْغَة اللَّه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه صِبْغَة " كَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن مَرْدَوَيْهِ مَرْفُوعًا وَهُوَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي حَاتِم مَوْقُوف وَهُوَ أَشْبَه إِنْ صَحَّ إِسْنَاده وَاَللَّه أَعْلَم .
    [/font][/color]

    [color][font]
    تفسير الآية رقم (139) من سورة البقرة :
    قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ(139)
    يَقُول اللَّه تَعَالَى مُرْشِدًا نَبِيّه صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ إِلَى دَرْء مُجَادَلَة الْمُشْرِكِينَ " قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّه " أَيْ تُنَاظِرُونَنَا فِي تَوْحِيد اللَّه وَالْإِخْلَاص لَهُ وَالِانْقِيَاد وَاتِّبَاع أَوَامِره وَتَرْك زَوَاجِره " وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ " الْمُتَصَرِّفُ فِينَا وَفِيكُمْ الْمُسْتَحِقُّ لِإِخْلَاصِ الْإِلَهِيَّة لَهُ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ " وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ " أَيْ نَحْنُ بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ وَأَنْتُمْ بُرَآءُ مِنَّا كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " فَإِنْ كَذَّبُوك فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ " " فَإِنْ حَاجُّوك فَقُلْ أَسْلَمْت وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنْ أَتَّبَعَنِ " إِلَى آخِر الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " إِخْبَارًا عَنْ إِبْرَاهِيم " وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّه " إِلَى آخِر الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ" الْآيَة وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة " وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ " أَيْ نَحْنُ بَرَاء مِنْكُمْ كَمَا أَنْتُمْ بَرَاء مِنَّا وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ أَيْ فِي الْعِبَادَة وَالتَّوَجُّه .
    [/font][/color]

    [color][font]
    تفسير الآية رقم (140) من سورة البقرة :
    أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(140)
    ثُمَّ أَنْكَرَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ إِبْرَاهِيم وَمَنْ ذُكِرَ بَعْده مِنْ الْأَنْبِيَاء وَالْأَسْبَاط كَانُوا عَلَى مِلَّتهمْ إِمَّا الْيَهُودِيَّة وَإِمَّا النَّصْرَانِيَّة فَقَالَ " قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ " يَعْنِي بَلْ اللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا هُودًا وَلَا نَصَارَى كَمَا قَالَ تَعَالَى" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ " الْآيَة وَاَلَّتِي بَعْدهَا وَقَوْله " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّه " قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : كَانُوا يَقْرَءُونَ فِي كِتَاب اللَّه الَّذِي أَتَاهُمْ إِنَّ الدِّين الْإِسْلَام وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه وَإِنَّ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب وَالْأَسْبَاط كَانُوا بُرَآء مِنْ الْيَهُودِيَّة وَالنَّصْرَانِيَّة فَشَهِدُوا لِلَّهِ بِذَلِكَ وَأَقَرُّوا عَلَى أَنْفُسهمْ لِلَّهِ فَكَتَمُوا شَهَادَة اللَّه عِنْدهمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَوْله " وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ شَدِيدٌ أَيْ أَنَّ عِلْمَهُ مُحِيطٌ بِعَمَلِكُمْ وَسَيَجْزِيكُمْ عَلَيْهِ .
    [/font][/color]

    [color][font]
    تفسير الآية رقم (141) من سورة البقرة :
    تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(141)
    قَالَ تَعَالَى " تِلْكَ أُمَّة قَدْ خَلَتْ " أَيْ قَدْ مَضَتْ " لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ " أَيْ لَهُمْ أَعْمَالهمْ وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ " وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " وَلَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ اِنْتِسَابكُمْ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْر مُتَابَعَة مِنْكُمْ لَهُمْ وَلَا تَغْتَرُّوا بِمُجَرَّدِ النِّسْبَة إِلَيْهِمْ حَتَّى تَكُونُوا مُنْقَادِينَ مِثْلهمْ لِأَوَامِر اللَّه وَاتِّبَاع رُسُله الَّذِينَ بُعِثُوا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَإِنَّهُ مَنْ كَفَرَ بِنَبِيٍّ وَاحِد فَقَدْ كَفَرَ بِسَائِرِ الرُّسُل وَلَا سِيَّمَا بِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاء وَخَاتَم الْمُرْسَلِينَ وَرَسُول رَبّ الْعَالَمِينَ إِلَى جَمِيع الْإِنْس وَالْجِنّ مِنْ الْمُكَلَّفِينَ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَى سَائِر أَنْبِيَاء اللَّه أَجْمَعِينَ .
    [/font][/color]





    لا اله الا الله محمد رسول الله
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 24, 2014 4:19 pm

    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 144 إلى 150

    ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ(144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ(145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(150)

    ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا يخاطب الله تعالى نبيه الكريم يخبره أنه تعالى يعلم تردد نظره إلى السماء تشوقا لتحويل القبلة، وأن عليه أن ينتظر نزول الوحي الذي يحمل له الأمر بتغيير القبلة إلى ما يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالكعبة بناها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وليخالف قبلة اليهود والنصارى.

    ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مجيء الأمر بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، كان ذلك في الشهر 16 أو 17 من الهجرة قبل غزوة بدر بشهرين، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي الظهر أو العصر بمسجد بني سلمة، فغير القبلة وغيرها المسلمون أيضا، وقد سمي هذا المسجد بمسجد القبلتين.

    ﴿وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ أمر الله جميع المسلمين بالتوجه إلى المسجد الحرام.

    ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ تأكيد أن النصارى واليهود يعلمون أن أمر التحويل أمر إلهي ولكنهم يفتنون الناس بالشبهات، منها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي حول القبلة لما تهواه نفسه فمكة أرضه ومسقط رأسه، ويزعمون ضياع أجر الصلاة لمن صلى إلى القبلة الأولى...

    ﴿وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ فالله عليم بما يكيده أعداء الدين، من مكائد وما يبثونه من شبهات.

    ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ يجزم الله أن أهل الكتاب لا ينقصهم الدليل والحجة ليؤمنوا ويتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه الجحود والكفر.

    ﴿وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ يؤكد الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتبع قبلة أهل الكتاب بعد مجيء الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة الشريفة.

    ﴿وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ فلا اليهود يتبعون قبلة النصارى، ولا النصارى يتبعون قبلة اليهود.

    ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ينهى الله تعالى نبيه الكريم أن يتبع أهل الكتاب بعدما آتاه البرهان ولو فعل لكان من الظالمين، وقد جاءت الآية على سبيل الافتراض والتقدير، وهو نوع من التهييج للثبات على الحق.

    ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فاليهود والنصارى يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة يقينية مثلما يعرفون أبناءهم، لورود البشارات في كتبهم المقدسة، لكن أحبارهم ورهبانهم يخفون الحق عن علم وعرفان.

    ﴿الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ تأكيد للرسول عليه الصلاة والسلام على أن كل ما أوحي إليه من أمر القبلة وغيرها مصدره الله تعالى، وينهاه أن يكون من الشاكين.

    ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا لكل أمة وجهة تتخذها، ولقد تعددت الوجهات في دنيا الناس.

    ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ دعوة للمؤمنين أن يبادروا إلى الصالحات.

    ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا فالموت يدرك جميع العباد، فيجمعهم الله دون استثناء ليوم الحساب.

    ﴿إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تأكيد على قدرة الله المطلقة.

    ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فحكم التوجه للكعبة حكم واحد في السفر والحضر.

    ﴿وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ تأكيد على صدق الوحي بما فيه تحويل القبلة، وأن الله لا يغفل عما يصدر من الخلق من أقوال أو أفعال.

    ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ تكرار للمرة الثالثة التوجه للقبلة، فهو أول حكم نسخ في القرآن، حتى لا يكون لليهود أو النصارى أو المشركين حجة، فقالت اليهود عن محمد صلى الله عليه وسلم: كيف ينكر ديننا ويستقبل قبلتنا؟، وقال عنه المشركون: يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته.

    ﴿فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ أمر الله تعالى المؤمنين ألا يخافوا من الكفار وكيدهم، وأن يفردوه بالخشية، ثم أخبرهم بتمام نعمة الهداية عليهم.


    طوق الياسمين
    طوق الياسمين
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 210
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 510
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13529426091






    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd11



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    رقم العضوية37
    الابراج : العقرب

    عدد المساهمات : 1837
    نقاط التميز : 2152
    تاريخ التسجيل : 09/01/2014

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف طوق الياسمين الإثنين فبراير 24, 2014 4:34 pm

    قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
    قد نرى تحوُّل وجهك -أيها الرسول- في جهة السماء, مرة بعد مرة; انتظارًا لنزول الوحي إليك في شأن القبلة, فلنصرفنك عن "بيت المقدس" إلى قبلة تحبها وترضاها, وهي وجهة المسجد الحرام بـ "مكة", فولِّ وجهك إليها. وفي أي مكان كنتم -أيها المسلمون- وأردتم الصلاة فتوجهوا نحو المسجد الحرام. وإن الذين أعطاهم الله علم الكتاب من اليهود والنصارى لَيعلمون أن تحويلك إلى الكعبة هو الحق الثابت في كتبهم. وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء المعترضون المشككون, وسيجازيهم على ذلك
    طوق الياسمين
    طوق الياسمين
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 210
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 510
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13529426091






    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd11



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    رقم العضوية37
    الابراج : العقرب

    عدد المساهمات : 1837
    نقاط التميز : 2152
    تاريخ التسجيل : 09/01/2014

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف طوق الياسمين الإثنين فبراير 24, 2014 4:34 pm

    وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145)
    ولئن جئت -أيها الرسول- الذين أُعطوا التوراة والإنجيل بكل حجة وبرهان على أن توجُّهك إلى الكعبة في الصلاة هو الحق من عند الله, ما تبعوا قبلتك عنادًا واستكبارًا, وما أنت بتابع قبلتهم مرة أخرى, وما بعضهم بتابع قبلة بعض. ولئن اتبعت أهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعد ما جاءك من العلم بأنك على الحق وهم على الباطل, إنك حينئذ لمن الظالمين لأنفسهم. وهذا خطاب لجميع الأمة وهو تهديد ووعيد لمن يتبع أهواء المخالفين لشريعة الإسلام.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين فبراير 24, 2014 4:45 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQz6oCS00KJWsih2MTCdGlIWlsC93gp_5ehNS_ZT3V94d4SYdZg
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين فبراير 24, 2014 7:11 pm

    تفسير سورة البقرة من الاية 151 الى 159

     151 - 152 } { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }
    يقول تعالى: إن إنعامنا عليكم باستقبال الكعبة وإتمامها بالشرائع والنعم المتممة, ليس ذلك ببدع من إحساننا, ولا بأوله, بل أنعمنا عليكم بأصول النعم ومتمماتها, فأبلغها إرسالنا إليكم هذا الرسول الكريم منكم, تعرفون نسبه وصدقه, وأمانته وكماله ونصحه.
    { يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا } وهذا يعم الآيات القرآنية وغيرها، فهو يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل, والهدى من الضلال, التي دلتكم أولا, على توحيد الله وكماله, ثم على صدق رسوله, ووجوب الإيمان به, ثم على جميع ما أخبر به من المعاد والغيوب, حتى حصل لكم الهداية التامة, والعلم اليقيني.
    { وَيُزَكِّيكُمْ } أي: يطهر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتكم من الشرك, إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكبر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع, إلى التحاب والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية.
    { وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ } أي: القرآن, ألفاظه ومعانيه، { وَالْحِكْمَةَ } قيل: هي السنة, وقيل: الحكمة, معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها, وتنزيل الأمور منازلها.
    فيكون - على هذا - تعليم السنة داخلا في تعليم الكتاب, لأن السنة, تبين القرآن وتفسره, وتعبر عنه، { وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } لأنهم كانوا قبل بعثته, في ضلال مبين, لا علم ولا عمل، فكل علم أو عمل, نالته هذه الأمة فعلى يده صلى الله عليه وسلم, وبسببه كان، فهذه النعم هي أصول النعم على الإطلاق, ولهي أكبر نعم ينعم بها على عباده، فوظيفتهم شكر الله عليها والقيام بها؛ فلهذا قال تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } فأمر تعالى بذكره, ووعد عليه أفضل جزاء, وهو ذكره لمن ذكره, كما قال تعالى على لسان رسوله: { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم }
    وذكر الله تعالى, أفضله, ما تواطأ عليه القلب واللسان, وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته, وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر, فلهذا أمر به خصوصا, ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: { وَاشْكُرُوا لِي } أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم، والشكر يكون بالقلب, إقرارا بالنعم, واعترافا, وباللسان, ذكرا وثناء, وبالجوارح, طاعة لله وانقيادا لأمره, واجتنابا لنهيه, فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة, وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية, من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال, بيان أنها أكبر النعم, بل هي النعم الحقيقية؟ التي تدوم, إذا زال غيرها وأنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل, أن يشكروا الله على ذلك, ليزيدهم من فضله, وليندفع عنهم الإعجاب, فيشتغلوا بالشكر.
    ولما كان الشكر ضده الكفر, نهى عن ضده فقال: { وَلَا تَكْفُرُونِ } المراد بالكفر هاهنا ما يقابل الشكر, فهو كفر النعم وجحدها, وعدم القيام بها، ويحتمل أن يكون المعنى عاما, فيكون الكفر أنواعا كثيرة, أعظمه الكفر بالله, ثم أنواع المعاصي, على اختلاف أنواعها وأجناسها, من الشرك, فما دونه.

    { 153 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

    أمر الله تعالى المؤمنين, بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره, فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها, وعن معصية الله حتى تتركها, وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة, فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر, وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح, وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها, لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم, وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى, واستعانة بالله على العصمة منها, فإنها من الفتن الكبار. وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر, فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية, ويوجد مقتضاها, وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجأ إليه, والافتقار على الدوام.
    فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد, بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه { مَعَ الصَّابِرِينَ } أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة بمعونته وتوفيقه, وتسديده، فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره, وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة, تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه, وهذه [منقبة عظيمة]  للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة, كما في قوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } وهذه عامة للخلق.
    وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب, الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها, استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه, موقف العبد الخادم المتأدب, مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.
    { 154 } { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ }
    لما ذكر تبارك وتعالى, الأمر بالاستعانة بالصبر على جميع الأمور  ذكر نموذجا مما يستعان بالصبر عليه, وهو الجهاد في سبيله, وهو أفضل الطاعات البدنية, وأشقها على النفوس, لمشقته في نفسه, ولكونه مؤديا للقتل, وعدم الحياة, التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها، فكل ما يتصرفون به, فإنه سعى لها, ودفع لما يضادها.
    ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم، فأخبر تعالى: أن من قتل في سبيله, بأن قاتل في سبيل الله, لتكون كلمة الله هي العليا, ودينه الظاهر, لا لغير ذلك من الأغراض, فإنه لم تفته الحياة المحبوبة, بل حصل له حياة أعظم وأكمل, مما تظنون وتحسبون.
    فالشهداء { أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
    فهل أعظم من هذه الحياة المتضمنة للقرب من الله تعالى, وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة, والرزق الروحي, وهو الفرح، والاستبشار  وزوال كل خوف وحزن، وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح الشهداء في أجواف طيور  خضر ترد أنهار الجنة, وتأكل من ثمارها, وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. وفي هذه الآية, أعظم حث على الجهاد في سبيل الله, وملازمة الصبر عليه، فلو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد، ولكن عدم العلم اليقيني التام, هو الذي فتر العزائم, وزاد نوم النائم, وأفات الأجور العظيمة والغنائم، لم لا يكون كذلك والله تعالى قد: { اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ }
    فوالله لو كان للإنسان ألف نفس, تذهب نفسا فنفسا في سبيل الله, لم يكن عظيما في جانب هذا الأجر العظيم، ولهذا لا يتمنى الشهداء بعدما عاينوا من ثواب الله وحسن جزائه إلا أن يردوا إلى الدنيا, حتى يقتلوا في سبيله مرة بعد مرة.
    وفي الآية, دليل على نعيم البرزخ وعذابه, كما تكاثرت بذلك النصوص.

    { 155 - 157 } { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }

    أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر, وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة, لحصل الاختلاط الذي هو فساد, وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر. هذه فائدة المحن, لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان, ولا ردهم عن دينهم, فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين، فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده { بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ } من الأعداء { وَالْجُوعِ } أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله, أو الجوع, لهلكوا, والمحن تمحص لا تهلك.
    { وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ } وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية, وغرق, وضياع, وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة, وقطاع الطريق وغير ذلك.
    { وَالْأَنْفُسِ } أي: ذهاب الأحباب من الأولاد, والأقارب, والأصحاب, ومن أنواع الأمراض في بدن العبد, أو بدن من يحبه، { وَالثَّمَرَاتِ } أي: الحبوب, وثمار النخيل, والأشجار كلها, والخضر ببرد, أو برد, أو حرق, أو آفة سماوية, من جراد  ونحوه.
    فهذه الأمور, لا بد أن تقع, لأن العليم الخبير, أخبر بها, فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع, حصلت له المصيبتان, فوات المحبوب, وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها, وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان, ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران, وحصل [له] السخط الدال على شدة النقصان.
    وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا, واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له, بل المصيبة تكون نعمة في حقه, لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها, فقد امتثل أمر الله, وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
    فالصابرين, هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة, والمنحة الجسيمة، ثم وصفهم بقوله: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
    { قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ } أي: مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه, فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها, فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم, الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك, الرضا عن الله, والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد, فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر.
    { أُولَئِكَ } الموصوفون بالصبر المذكور { عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ } أي: ثناء وتنويه بحالهم { وَرَحْمَةٌ } عظيمة، ومن رحمته إياهم, أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } الذين عرفوا الحق, وهو في هذا الموضع, علمهم بأنهم لله, وأنهم إليه راجعون, وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.
    ودلت هذه الآية, على أن من لم يصبر, فله ضد ما لهم, فحصل له الذم من الله, والعقوبة, والضلال والخسار، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين, وأعظم عناء الجازعين، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها, لتخف وتسهل, إذا وقعت، وبيان ما تقابل به, إذا وقعت, وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر, وما للصابر من الأجر، ويعلم حال غير الصابر, بضد حال الصابر.
    وأن هذا الابتلاء والامتحان, سنة الله التي قد خلت, ولن تجد لسنة الله تبديلا، وبيان أنواع المصائب.

    { 158 } { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

    يخبر تعالى أن الصفا والمروة وهما معروفان { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } أي أعلام دينه الظاهرة, التي تعبد الله بها عباده, وإذا كانا من شعائر الله, فقد أمر الله بتعظيم شعائره فقال: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } فدل مجموع النصين أنهما من شعائر الله, وأن تعظيم شعائره, من تقوى القلوب.
    والتقوى واجبة على كل مكلف, وذلك يدل على أن السعي بهما فرض لازم للحج والعمرة, كما عليه الجمهور, ودلت عليه الأحاديث النبوية وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " خذوا عني مناسككم "
    { فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } هذا دفع لوهم من توهم وتحرج من المسلمين عن الطواف بينهما, لكونهما في الجاهلية تعبد عندهما الأصنام، فنفى تعالى الجناح لدفع هذا الوهم, لا لأنه غير لازم.
    ودل تقييد نفي الجناح فيمن تطوف بهما في الحج والعمرة, أنه لا يتطوع بالسعي مفردا إلا مع انضمامه لحج أو عمرة، بخلاف الطواف بالبيت, فإنه يشرع مع العمرة والحج, وهو عبادة مفردة.
    فأما السعي والوقوف بعرفة ومزدلفة, ورمي الجمار فإنها تتبع النسك، فلو فعلت غير تابعة للنسك, كانت بدعة, لأن البدعة نوعان: نوع يتعبد لله بعبادة, لم يشرعها أصلا، ونوع يتعبد له بعبادة قد شرعها على صفة مخصوصة, فتفعل على غير تلك الصفة, وهذا منه.
    وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ } أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى { خَيْرًا } من حج وعمرة, وطواف, وصلاة, وصوم وغير ذلك { فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ } فدل هذا, على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله, ازداد خيره وكماله, ودرجته عند الله, لزيادة إيمانه.
    ودل تقييد التطوع بالخير, أن من تطوع بالبدع, التي لم يشرعها الله ولا رسوله, أنه لا يحصل له إلا العناء, وليس بخير له, بل قد يكون شرا له إن كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل.
    { فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } الشاكر والشكور, من أسماء الله تعالى, الذي يقبل من عباده اليسير من العمل, ويجازيهم عليه, العظيم من الأجر, الذي إذا قام عبده بأوامره, وامتثل طاعته, أعانه على ذلك, وأثنى عليه ومدحه, وجازاه في قلبه نورا وإيمانا, وسعة, وفي بدنه قوة ونشاطا, وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء, وفي أعماله زيادة توفيق.
    ثم بعد ذلك, يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا, لم تنقصه هذه الأمور.
    ومن شكره لعبده, أن من ترك شيئا لله, أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا, تقرب منه ذراعا, ومن تقرب منه ذراعا, تقرب منه باعا, ومن أتاه يمشي, أتاه هرولة, ومن عامله, ربح عليه أضعافا مضاعفة.
    ومع أنه شاكر, فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل, بحسب نيته وإيمانه وتقواه, ممن ليس كذلك، عليم بأعمال العباد, فلا يضيعها, بل يجدونها أوفر ما كانت, على حسب نياتهم التي اطلع عليها العليم الحكيم.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الثلاثاء فبراير 25, 2014 12:50 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 1276272035شرح ايات من القران - صفحة 2 75-11شرح ايات من القران - صفحة 2 83-13شرح ايات من القران - صفحة 2 5-16
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الثلاثاء فبراير 25, 2014 8:54 am

    تفسير الآيات رقم ‏[‏160- 165‏]‏
    ‏{‏فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ‏(‏160‏)‏ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‏(‏161‏)‏ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‏(‏162‏)‏ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ‏(‏163‏)‏ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ‏(‏164‏)‏ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‏(‏165‏)‏‏}‏
    الباء في قوله‏:‏ ‏{‏فَبِظُلْمٍ‏}‏ للسببية، والتنكير والتنوين للتعظيم، أي‏:‏ فبسبب ظلم عظيم حرّمنا عليهم طيبات أحلت لهم، لا بسبب شيء آخر، كما زعموا أنها كانت محرّمة على من قبلهم‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ هذا بدل من قوله‏:‏ ‏{‏فَبِمَا نَقْضِهِم‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 155، المائدة‏:‏ 13‏]‏‏.‏ والطيبات المذكورة هي ما نصه الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 146‏]‏ الآية ‏{‏وَبِصَدّهِمْ‏}‏ أنفسهم وغيرهم ‏{‏عَن سَبِيلِ الله‏}‏ وهو اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وتحريفهم، وقتلهم الأنبياء، وما صدر منهم من الذنوب المعروفة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏كَثِيراً‏}‏ مفعول للفعل المذكور، أي‏:‏ بصدّهم ناساً كثيراً، أو صفة مصدر محذوف، أي‏:‏ صدّاً كثيراً ‏{‏وَأَخْذِهِمُ الربا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ‏}‏ أي‏:‏ معاملتهم فيما بينهم بالربا، وأكلهم له، وهو محرّم عليهم ‏{‏وَأَكْلِهِمْ أموال الناس بالباطل‏}‏ كالرشوة والسحت الذي كانوا يأخذونه‏.‏
    قوله‏:‏ ‏{‏لكن الراسخون فِى العلم مِنْهُمْ‏}‏ استدراك من قوله‏:‏ ‏{‏وَأَعْتَدْنَا للكافرين مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً‏}‏ أو ‏{‏مّنَ الذين هَادُواْ‏}‏ وذلك أن اليهود أنكروا وقالوا‏:‏ إن هذه الأشياء كانت حراماً في الأصل، وأنت تحلها، فنزل‏:‏ ‏{‏لكن الراسخون‏}‏ والراسخ‏:‏ هو المبالغ في علم الكتاب الثابت فيه، والرسوخ‏:‏ الثبوت‏.‏ وقد تقدّم الكلام عليه في آل عمران‏.‏ والمراد عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ونحوهما‏.‏ والراسخون مبتدأ، ويؤمنون خبره، والمؤمنون معطوف على الراسخون‏.‏ والمراد بالمؤمنين‏:‏ إما من آمن من أهل الكتاب، أو من المهاجرين والأنصار، أو من الجميع‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏والمقيمين الصلاة‏}‏ قرأ الحسن، ومالك بن دينار، وجماعة‏:‏ «والمقيمون الصلاة» على العطف على ما قبله، وكذا هو في مصحف ابن مسعود، واختلف في وجه نصبه على قراءة الجمهور على أقوال‏:‏ الأوّل قول سيبويه أنه نصب على المدح، أي‏:‏ وأعني المقيمين‏.‏ قال سيبويه‏:‏ هذا باب ما ينتصب على التعظيم، ومن ذلك‏:‏ ‏{‏والمقيمين الصلاة‏}‏ وأنشد‏:‏
    وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم *** إلا نميراً أطاعت أمر غاويها
    الطاعنين ولما يطعنوا أحدا *** والقائلون لمن دار نخليها
    وأنشد‏:‏
    لا يبعدنّ قومي الذين هم *** سمّ العداة وآفة الجزر
    النازلين بكل معترك *** والطيبون معاقد الأزر
    قال النحاس‏:‏ وهذا أصح ما قيل في المقيمين‏.‏ وقال الكسائي، والخليل‏:‏ هو معطوف على قوله‏:‏ ‏{‏بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ‏}‏ قال الأخفش‏:‏ وهذا بعيد لأن المعنى يكون هكذا‏:‏ ويؤمنون بالمقيمين‏.‏ ووجهه محمد بن يزيد المبرد بأن المقيمين هنا هم الملائكة، فيكون المعنى‏:‏ يؤمنون بما أنزل إليك، وبما أنزل من قبلك، وبالملائكة، واختار هذا‏.‏ وحكى أن النصب على المدح بعيد؛ لأن المدح إنما يأتي بعد تمام الخبر، وخبر الرّاسخون هو قوله‏:‏ ‏{‏أولئك سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً‏}‏ وقيل‏:‏ إن المقيمين معطوف على الضمير في قوله‏:‏ ‏{‏مِنْهُمْ‏}‏ وفيه أنه عطف على مضمر بدون إعادة الخافض‏.‏
    وحكى عن عائشة أنها سئلت، عن المقيمين في هذه الآية، وعن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنْ هاذان لساحران‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 63‏]‏ وعن قوله‏:‏ ‏{‏والصابئون‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 69‏]‏ في المائدة‏؟‏ فقالت‏:‏ يا ابن أخي الكتاب أخطئوا‏.‏ أخرجه عنها أبو عبيد في فضائله، وسعيد ابن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر‏.‏ وقال أبان بن عثمان كان الكاتب يملي عليه، فيكتب فكتب‏:‏ ‏{‏لكن الراسخون فِى العلم مِنْهُمْ والمؤمنون‏}‏ ثم قال ما أكتب‏؟‏ فقيل له أكتب‏:‏ ‏{‏والمقيمين الصلاة‏}‏ فمن ثم وقع هذا‏.‏ أخرجه عنه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر‏.‏ قال القشيري‏:‏ وهذا باطل؛ لأن الذين جمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة، فلا يظن بهم ذلك‏.‏ ويجاب عن القشيري بأنه قد روى عن عثمان بن عفان أنه لما فرغ من المصحف وأتى به إليه قال‏:‏ أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنها‏.‏ أخرجه عنه ابن أبي داود من طرق‏.‏ وقد رجح قول سيبويه كثير من أئمة النحو والتفسير، ورجح قول الخليل، والكسائي ابن جرير الطبري، والقفال، وعلى قول سيبويه تكون الجملة معترضة بين المبتدأ والخبر على قول من قال‏:‏ إن خبر ‏{‏الرّاسخون‏}‏ هو قوله‏:‏ ‏{‏أولئك سَنُؤْتِيهِمْ‏}‏ أو بين المعطوف والمعطوف عليه إن جعلنا الرّاسخون هو يؤمنون، وجعلنا قوله‏:‏ ‏{‏والمؤتون الزكواة‏}‏ عطفاً على المؤمنون لا على قول سيبويه أن المؤتون الزكاة مرفوع على الابتداء، أو على تقدير مبتدأ محذوف، أي‏:‏ هم المؤتون الزكاة‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏والمؤمنون بالله واليوم الآخر‏}‏ هم مؤمنو أهل الكتاب، وصفوا أوّلاً بالرسوخ في العلم، ثم بالإيمان بكتب الله، وأنهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويؤمنون بالله، واليوم الآخر‏.‏ وقيل المراد بهم‏:‏ المؤمنون من المهاجرين والأنصار، كما سلف، وأنهم جامعون بين هذه الأوصاف، والإشارة بقوله‏:‏ ‏{‏أولئك سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً‏}‏ إلى ‏{‏الرّاسخون‏}‏، وما عطف عليه‏.‏
    قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلى نُوحٍ والنبيين مِن بَعْدِهِ‏}‏ هذا متصل بقوله‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب‏}‏ والمعنى‏:‏ أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كأمر من تقدّمه من الأنبياء، فما بالكم تطلبون منه ما لم يطلبه أحد من المعاصرين للرسل، والوحي إعلام في خفاء، يقال‏:‏ وحى إليه بالكلام وحياً، وأوحى يوحى إيحاء، وخصّ نوحاً لكونه أوّل نبيّ شرعت على لسانه الشرائع، وقيل‏:‏ غير ذلك، والكاف في قوله‏:‏ ‏{‏كَمَا‏}‏ نعت مصدر محذوف، أي‏:‏ إيحاء مثل إيحائنا إلى نوح، أو حال، أي‏:‏ أوحينا إليك هذا الإيحاء حال كونه مشبهاً بإيحائنا إلى نوح‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏وَأَوْحَيْنَا إلى إبراهيم‏}‏ معطوف على ‏{‏أَوْحَيْنَا إلى نُوحٍ‏}‏ ‏{‏وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ‏}‏ وهم أولاد يعقوب كما تقدّم ‏{‏وعيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وهارون وسليمان‏}‏ خص هؤلاء بالذكر بعد دخولهم في لفظ النبيين تشريفاً لهم كقوله‏:‏
    ‏{‏وَمَلئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 98‏]‏، وقدّم عيسى على أيوب، ومن بعده مع كونهم في زمان قبل زمانه، ردّاً على اليهود الذي كفروا به، وأيضاً فالواو ليست إلا لمطلق الجمع‏.‏
    قوله‏:‏ ‏{‏وَءاتَيْنَا * دَاوُود زَبُوراً‏}‏ معطوف على أوحينا‏.‏ والزبور‏:‏ كتاب داود‏.‏ قال القرطبي‏:‏ وهو مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم، ولا حلال ولا حرام، وإنما هي حكم ومواعظ‏.‏ انتهى‏.‏ قلت‏:‏ هو مائة وخمسون مزموراً‏.‏ والمزمور‏:‏ فصل يشتمل على كلام لداود يستغيث بالله من خصومه، ويدعو الله عليهم ويستنصره، وتارة يأتي بمواعظ، وكان يقول ذلك في الغالب في الكنيسة، ويستعمل مع تكلمه بذلك شيئاً من الآلات التي لها نغمات حسنة، كما هو مصرّح بذلك في كثير من تلك المزمورات‏.‏ والزبر‏:‏ الكتابة‏.‏ والزبور بمعنى المزبور، أي‏:‏ المكتوب‏.‏ كالرسول، والحلوب، والركوب‏.‏ وقرأ حمزة‏:‏ «زَبُوراً» بضم الزاي، جمع زبر كفلس وفلوس‏.‏ والزبر بمعنى المزبور، والأصل في الكلمة التوثيق يقال بئر مزبورة، أي‏:‏ مطوية بالحجارة، والكتاب سمي زبوراً لقوّة الوثيقة به‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏وَرُسُلاً‏}‏ منصوب بفعل مضمر يدل عليه ‏{‏أَوْحَيْنَا‏}‏ أي‏:‏ وأرسلنا رسلاً ‏{‏قَدْ قصصناهم عَلَيْكَ مِن قَبْلُ‏}‏ وقيل‏:‏ هو منصوب بفعل دلّ عليه ‏{‏قصصناهم‏}‏ أي‏:‏ وقصصنا رسلاً، ومثله ما أنشده سيبويه‏:‏
    أصبحت لا أحمل السلاح ولا *** أملك رأس البعير إن نفرا
    والذئب أخشاه إن مررت به *** وحدي وأخشى الرياح والمطرا
    أي‏:‏ وأخشى الذئب‏.‏ وقرأ أبيّ‏:‏ «رُسُلُ» بالرفع على تقدير، ومنهم رسل‏.‏ ومعنى‏:‏ ‏{‏مِن قَبْلُ‏}‏ أنه قصة عليه من قبل هذه السورة، أو من قبل هذا اليوم‏.‏ قيل‏:‏ إنه لما قصّ الله في كتابه بعض أسماء أنبيائه، ولم يذكر أسماء بعض قالت اليهود‏:‏ ذكر محمد الأنبياء، ولم يذكر موسى، فنزل‏:‏ ‏{‏وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً‏}‏ وقراءة الجمهور برفع الاسم الشريف على أن الله هو الذي كلم موسى‏.‏ وقرأ النخعي، ويحيى ابن وثاب بنصب الاسم الشريف على أن موسى هو الذي كلم الله سبحانه و‏{‏تَكْلِيماً‏}‏ مصدر مؤكد‏.‏ وفائدة التأكيد دفع توهم كون التكليم مجازاً، كما قال الفراء إن العرب تسمى ما وصل إلى الإنسان كلاماً بأيّ طريق‏.‏ وقيل‏:‏ ما لم يؤكد بالمصدر، فإذا أكد لم يكن إلا حقيقة الكلام‏.‏ قال النحاس‏:‏ وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً‏.‏
    قوله‏:‏ ‏{‏رُّسُلاً مُّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ‏}‏ بدل من رسلاً الأوّل، أو منصوب بفعل مقدّر، أي‏:‏ وأرسلنا، أو على الحال بأن يكون رسلاً موطئاً لما بعده، أو على المدح، أي‏:‏ مبشرين لأهل الطاعات، ومنذرين لأهل المعاصي‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل‏}‏ أي‏:‏ معذرة يعتذرون بها، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَنَّا أهلكناهم بِعَذَابٍ مّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءاياتك‏}‏
    ‏[‏طه‏:‏ 134‏]‏ وسميت المعذرة حجة مع أنه لم يكن لأحد من العباد على الله حجة تنبيهاً على أن هذه المعذرة مقبولة لديه تفضلاً منه ورحمة‏.‏ ومعنى قوله‏:‏ ‏{‏بَعْدَ الرسل‏}‏ بعد إرسال الرسل ‏{‏وَكَانَ الله عَزِيزاً‏}‏ لا يغالبه مغالب ‏{‏حَكِيماً‏}‏ في أفعاله التي من جملتها إرسال الرسل‏.‏
    وقد أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد‏:‏ ‏{‏وَبِصَدّهِمْ عَن سَبِيلِ الله كَثِيراً‏}‏ قال‏:‏ أنفسهم وغيرهم عن الحق‏.‏ وأخرج ابن إسحاق ‏[‏والبيهقي‏]‏ في الدلائل عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏لكن الراسخون فِى العلم مِنْهُمْ‏}‏ قال‏:‏ نزلت في عبد الله بن سلام، وأسيد بن شعبة، وثعلبة بن شعبة حين فارقوا اليهود وأسلموا‏.‏ وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في الدلائل عنه أن بعض اليهود قال‏:‏ يا محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى، فأنزل الله‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ‏}‏ الآية‏.‏ وأخرج عبد بن حميد، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وابن عساكر، عن أبي ذرّ قال‏:‏ قلت يا رسول الله كم الأنبياء‏؟‏ قال‏:‏ «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً» قلت‏:‏ كم الرسل منهم‏؟‏ قال‏:‏ ثلثمائة وثلاثة عشر جمّ غفير‏.‏ وأخرج نحوه ابن أبي حاتم، عن أبي أمامة مرفوعاً إلا أنه قال‏:‏ «والرسل ثلثمائة وخمسة عشر» وأخرج أبو يعلى، والحاكم بسند ضعيف، عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبيّ، ثم كان عيسى، ثم كنت أنا بعده» وأخرج الحاكم، عن أنس بسند ضعيف نحوه‏.‏ وأخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما، عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ ولا أحد أحبّ إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه؛ ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين»‏.‏
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الأربعاء فبراير 26, 2014 11:24 am

    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 165 إلى 173 

    ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ(165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ(166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ(167) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ(171) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(173)﴾  

    تتضمن هذه الآيات المسائل الآتية:

    1. عدم جواز اتخاذ الأنداد لله تعالى.
    2. وجوب حب الله سبحانه .
    3. تبرؤ رؤساء الشرك والكفر من أتباعهم يوم القيامة.
    4. وجوب طلب الحلال الطيب.
    5. حرمة إتباع مسالك الشيطان.
    6. حرمة التقليد الأعمى.
    7. حرمة أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله.
    8. الضرورات تبيح المحظورات.


    ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ اتخذ بعض الناس أوثانا وأندادا لله يحبونها كما يحب المؤمن الله تعالى.﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ بين الله الحب الحقيقي وهو حب المؤمنين لله.
    ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ فالمشركون قد أعد الله لهم عذابا شديدا فحين يرونه يدركون أن الله تعالى صاحب القوة المطلقة، والعذاب الشديد.

    وقد سماهم الله تعالى ظالمين فهم قد ظلموا أنفسهم بعدم الإيمان بالله تعالى، في حديث ابن مسعود: (قلت أي الذنب أعظم يا رسول الله؟ قال: أن تجعل لله ندّا وهو خلقك) [رواه مسلم]

    وقد ذكر الله بعض صفات جلاله عسى أن يهتدي الظالمون.

    ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ﴾ تبرأ رؤساء الشرك من أتباعهم وتقطعت بينهم كل الروابط والصلات التي كانت تجمعهم في الدنيا.
    ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا﴾ تمنى الأتباع لو أن لهم رجعة إلى الدنيا فينتقموا من أسيادهم فلا يتبعونهم.
    ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ﴾ توعد الله الأسياد والأتباع بخراب أعمالهم السيئة في الدنيا، إذ تصبح حسرات عليهم، ولا ينفعهم الندم يوم القيامة، ومصيرهم الخلود في جهنم.
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ يخاطب الله كل الناس فأمرهم أن يكتفوا بالطيب الحلال الذي لا يضر بالأبدان والعقول.

    عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [سورة المؤمنون الآية  23]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [سورة البقرة الآية 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟) [رواه مسلم].

    ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ﴾ ينهاهم الله أن يتبعوا خطوات الشيطان فيما يزينه لهم من المعاصي والفواحش ﴿...وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [سورة الأنعام الآية 43 ].
    ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ يحرض الشيطان أتباعه أن يفتروا على الله بتحريم ما أحل، وتحليل ما حرم.
    ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ وإذا دعي المشركون إلى الإيمان بالله تمسكوا بما وجدوا عليه آباءهم، فرد الله عليهم أن لا عقل لهم ولا بصيرة ولا إدراك، وهذه صورة للتقليد المقيت، فكل ما تركه الأولون يمحص ويوزن بميزان الشرع، فما كان موافقا له عمل به، ويرد ما يخالفه.
    ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون﴾ شبه الله الذين لا ينتفعون بآي القرآن وحججه بالبهائم السارحة التي لا تفقه النعيق (صياح راعيها) فتتبعه عادة وتقليدا، فهم صم عن سماع الحق، خرس عن النطق به، عمي لا يبصرونه.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ يأمر الله تعالى المؤمنين أن يلتمسوا الحلال الطيب، وأن يشكروا الله على ما رزقهم من النعم فالشكر يديمها.
    ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ يعدد الله ما حظر على المؤمنين تناوله منها:

    - الميتة: ما مات من الحيوان بلا ذكاة، مثل المنخنقة (الحيوان الميت خنقا) والموقوذة (الميت ضربا) والمتردية (الميت سقوطا) والنطيحة (الميت نطحا).
    - الدم المسفوح السائل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحِلّت لنا ميتتان ودمان، فالميتتان: السمك والجراد، والدمان: الكبد والطحال)[رواه مالك وأبو داود]، وقال أيضا لما سئل عن الوضوء بماء البحر: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) [رواه ابن ماجه].
    - لحم الخنزير.
    - ما أهل لغير الله: ما ذبح لغير الله، كأن تذبح للأصنام.

    ذكر الله المحرمات ولم يعدد الطيبات لأن دائرة الحلال أوسع من دائرة الحرام.

    ﴿فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ أباح الله للمضطر تناول المحرم دون تجاوز مقدار الحاجة وهي إنقاذ النفس من الهلاك[1]، وهو ما أكده الله في قوله: ﴿...فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [سورة المائدة الآية 3].
    ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فالله تعالى غفور لإثم المضطر ورحيم بإباحته تناول المُحرَّم للضرورة.

    وقد صاغ الفقهاء من تلك الآيات جملة من القواعد الفقهية، منها:

    - إذا ضاق الأمر اتسع.
    - الضرورات تبيح المحظورات.
    - الضرورة تقدر بقدرها.



    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الجمعة فبراير 28, 2014 9:56 am

    {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}
    أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى...} الآية. قال: اختاروا الضلالة على الهدى، والعذاب على المغفرة {فما أصبرهم على النار} قال: ما أجرأهم على عمل النار.
    وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله: {فما أصبرهم على النار} قال: والله ما لهم عليها من صبر ولكن يقول: ما أجرأهم على النار.
    وأخرج ابن جرير عن قتادة في {فما أصبرهم} قال: ما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار.
    وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {فما أصبرهم على النار} قال: هذا على وجه الاستفهام يقول: ما الذي أصبرهم على النار؟ وفي قوله: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب} قال: هم اليهود والنصارى {لفي شقاق بعيد} قال: في عداوة بعيدة.
    وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال: إثنان ما أشدهما عليّ، ومن يجادل في القرآن {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} [ غافر: 4] {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.



    {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}
    أخرج ابن أبي حاتم وصححه عن أبي ذر «أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإِيمان فتلا {ليس البر أن تولوا وجوهكم} حتى فرغ منها، ثم سأله أيضاً فتلاها، ثم سأله فتلاها وقال: وإذا عملت حسنة أحبها قلبك، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك».
    وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن مردويه عن القاسم بن عبد الرحمن قال: «جاء رجل إلى أبي ذر فقال: ما الإِيمان؟ فتلا عليه هذه الآية {ليس البر أن تولوا وجوهكم} حتى فرغ منها. فقال الرجل: ليس عن البر سألتك. فقال أبو ذر: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما سألتني، فقرأ عليه هذه الآية فأبى أن يرضى كما أبيت أن ترضى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادن. فدنا فقال: المؤمن إذا عمل الحسنة سرته رجاء ثوابها، وإذا عمل السيئة أحزنته وخاف عقابها».
    وأخرج عبد الرزاق وابن راهويه وعبد بن حميد عن عكرمة قال: سئل الحسن بن علي مقبلة من الشام عن الإِيمان، فقرأ {ليس البر...} الآية.
    وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق، فنزلت {ليس البر أن تولوا وجوهكم...} الآية.
    وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ليس البر أن تولوا وجوهكم} يعني في الصلاة. يقول: ليس البر أن تصلوا ولا تعلموا، فهذا حين تحوّل من مكه إلى المدينة، ونزلت الفرائض وحد الحدود، فأمر الله بالفرائض والعمل بها.
    وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: هذه الآيه نزلت بالمدينة {ليس البر أن تولوا وجوهكم} يعني الصلاة، تبدل ليس البر أن تصلوا ولكن البر ما ثبت في القلب من طاعة الله.
    وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ليس البر...} الآية. قال: ذكر لنا أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر، فأنزل الله هذه الآية، فدعا الرجل فتلاها عليه، وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له في خير، فأنزل الله: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق {ولكن البر من آمن بالله...} الآية.
    وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق، فنزلت {ليس البر أن تولوا وجوهكم...} الآية.
    وأخرج أبو عبيد في فضائله والثعلبي من طريق هرون عن ابن مسعود وأبي بن كعب أنهما قرآ {ليس البر أن تولوا}.
    وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي ميسرة قال: من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإِيمان {ليس البر...} الآية.
    وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر} ما ثبت في القلوب من طاعة الله.
    وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءتنا مكان ليس البر أن تولوا ولا تحسبن أن البر.
    أما قوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين}.
    أخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عمر بن الخطاب «أنهم بينما هم جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي، حسن الشعر عليه ثياب بياض، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر! ثم قال: يا رسول الله آتيك؟ قال: نعم. فجاءه فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال: ما الإِسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: فما الإِيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، ولفظ ابن مردويه: أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، والجنة، والنار، والبعث بعد الموت، والقدر كله. قال: فما الإِحسان؟ قال: أن تعمل لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! قال: فما اشراطها؟ قال: إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاء تطاولوا في البنيان، وولدت الإِماء أربابهن، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل فطلبوه فلم يروا شيئاً، فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال: يا ابن الخطاب أتدري من السائل كذا وكذا؟ قال: الله ورسوله أعلم... ! قال: ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم».
    وأخرج أحمد والبزارعن ابن عباس قال: «جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً، فأتاه جبريل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعاً كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله حدثني عن الإِسلام؟ قال: الإِسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت. قال: يا رسول الله حدثني عن الإِيمان؟ قال: الإِيمان أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، والموت، والحياة بعد الموت، وتؤمن بالجنة، والنار، والحساب، والميزان، وتؤمن بالقدر كله خيره وشره. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت. قال: يا رسول الله حدثني ما الإِحسان؟ قال: الإِحسان أن تعمل لله كأنك تراه فإن لا تراه فإنه يراك».
    وأخرج البزار عن أنس قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذا جاءه رجل ليس عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده على ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ما الإِسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: فإذا فعلت فأنا مؤمن؟ قال: نعم. قال: صدقت. قال: يا محمد ما الإِحسان؟ قال: أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك. قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: نعم. قال: صدقت. قال: يا محمد متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! وأدبر الرجل فذهب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليّ بالرجل، فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك جبريل جاءكم ليعلمكم دينكم».
    وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأبي ذرٍّ قالا: «إنا لجلوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في مجلسه محتب إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، وأنقى الناس ثوباً، فقال: يا محمد ما الإِسلام؟ قال: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، قال: فإذا فعلت هذا فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: صدقت. فقال: يا محمد أخبرني ما الإِيمان؟ قال: الإِيمان بالله، وملائكته، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدر كله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: نعم. قال: صدقت».
    وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية بن حيدة قال: «قلت يا رسول الله ما الذي بعثك الله به؟ قال: بعثني الله بالإِسلام! قلت: وما الإِسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة».
    أما قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
    أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وآتى المال} يعني أعطى المال {على حبه} يعني على حب المال.
    وأخرج ابن المبارك في الزهد ووكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود {وآتى المال على حبه} قال: يعطي وهو صحيح شحيح يأمل العيش ويخاف الفقر.
    وأخرج الحاكم عن ابن مسعود مرفوعاً. مثله.
    وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن المطلب «أنه قيل: يا رسول الله ما آتى المال على حبه فكلنا نحبه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤتيه حين تؤتيه ونفسك حين تحدثك بطول العمر والفقر».
    وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر ولا تمهل، حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا إلا وقد كان لفلان».
    وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل الذي ينفق أو يتصدق عند الموت مثل الذي يهدي إذا شبع».
    أما قوله تعالى: {ذوي القربى}.
    أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {ذوي القربى} يعني قرابته.
    وأخرج الطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح».
    وأخرج أحمد والدارمي والطبراني عن حكيم بن حزام «أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح».
    وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن ميمونة أم المؤمنين قالت «أعتقت جارية لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو أعطيتها بعض أخوالك كان أعظم لأجرك».
    وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن ابن عباس «أن ميمونة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جارية تعتقها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيها أختك ترعى عليها وصلي بها رحماً، فإنه خير لك».
    وأخرج ابن المنذر عن فاطمة بنت قيس «أنها قالت: يا رسول الله إن لي مثقالاً من ذهب. قال: اجعليها في قرابتك».
    وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي في سننه عن سلمان بن عامر الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم إثنتان، صدقة وصلة».
    وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتجزىء عني من الصدقة النفقة على زوجي وأيتام في حجري؟ قال: لك أجران: أجر الصدقة، وأجر القرابة».
    أما قوله تعالى: {وابن السبيل}.
    أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ابن السبيل هو الضيف الذي ينزل بالمسلمين.
    وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: ابن السبيل الذي يمر عليك وهو مسافر.
    أما قوله تعالى: {والسائلين}.
    أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {والسائلين} قال: السائل الذي يسألك.
    وأخرج أحمد وأبو داود وابن أبي حاتم عن الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للسائل حق وإن جاء على فرس».
    وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعطوا السائل وإن كان على فرس».
    وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عيسى بن مريم: للسائل حق وإن جاء على فرس مطوّق بالفضة.
    وأخرج ابن سعد والترمذي وصححه وابن خزيمة وابن حبان من طريق عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد وكانت ممن تابع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت «يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد شيئاً أعطيه إياه؟! فقال لها: إنْ لم تجدي إلا ظلفاً محرقاً فادفعيه إليه» ولفظ ابن خزيمة: «ولا تردي سائلك ولو بظلف».
    وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد من طريق عمرو بن معاذ الأنصاري عن جدته حواء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ردوا السائل ولو بظلف محرق».
    وأخرج ابن أبي شيبة عن حميد بن عبد الرحمن قال: كان يقال: ردوا السائل ولو بمثل رأس القطاة.
    وأخرج أبو نعيم والثعلبي والديلمي والخطيب في رواة مالك بسند واه عن ابن عمر مرفوعاً: «هدية الله للمؤمن السائل على بابه».
    وأخرج ابن شاهين وابن النجار في تاريخه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على هدايا الله عز وجل إلى خلقه؟ قلنا: بلى. قال: الفقير هو هدية الله قبل ذلك أو ترك».
    قوله تعالى {وفي الرقاب}.
    أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وفي الرقاب} يعني فكاك الرقاب.
    أما قوله تعالى: {وأقام الصلاة وآتى الزكاة}.
    أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وأقام الصلاة} يعني وأتم الصلاة المكتوبة {وآتى الزكاة} يعني الزكاة المفروضة.
    وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والدارقطني وابن مردويه عن فاطمة بنت قيس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في المال حق سوى الزكاة، ثم قرأ {ليس البر أن تولوا وجوهكم...} الآية».
    وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي هريرة «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في المال حق بعد الزكاة؟ قال: نعم. تحمل على النجيبة».
    وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي. أنه سئل هل على الرجل في ماله حق سوى الزكاة؟ قال: نعم. وتلا هذه الآية {وآتى المال على حبه ذوي القربى...} إلى آخر الآية.
    وأخرج عبد بن حميد عن ربيعة بن كلثوم قال: حدثني أبي قال لي مسلم بن يسار: إن الصلاة صلاتان، وإن الزكاة زكاتان، والله إنه لفي كتاب الله أقرأ عليك به قرآناً. قلت له: اقرأ. قال: فإن الله يقول في كتابه {ليس البر أن تولوا وجوهكم} إلى قوله: {وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فهذا ما دونه تطوّع كله {وأقام الصلاة} على الفريضة {وآتى الزكاة} فهاتان فريضتان.
    أما قوله تعالى: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا}.
    أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} قال: فمن أعطى عهد الله ثم نقضه فالله ينتقم منه، ومن أعطى ذمة النبي صلى الله عليه وسلم ثم غدر بها فالنبي صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة.
    وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} يعني فيما بينهم وبين الناس.
    أما قوله تعالى: {والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس}.
    أخرج وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود في الآية قال: {البأساء والضراء} السقم {وحين البأس} حين القتال.
    وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: كنا نحدث أن البأساء البؤس والفقر، وأن الضراء السقم والوجع، وحين البأس عند مواطن القتال.
    وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق سأله عن البأساء والضراء قال: البأساء الخصب، والضراء الجدب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول زيد بن عمرو:
    إن الإِله عزيز واسع حكم *** بكفه الضر والبأساء والنعم
    أما قوله تعالى: {أولئك الذين صدقوا} الآية.
    أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {أولئك} يعني الذين فعلوا ما ذكر الله في هذه الآية هم الذين صدقوا.
    وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله: {أولئك الذين صدقوا} قال: تكلموا بكلام الإِيمان، فكانت حقيقته العمل صدقوا الله قال: وكان الحسن يقول: هذا كلام الإِيمان وحقيقته العمل، فإن لم يكن مع القول عمل فلا شيء.
    وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي عامر الأشعري قال: قلت يا رسول الله ما تمام البرِّ قال «تعمل في السر عمل العلانية».
    وأخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن أبي شيبان قال: سألت زيد بن رفيع فقلت: يا أبا جعفر ما تقول في الخوارج في تكفيرهم الناس؟ قال: كذبوا بقول الله عز وجل {ليس البر أن تولوا وجوهكم...} الآية. فمن آمن بهن فهو مؤمن ومن كفر بهن فهو كافر.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة فبراير 28, 2014 10:47 am

    تفسير القرآن الكريم - تفسير سورة البقرة
    من الآية 178 إلى 184


    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ(178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(179) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ(180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(182) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184)﴾ 

    تتناول هذه الآيات المسائل الآتية:

    1. القصاص.
    2. الوصية.
    3. الصيام.


    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى خطاب يفيد فرض القصاص على المؤمنين، والقصاص هو العقوبة المماثلة للجرم المرتكب، تسلط على الجاني عند عدوانه على نفس الغير أو أحد أعضائه عمدا، وشرع لحكم منها[1]:

    1. منع الاقتتال الجماعي، وكانت العرب إذا قتل أحدهم تحامت قبيلتا القاتل والمقتول، فيكثر عدد القتلى وقد تفنى قبيلة بسبب قتل واحد... ويقولون: القتل أوقى (أنفى) للقتل.
    2. إقامة العدل.
    3. إشفاء غليل أهل المقتول غدرا.
    4. تحقيق المساواة باستيفاء الحق من الجاني ﴿...وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [سورة الأنعام الآية 164].
    5. الحفاظ على أمن المجتمع وحياته ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...﴾ [سورة البقرة الآية 179].

    ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى تحقيقا للمساواة، والقصاص يتولاه ولي أمر المسلمين وليس أولياء المقتول، كما كان يصنع أهل الجاهلية إذا قتل منهم عبد قالوا: لا نقتل به إلا حرا، وإذا قتلت منهم امرأة قالوا: لا نقتل بها إلا رجلا.

    ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ إذا اختار أولياء المقتول العفو مع قبول الدية بلا حيف أو إرهاق، بالمقابل يؤدي القاتل الدية بلا تأخير أو مماطلة.

    ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ تخفيف للقاتل ونفع لأولياء المقتول: القصاص، الدية، العفو، وكل هذا عدل ورحمة وفضل.

    ﴿فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ يتوعد الله أهل المقتول إذا اعتدوا على القاتل بعد أخذ الدية بالعذاب العظيم.

    ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالقصاص يحافظ على الأرواح فلا يقدم أحد على القتل لأنه يدرك المصير الذي ينتظره.

    ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فرض الله على من أشرف على الموت - إن كان له مال – أن يوصي به بالعدل، فكانت الوصية واجبة قبل نزول آية المواريث فنسختها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث)  [رواه أبو داود والترمذي]، فأصبحت الوصية مستحبة بعد ذلك.

    ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ من غيّر الوصية أو لم ينفذها بعد العلم بها فهو آثم.

    ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فالله سميع لأقوال العباد عليم بأفعالهم.

    ﴿فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ من خاف من ميل الموصي عن الحق بقصد أو غير قصد، فلا حرج إن عمل على الإصلاح بين الموصي والموصى له، ورحمة والله تسع الجميع.

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فرض الله الصيام على المؤمنين أياما معدودات (شهر رمضان) على غرار الأمم السابقة، مؤكدا على أن المقصد الأول منه تحصيل التقوى.

    ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ أباح الله الفطر للمريض والمسافر، وعليهم قضاء ما أفطروا بعد زوال العذر.

    ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ أباح الله للذين يطيقون الصيام - مع المشقة لشيخوخة وضعف أو حمل- الفدية المقدرة، ومن زاد على القدر المذكور فهذا خير له.

    ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَير لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ تأكيد الله على أن الصوم خير من الفطر والفدية.
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الجمعة فبراير 28, 2014 9:02 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Z
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 62




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Tag1




    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ السبت مارس 01, 2014 8:36 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSytg_mrYn-mkrDX0stCJihnH5D3fj5v5fC8CR7wl1gIS9RA-kM
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين مارس 03, 2014 3:24 pm

    بارك الله فيكي لؤلؤتي وبكل من يساهم في تفسير الايات الكريمة

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Z
    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الإثنين مارس 03, 2014 3:29 pm

    تفسير سورة البقرة من الاية 185 الى الاية 190


    ‏{‏كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ‏(‏185‏)‏‏}‏
    زحزح عن النار‏:‏ أُبعد عنها‏.‏ متاع الغرور‏:‏ المتاع كل ما يُنتفع به ويتمتع به‏.‏ الغرور‏:‏ الخداع والغفلة وكل زخرف باطل‏.‏
    بعد كل ما تقدم يتجه الخطاب الى المسلمين، يحدثهم عن القيم التي ينبغي لهم ان يحرصوا عليها، ويضحّوا من أجلها‏.‏ وهو يخبرهم ان هناك متاعب وآلاما، فيجب ان يتجمّلوا بالصبر والتقوى‏.‏ كما يذكّرهم بحقيقة مقررة، وهي ان الحياة في هذه الأرض محددة بأجل موقوت ثم تأتي نهايتها فيموت الصالحون والطالحون، المجاهدون والقاعدون، الشجعان والجبناء، العلماء والأنبياء‏.‏ كل نفس ذائقة الموت لا محالة والبقاءُ للهِ وحده‏.‏‏.‏ يومذاك يعطى العباد جزاء أعمالهم وافيا، فمن خلَص من العذاب وأُبعد عن النار فقد فاز فوزاً عظيما‏.‏
    روى الامام أحمد ومسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ قال رسول الله «من أحبّ ان يُزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركْه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت الى الناس ما يحبّ ان يؤتى اليه»‏.‏
    وما حياتنا هذه التي نتمتع بلذاتها، من مأكل ومشرب أو جاه ومنصب وسيادة، الا متاع الغرور، لأنها تخدع صابحها وتشغله كل حين بجلْبِ لذاتها ورفع آلامها ومهما عاش الانسان وجمع من مالٍ أو حصل على منصب فانه مفارق هذا كله في نهاية الأم‏.‏ وما الحياة الدنيا الا كما قال الشاعر‏.‏
    «فما قضى أحد مها لُبانتَه *** ولا انتهى أربٌ إلا الى أرب»

    [url=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 ***/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA %D8%B1%D9%82%D9%85 (190- 195)/i369&d305569&c&p1#TOP]شرح ايات من القران - صفحة 2 Arrow_top[/url]تفسير الآيات رقم ‏[‏186- 186‏]‏
    ‏{‏لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ‏(‏186‏)‏‏}‏
    لتبلون‏:‏ لتمتحَنُنَّ‏.‏ من عزم الأمور‏:‏ من صواب الرأي والتدبير‏.‏
    ستُختبرون أيها المؤمنون في أموالكم‏:‏ بالنقص والنفاق والانفاق والبذل في جميع وجوه البر، وفي أنفسكم‏:‏ بالجهاد، وبالقتل في سبيل الله، والأمراض والآلام‏.‏ وسوف تسمعون من اليهود والنصارى والمشركون كثيرا مما يؤذيكم من السب والطعن، فإن قابلتم ذلك كله بالصبر والتقوى، كان ذلك من صواب الرأي وحسن التصرفن، وهو ما يجب العزم على التمسّك به‏.‏

    [url=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 ***/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA %D8%B1%D9%82%D9%85 (190- 195)/i369&d305569&c&p1#TOP]شرح ايات من القران - صفحة 2 Arrow_top[/url]تفسير الآيات رقم ‏[‏187- 187‏]‏
    ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ‏(‏187‏)‏‏}‏
    الميثاق‏:‏ العهد المؤكد‏.‏ فنبذوه‏:‏ فرموه‏.‏ واشتروا به ثمنا قليلا‏:‏ وأخذوا بدله شيئاً قليلا من مطامع الدنيا‏.‏
    بعد ان بين الله تعالى شُبهة اليهود ومطامعهم في نبوة سيدنا محمد جاء هنا يفضح موقف أهل الكتاب جميعاً في مخالفتهم عهد الله معهم يوم آتاهم الكتاب‏.‏ وقد تضمّن سياق السورة الكثير من أباطيل أهل الكتاب وأقاويلهم وبخاصة اليهود‏.‏ ومن أبرزِها كتمانهم للحق الذي يعلمونه حق العلم، بغية إحداث البلبلة والاضطراب في الدين الاسلامي، وإنكاراً لوحدة المبادئ بينه وبين الأديان التي قبله‏.‏ هذا مع ان التوراة بين ايديهم، ومنها يعلمون أن ما جاء به محمد هو الحق من عند الله‏.‏ إذنْ، لماذا يكتمون الحق ولا يبالون به‏؟‏ طمعاً في حطام تافه من عرض الدنيا‏!‏
    هنا يكشف الله ألا عيبهم ثم يخاطل رسوله والمؤمنين‏:‏ اذكروا حين أخذ الله الميثاق على أهل الكتاب بلسان أنبيائهم أن يوضحوا معاينه ولا يحرّفوه عن مواضعه، أو يحفوا شيئا من آياته عن الناس‏.‏‏.‏ لكنهم ألقوه وراء ظهورهنم واستبدلوا به حطام الدنيا ليتمتعوا بلذاتها الفانية، ‏{‏فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ‏}‏‏.‏
    وينطبق هذا المسلمين اليوم، فهم قد اتبعوا أهواءهم وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم‏.‏ من ثم أصبحوا حيارى، لا يدرون ماذا يعملون، فيما تتخطفهم الأمم من كل جانب‏.‏
    قال الزمخشري رحمه الله‏:‏ كفى بهذه الآية دليلاً على انه مأخوذ على العلماء ان يبيّنوا الحق للنار وما علموه، وان لا يكتموا منه شيئا‏.‏ وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ ما أخذ الله على أَهل الجهل ان يتعلّموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلِّموا‏.‏
    وها نحن نرى كلتا الطائفتين مقصرة أشد التقصير‏.‏ وعذاب الجهّال منصبٌّ على رؤوس العالمِين‏.‏ وقد ألهى الطمعُ في المال والجاه‏.‏

    [url=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 ***/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA %D8%B1%D9%82%D9%85 (190- 195)/i369&d305569&c&p1#TOP]شرح ايات من القران - صفحة 2 Arrow_top[/url]تفسير الآيات رقم ‏[‏188- 189‏]‏
    ‏{‏لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‏(‏188‏)‏ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏(‏189‏)‏‏}‏
    «روى الامام أحمد والبخاري مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم ان رسول الله سأل بعض احبار اليهود عن شيء فكتموا حقيقته، وأخبروه بغير الحقيقة، وخرجوا وقد أروه ان قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك اليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه» وروى البخاري ايضا عن ابي سعيد الخدري أن رجالاص من المنافقين كانوا اذا خرج رسول الله الى الغزو تخلّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم ذاك‏.‏ فاذا قدم من الغزو واعتذروا اليه وحلفوا، وأحبوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا‏.‏ فنزلت هذه الآية‏.‏
    ولا منافاة بين الروايتين، لأ، الآية عامة في جميع ما ذُكر‏.‏ وهي وان كانت في اليهود والمنافقين ففيها ترهيب للمؤمنين، وتنسحب على كل ما يجب أن يُحمد بما لم يفعل‏.‏ وقد جاء عن النبي في الصحيحين‏:‏
    «من أدّعى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله الا قلة»‏.‏
    ومعنى الآية‏:‏ لا تظننّ أيها النبي ان الذين يفرحون دائما بما يأتون من أفعال قبيحة، ويحبون الثناء بما لم يفعلوه سيكونون في نجوة من العذاب، فقد أعدّ الله لهم عذاباً عظيما يوم القيامة لا مفر منه‏.‏ ولله ملك السماوات والأرض، وهو على كل شيء قدير، يؤاخذ المذنبين بذنوبهم ويثيب المسحنين على احسانهم‏.‏
    اميرة الورد
    اميرة الورد
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 3610
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066





    شرح ايات من القران - صفحة 2 IyG79437



    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011


    رقم العضوية5
    الابراج : السمك

    عدد المساهمات : 2652
    نقاط التميز : 3655
    تاريخ التسجيل : 26/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف اميرة الورد الثلاثاء مارس 04, 2014 6:47 am

    [size=22.22222328186035]شرح سورة البقرة اية 190الى اية 195[/size][size=15.555556297302246]وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)[/size]



    [size=15.555556297302246]وقاتلوا -أيها المؤمنون- لنصرة دين الله الذين يقاتلونكم, ولا ترتكبوا المناهي من المُثْلة، والغُلول، وقَتْلِ من لا يحل قتله من النساء والصبيان والشيوخ، ومن في حكمهم. إن الله لا يحب الذين يجاوزون حدوده, فيستحلون ما حرَّم الله ورسوله.[/size]








    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)[/size][/size]



    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]واقتلوا الذين يقاتلونكم من المشركين حيث وجدتموهم, وأخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه وهو "مكة". والفتنة -وهي الكفر والشرك والصد عن الإسلام- أشد من قتلكم إياهم. ولا تبدؤوهم بالقتال عند المسجد الحرام تعظيمًا لحرماته حتى يبدؤوكم بالقتال فيه, فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فاقتلوهم فيه. مثل ذلك الجزاء الرادع يكون جزاء الكافرين.[/size][/size]







    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)[/size][/size]



    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]فإن تركوا ما هم فيه من الكفر وقتالكم عند المسجد الحرام, ودخلوا في الإيمان, فإن الله غفور لعباده, رحيم بهم.[/size][/size]







    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)[/size][/size]



    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]واستمروا- أيها المؤمنون- في قتال المشركين المعتدين, حتى لا تكون فتنة للمسلمين عن دينهم ولا شرك بالله, ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره. فإن كفُّوا عن الكفر والقتال فكُفُّوا عنهم; فالعقوبة لا تكون إلا على المستمرين على كفرهم وعدوانهم.[/size][/size]







    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)[/size][/size]



    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]قتالكم -أيها المؤمنون- للمشركين في الشهر الذي حرَّم الله القتال فيه هو جزاء لقتالهم لكم في الشهر الحرام. والذي يعتدي على ما حَرَّم الله من المكان والزمان, يعاقب بمثل فعله, ومن جنس عمله. فمن اعتدى عليكم بالقتال أو غيره فأنزلوا به عقوبة مماثلة لجنايته, ولا حرج عليكم في ذلك; لأنهم هم البادئون بالعدوان, وخافوا الله فلا تتجاوزوا المماثلة في العقوبة, واعلموا أن الله مع الذين يتقونه ويطيعونه بأداء فرائضه وتجنب محارمه.[/size][/size]







    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)[/size][/size]



    [size=13.333333969116211][size=15.555556297302246]واستمروا- أيها المؤمنون- في إنفاق الأموال لنصرة دين الله تعالى, والجهاد في سبيله, ولا توقعوا أنفسكم في المهالك بترك الجهاد في سبيل الله, وعدم الإنفاق فيه, وأحسنوا في الانفاق والطاعة, واجعلوا عملكم كله خالصًا لوجه الله تعالى. إن الله يحب أهل الإخلاص والإحسان.[/size][/size]


    [size=14.44444465637207] [/size]
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الثلاثاء مارس 04, 2014 6:55 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcTUj6bmVQRkwd6E0uukwcmjhSxgJFM6FPoDtrW6NWUXs5Hl8JGX
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس مارس 06, 2014 4:56 pm

    بجد ربنا يبارك فيكم يابنات ورجال المنتدى الجدعان وراية رجاااااااااااااااااالة 
    اشكركم 
     Shocked  Shocked  Shocked  Shocked  Shocked 
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس مارس 06, 2014 4:57 pm

    من الآية 196 إلى 203

     

    ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَج وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ(197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ(198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ(200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ(202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(203)


    وتتناول أحكام الحج. 

    ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ أمر الله تعالى بأداء الحج والعمرة كاملين بأركانهما وشروطهما، وهذا يستدعي التفقه في أحكام الحج والعمرة.
    ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ تيسيرا من الله للحاج والمعتمر إن منع عن إتمامهما بعدو أو مرض، فقد رفع عنه الحرج، فإن أرادا التحلل من الإحرام فعليه ذبح ما تيسر سواء بقرة أو شاة... في الحرم أو في مكان الإحصار، قال ابن كثير في تفسيره: [ذكروا أن هذه الآية نزلت في سنة ست أي عام الحديبية حين حال المشركون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الوصول إلى البيت، وأنزل الله في ذلك سورة الفتح بكمالها وأنزل لهم رخصة أن يذبحوا مت معهم من الهدي...][1].
    ﴿وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ نهى الله عن التحلل من الإحرام بالحلق أو التقصير (من أحكام الحج والعمرة)، لكن أباح ذلك للمريض أو المتأذي على أن يفدي، والفدية تكون إما بصيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبيحة شاة.
    ﴿فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فإذا كان الأمن من أول الأمر أو بعد الإحصار فعلى المعتمر ذبح شاة أو بقرة أو بعير شكرا لله، أما من لم يملك ثمن الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام من أول شهر ذي الحجة إلى يوم التاسع، وسبعة عند العودة إلى الأوطان – الذبح والتمتع خاص بغير أهل الحرم – فهذه عشرة أيام تجزئ عن الذبح.
    ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ أمر الله تعالى بتقواه والتقوى فعل أوامره واجتناب نواهيه، وتوعد بالعقاب من يخالفه.
    ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَج﴾ الحج وقت معلوم: شوال، ذو القعدة، العشر الأوائل من ذي الحجة، فحين يلزم المسلم نفسه بالحج فلا يخاصم ولا يقرب النساء ويبتعد عن المعاصي حتى يكون حجه مبرورا.
    ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ فالله يجزي كل عامل عما عمل، ويعلم المحسنين منهم.
    ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ يأمر الله بالتزود لسفر الحج من أكل وشراب، فقد كان الحجاج لا يتزودون فيتسولون في الحج، ثم عقب أن خير ما يتزودوا به هو التقوى، ثم دعا إلى تقاته كل ذي عقل وفهم.
    ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ رفع الله تعالى الحرج على من سعى إلى تجارة دنيوية، فهذا لا يتنافى مع الحج، فلقد كان المسلمون يتأثمون من ذلك، فأباح لهم القرآن ممارسة التجارة في موسم الحج، فالحج مقصد أساسي، أما التجارة فهو مقصد تبعي.
    ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ بعد الوقوف بعرفة أمر تعالى بذكره (التسبيح والتهليل والتكبير) عند المشعر الحرام بالمزدلفة، وشكره على الهداية إلى الإيمان بعد الضلال ﴿...وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ...﴾ [سورة الأعراف الآية 43].
    ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ كانت قريش تترفع على الناس أن يقفوا معهم، فيقفون في المزدلفة لأنها من الحرم ثم يفيضون منها، فأمر الله تعالى أن يفيضوا من عرفات لا من المزدلفة.
    ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ استغفار الله عما سلف من المعاصي، والله هو الغفور الرحيم.
    ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا عند الانتهاء من مناسك الحج وأعماله لابد من ذكر الله، وأشار تعالى إلى عادة جاهلية حيث كانوا يتفاخرون بآبائهم ويذكرون مآثرهم وقد نهى عنها.
    ﴿فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ من الناس من يجعل همه الأكبر الدنيا، فلا يدعو إلا بنصيب منها، ثم لا يكون له نصيب في الآخرة.
    ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فالمؤمن العاقل يحرص على خيري الدنيا والآخرة، فحسنة الدنيا تتمثل في الصحة والمال... وحسنة الآخرة تيسير الحساب والأمن من الفزع الأكبر ودخول الجنة والنجاة من النار ورضوان الله تعالى...

    قال أنس بن مالك في الصحيحين أن أكثر دعوة يدعو بها الرسول صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [رواه أنس بن مالك].

    ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا لن يضيع الله أجر العاملين ويوفيهم ما عملوا.
    ﴿وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ فالحساب قريب. 
    ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى تكبير الله في أيام التشريق، ورفع الحرج عمن تعجل ورجع من منى، وعمن تأخر.
    ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ فالتقوى هو الأمان من المعاصي، وربط الله تعالى التقوى بالحج فسفر الحج فيه تقوى وبعده كذلك.
    ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ تذكير بالحشر وما وراءه من حساب وعقاب، والتقي هو من يعد لهذا اليوم العظيم، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة الآية 281].



    كاردينيا
    كاردينيا
    عضو سوبر
    عضو سوبر


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 110
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066



    شرح ايات من القران - صفحة 2 29112012-023135PM


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10

    رقم العضوية34
    الابراج : السرطان

    عدد المساهمات : 857
    نقاط التميز : 1268
    تاريخ التسجيل : 29/12/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف كاردينيا الخميس مارس 06, 2014 7:41 pm

    الاية 203 الى الاية 210 من سورة البقرة

    [size=32]وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى[/size]
    [size=32]وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)[/size]

    [size=32]واذكروا الله تسبيحًا وتكبيرًا في أيام قلائل, وهي أيام التشريق: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. فمن أراد التعجل وخرج من "مِنى" قبل غروب[/size]
    [size=32]شمس اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار فلا ذنب عليه, ومن تأخر بأن بات بـ "مِنى" حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فلا ذنب عليه, لمن اتقى الله في حجه. والتأخر[/size]
    [size=32]أفضل; لأنه تزوُّد في العبادة واقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وخافوا الله- أيها المسلمون- وراقبوه في كل أعمالكم, واعلموا أنكم إليه وحده تُحْشَرون[/size]
    [size=32]بعد موتكم للحساب والجزاء.[/size]

    [size=32]وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)[/size]

    [size=32]وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام,[/size]
    [size=32]وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.[/size]

    [size=32]وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)[/size]

    [size=32]وإذا خرج من عندك أيها الرسول, جَدَّ ونَشِط في الأرض ليفسد فيها, ويتلف زروع الناس, ويقتل ماشيتهم. والله لا يحب الفساد.[/size]

    [size=32]وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)[/size]

    [size=32]وإذا نُصِح ذلك المنافق المفسد, وقيل له: اتق الله واحذر عقابه, وكُفَّ عن الفساد في الأرض, لم يقبل النصيحة, بل يحمله الكبر وحميَّة الجاهلية على مزيد من الآثام,[/size]
    [size=32]فَحَسْبُه جهنم وكافيته عذابًا, ولبئس الفراش هي.[/size]

    [size=32]وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)[/size]

    [size=32]وبعض الناس يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه, بالجهاد في سبيله, والتزام طاعته. والله رءوف بالعباد, يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم, فيجازبهم[/size]
    [size=32]أحسن الجزاء.[/size]

    [size=32]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)[/size]

    [size=32]يا أيها الذين آمنوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا وبالإسلام دينًا, ادخلوا في جميع شرائع الإسلام, عاملين بجميع أحكامه, ولا تتركوا منها شيئًا, ولا تتبعوا[/size]
    [size=32]طرق الشيطان فيما يدعوكم إليه من المعاصي. إنه لكم عدو ظاهر العداوة فاحذروه.[/size]

    [size=32]فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)[/size]

    [size=32]فإن انحرفتم عن طريق الحق, من بعد ما جاءتكم الحجج الواضحة من القرآن والسنة, فاعلموا أن الله عزيز في ملكه لا يفوته شيء, حكيم في أمره ونهيه, يضع كل شيء في[/size]
    [size=32]موضعه المناسب له.[/size]

    [size=32]هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (210)[/size]

    [size=32]ما ينتظر هؤلاء المعاندون الكافرون بعد قيام الأدلة البينة إلا أن يأتيهم الله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه في ظُلَل من السحاب يوم القيامة; ليفصل بينهم[/size]
    [size=32]بالقضاء العادل, وأن تأتي الملائكة, وحينئذ يقضي الله تعالى فيهم قضاءه. وإليه وحده ترجع أمور الخلائق جميعها.[/size]
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الخميس مارس 06, 2014 9:11 pm

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcRa6jyTzwVtk9FZJiweSc9zwxthZemxb0p6mpYv3sstlvWSEbWE
    العندليب
    العندليب
    عضو موهوب
    عضو موهوب


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 012
    الجنسية : العراق
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 42



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 13530665875




    شرح ايات من القران - صفحة 2 3011



    شرح ايات من القران - صفحة 2 5Ybk3

    رقم العضوية22
    الابراج : القوس

    عدد المساهمات : 2925
    نقاط التميز : 4987
    تاريخ التسجيل : 23/10/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف العندليب الجمعة مارس 07, 2014 7:12 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 9k=
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجمعة مارس 07, 2014 10:37 am

    سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211)
    سل -أيها الرسول- بني إسرائيل المعاندين لك: كم أعطيناهم من آيات واضحات في كتبهم تهديهم إلى الحق, فكفروا بها كلها, وأعرضوا عنها, وحَرَّفوها عن مواضعها. ومن يبدل نعمة الله -وهي دينه- ويكفر بها من بعد معرفتها, وقيام الحجة عليه بها, فإن الله تعالى شديد العقاب له.
    زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)
    حُسِّن للذين جحدوا وحدانية الله الحياةُ الدنيا وما فيها من الشهوات والملذات, وهم يستهزئون بالمؤمنين. وهؤلاء الذين يخشون ربهم فوق جميع الكفار يوم القيامة; حيث يدخلهم الله أعلى درجات الجنة, وينزل الكافرين أسفل دركات النار. والله يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب.
    كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
    كان الناس جماعة واحدة, متفقين على الإيمان بالله ثم اختلفوا في دينهم, فبعث الله النبيين دعاة لدين الله, مبشرين مَن أطاع الله بالجنة, ومحذرين من كفر به وعصاه النار, وأنزل معهم الكتب السماوية بالحق الذي اشتملت عليه; ليحكموا بما فيها بين الناس فيما اختلفوا فيه, وما اخْتَلَف في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه ظلمًا وحسدًا إلا الذين أعطاهم الله التوراة, وعرفوا ما فيها من الحجج والأحكام, فوفَّق الله المؤمنين بفضله إلى تمييز الحق من الباطل, ومعرفة ما اختلفوا فيه. والله يوفِّق من يشاء من عباده إلى طريق مستقيم.
    أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
    بل أظننتم -أيها المؤمنون- أن تدخلوا الجنة, ولمَّا يصبكم من الابتلاء مثل ما أصاب المؤمنين الذين مضوا من قبلكم: من الفقر والأمراض والخوف والرعب, وزُلزلوا بأنواع المخاوف, حتى قال رسولهم والمؤمنون معه -على سبيل الاستعجال للنصر من الله تعالى-: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين.
    يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
    يسلك أصحابك -أيها النبي- أي شيء ينفقون من أصناف أموالهم تقربًا إلى الله تعالى, وعلى مَن ينفقون؟ قل لهم: أنفقوا أيَّ خير يتيسر لكم من أصناف المال الحلال الطيب, واجعلوا نفقتكم للوالدين, والأقربين من أهلكم وذوي أرحامكم, واليتامى, والفقراء, والمسافر المحتاج الذي بَعُدَ عن أهله وماله. وما تفعلوا من خير فإن الله تعالى به عليم.
    avatar
    زائر
    زائر


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف زائر السبت مارس 08, 2014 1:56 am

    كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)
    فرض الله عليكم -أيها المؤمنون- قتال الكفار, والقتال مكروه لكم من جهة الطبع; لمشقته وكثرة مخاطره, وقد تكرهون شيئًا وهو في حقيقته خير لكم, وقد تحبون شيئًا لما فيه من الراحة أو اللذة العاجلة, وهو شر لكم. والله تعالى يعلم ما هو خير لكم, وأنتم لا تعلمون ذلك. فبادروا إلى الجهاد في سبيله.
    يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
    يسألك المشركون -أيها الرسول- عن الشهر الحرام: هل يحل فيه القتال؟ قل لهم: القتال في الشهر الحرام عظيم عند الله استحلاله وسفك الدماء فيه, ومَنْعكم الناس من دخول الإسلام بالتعذيب والتخويف, وجحودكم بالله وبرسوله وبدينه, ومَنْع المسلمين من دخول المسجد الحرام, وإخراج النبي والمهاجرين منه وهم أهله وأولياؤه, ذلك أكبر ذنبًا, وأعظم جرمًا عند الله من القتال في الشهر الحرام. والشرك الذي أنتم فيه أكبر وأشد من القتل في الشهر الحرام. وهؤلاء الكفار لم يرتدعوا عن جرائمهم, بل هم مستمرون عليها, ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن الإسلام إلى الكفر إن استطاعوا تحقيق ذلك. ومن أطاعهم منكم -أيها المسلمون- وارتدَّ عن دينه فمات على الكفر, فقد ذهب عمله في الدنيا والآخرة, وصار من الملازمين لنار جهنم لا يخرج منها أبدًا.
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)
    إن الذين صَدَّقوا بالله ورسوله وعملوا بشرعه والذين تركوا ديارهم, وجاهدوا في سبيل الله, أولئك يطمعون في فضل الله وثوابه. والله غفور لذنوب عباده المؤمنين, رحيم بهم رحمة واسعة.
    يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)
    يسألك المسلمون -أيها النبي- عن حكم تعاطي الخمر شربًا وبيعًا وشراءً, والخمر كل مسكر خامر العقل وغطاه مشروبًا كان أو مأكولا ويسألونك عن حكم القمار -وهو أَخْذُ المال أو إعطاؤه بالمقامرة وهي المغالبات التي فيها عوض من الطرفين-, قل لهم: في ذلك أضرار ومفاسد كثيرة في الدين والدنيا, والعقول والأموال, وفيهما منافع للناس من جهة كسب الأموال وغيرها, وإثمهما أكبر من نفعهما; إذ يصدَّان عن ذكر الله وعن الصلاة, ويوقعان العداوة والبغضاء بين الناس, ويتلفان المال. وكان هذا تمهيدًا لتحريمهما. ويسألونك عن القَدْر الذي ينفقونه من أموالهم تبرعًا وصدقة, قل لهم: أنفقوا القَدْر الذي يزيد على حاجتكم. مثل ذلك البيان الواضح يبيِّن الله لكم الآيات وأحكام الشريعة; لكي تتفكروا فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة*.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة السبت مارس 08, 2014 10:47 pm

    فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
    ويسألونك -أيها النبي- عن اليتامى كيف يتصرفون معهم في معاشهم وأموالهم؟ قل لهم: إصلاحكم لهم خير, فافعلوا الأنفع لهم دائمًا, وإن تخالطوهم في سائر شؤون المعاش فهم إخوانكم في الدين. وعلى الأخ أن يرعى مصلحة أخيه. والله يعلم المضيع لأموال اليتامى من الحريص على إصلاحها. ولو شاء الله لضيَّق وشقَّ عليكم بتحريم الخالطة. إن الله عزيز في ملكه, حكيم في خلقه وتدبيره وتشريعه.
    وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)
    ولا تتزوجوا -أيها المسلمون- المشركات عابدات الأوثان, حتى يدخلن في الإسلام. واعلموا أن امرأة مملوكة لا مال لها ولا حسب, مؤمنةً بالله, خير من امرأة مشركة, وإن أعجبتكم المشركة الحرة. ولا تُزَوِّجوا نساءكم المؤمنات -إماء أو حرائر- للمشركين حتى يؤمنوا بالله ورسوله. واعلموا أن عبدًا مؤمنًا مع فقره, خير من مشرك, وإن أعجبكم المشرك. أولئك المتصفون بالشرك رجالا ونساءً يدعون كل مَن يعاشرهم إلى ما يؤدي به إلى النار, والله سبحانه يدعو عباده إلى دينه الحق المؤدي بهم إلى الجنة ومغفرة ذنوبهم بإذنه, ويبين آياته وأحكامه للناس; لكي يتذكروا, فيعتبروا.
    وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
    ويسألونك عن الحيض- وهو الدم الذي يسيل من أرحام النساء جِبِلَّة في أوقات مخصوصة-, قل لهم -أيها النبي-: هو أذى مستقذر يضر من يَقْرَبُه, فاجتنبوا جماع النساء مدة الحيض حتى ينقطع الدم, فإذا انقطع الدم, واغتسلن, فجامعوهن في الموضع الذي أحلَّه الله لكم, وهو القبل لا الدبر. إن الله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة, ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار.
    نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223)
    نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله, فجامعوهن في محل الجماع فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم, وقَدِّموا لأنفسكم أعمالا صالحة بمراعاة أوامر الله, وخافوا الله, واعلموا أنكم ملاقوه للحساب يوم القيامة. وبشِّر المؤمنين -أيها النبي- بما يفرحهم ويسرُّهم من حسن الجزاء في الآخرة.
    وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)
    ولا تجعلوا -أيها المسلمون- حلفكم بالله مانعًا لكم من البر وصلة الرحم والتقوى والإصلاح بين الناس: بأن تُدْعَوا إلى فعل شيء منها, فتحتجوا بأنكم أقسمتم بالله ألا تفعلوه, بل على الحالف أن يعدل عن حلفه, ويفعل أعمال البر, ويكفر عن يمينه, ولا يعتاد ذلك. والله سميع لأقوالكم, عليم بجميع أحوالكم.
    لؤلؤة
    لؤلؤة
    مشرفة مميزة
    مشرفة مميزة


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 611
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 Egypt10
    ااوسمتي :
    شرح ايات من القران - صفحة 2 14052

    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116618496


    شرح ايات من القران - صفحة 2 Fe971910





    شرح ايات من القران - صفحة 2 42




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Abumhd10



    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066




    رقم العضوية25
    الابراج : الجدي

    عدد المساهمات : 4495
    نقاط التميز : 5409
    تاريخ التسجيل : 09/11/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الإثنين مارس 10, 2014 5:27 pm

    لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)
    لا يعاقبكم الله بسبب أيمانكم التي تحلفونها بغير قصد, ولكن يعاقبكم بما قصدَتْه قلوبكم. والله غفور لمن تاب إليه, حليم بمن عصاه حيث لم يعاجله بالعقوبة.
    لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)
    للذين يحلفون بالله أن لا يجامعوا نساءهم, انتظار أربعة أشهر, فإن رجعوا قبل فوات الأشهر الأربعة, فإن الله غفور لما وقع منهم من الحلف بسبب رجوعهم, رحيم بهم.
    وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
    وإن عقدوا عزمهم على الطلاق, باستمرارهم في اليمين, وترك الجماع, فإن الله سميع لأقوالهم, عليم بمقاصدهم, وسيجازيهم على ذلك.
    وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)
    والمطلقات ذوات الحيض, يجب أن ينتظرن دون نكاح بعد الطلاق مدة ثلاثة أطهار أو ثلاث حيضات على سبيل العدة; ليتأكدن من فراغ الرحم من الحمل. ولا يجوز لهن تزوج رجل آخر في أثناء هذه العدة حتى تنتهي. ولا يحل لهن أن يخفين ما خلق الله في أرحامهن من الحمل أو الحيض, إن كانت المطلقات مؤمنات حقًا بالله واليوم الآخر. وأزواج المطلقات أحق بمراجعتهن في العدة. وينبغي أن يكون ذلك بقصد الإصلاح والخير, وليس بقصد الإضرار تعذيبًا لهن بتطويل العدة. وللنساء حقوق على الأزواج, مثل التي عليهن, على الوجه المعروف, وللرجال على النساء منزلة زائدة من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف والقِوامة على البيت وملك الطلاق. والله عزيز له العزة القاهرة, حكيم يضع كل شيء في موضعه المناسب.
    الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229)
    الطلاق الذي تحصل به الرجعة مرتان, واحدة بعد الأخرى, فحكم الله بعد كل طلقة هو إمساك المرأة بالمعروف, وحسن العشرة بعد مراجعتها, أو تخلية سبيلها مع حسن معاملتها بأداء حقوقها, وألا يذكرها مطلقها بسوء. ولا يحل لكم- أيها الأزواج- أن تأخذوا شيئًا مما أعطيتموهن من المهر ونحوه, إلا أن يخاف الزوجان ألا يقوما بالحقوق الزوجية, فحينئذ يعرضان أمرهما على الأولياء, فإن خاف الأولياء عدم إقامة الزوجين حدود الله, فلا حرج على الزوجين فيما تدفعه المرأة للزوج مقابل طلاقها. تلك الأحكام هي حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام, فلا تتجاوزوها, ومن يتجاوز حدود الله تعالى فأولئك هم الظالمون أنفسهم بتعريضها لعذاب الله.
    فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)
    فإن طلَّق الرجل زوجته الطلقة الثالثة, فلا تحلُّ له إلا إذا تزوجت رجلا غيره زواجًا صحيحًا وجامعها فيه ويكون الزواج عن رغبة, لا بنية تحليل المرأة لزوجها الأول, فإن طلقها الزوج الآخر أو مات عنها وانقضت عدتها, فلا إثم على المرأة وزوجها الأول أن يتزوجا بعقد جديد, ومهر جديد, إن غلب على ظنهما أن يقيما أحكام الله التي شرعها للزوجين. وتلك أحكام الله المحددة يبينها لقوم يعلمون أحكامه وحدوده; لأنهم المنتفعون بها.
     
     
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ♥الملك♥۩♥جولد♥
    ۩ ۩
    ۩  ۩


    مزاجي لهذا اليوم : شرح ايات من القران - صفحة 2 S3eed10
    الجنسية : شرح ايات من القران - صفحة 2 126
    ااوسمتي :

    شرح ايات من القران - صفحة 2 62




    شرح ايات من القران - صفحة 2 Tag1




    شرح ايات من القران - صفحة 2 9066






    شرح ايات من القران - صفحة 2 Ckfu139138780491




    شرح ايات من القران - صفحة 2 14116611316

    رقم العضوية1
    الابراج : الدلو

    عدد المساهمات : 3140
    نقاط التميز : 4611
    تاريخ التسجيل : 17/09/2013

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Empty رد: شرح ايات من القران

    مُساهمة من طرف ♥الملك♥۩♥جولد♥ الثلاثاء مارس 11, 2014 3:44 am

    شرح ايات من القران - صفحة 2 53-63

    شرح ايات من القران - صفحة 2 Hamsmasry-80508f94e3

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:22 pm